التشكيلية سوسن الزعبي: الفنانون الشباب مواهب إبداعية بحاجة لدعم صادق

23 آب 2014

.

التشكيلية سوسن الزعبي رغم توقفها عن الرسم خلال فترة الأزمة إلا أنها استمرت بعملها التدريسي لطلاب كلية الفنون الجميلة محاولة أن تعطي كل ما لديها من خبرة فنية وإنسانية للشباب الموهوبين الذين تراهن عليهم في استمرار تألق الحركة التشكيلية السورية والإبداع الفني السوري.

وتقول التشكيلية الزعبي في حديث لمراسلنا: «إن توقفي عن الرسم نتيجة الظروف الصعبة التي يمر بها البلد ونتيجة تأثري على الصعيد النفسي والانساني لم يوقفني عن الرسالة التي لا تقل أهمية عن العمل الابداعي وهي التدريس لطلابي في كلية الفنون الجميلة وهو عمل يستنفد كل طاقتي وجهدي ووقتي».

وتضيف الزعبي.. «إن كل نشاط أو ملتقى أدعى اليه هو بمثابة عودة الحياة لي خاصة في هذه الفترة التي يعتبر كل نشاط فيها في غاية الأهمية لأنه يؤكد على أننا شعب يحب الحياة ويعرف كيف يسخر الظروف الصعبة ليصنع الجمال والابداع والفن».

الفنانة التي شاركت مؤخراً في ملتقى سورية جسر المحبة وقدمت عملين بالزيتي والكولاج عن مدينة دمشق توضح أنها تتشجع لمعاودة نشاطها وتفاعلها مع اللوحة بعد كل ملتقى تشارك فيه مثل أي فنان يرسم بعد انقطاع مبينة أن هذه الملتقيات تعطي للفنانين نشاطاً إبداعياً وتجدداً على أكثر من صعيد.

وتؤكد الزعبي أنه لا يوجد شيء يؤثر على الشعب السوري عامة والفنانين السوريين خاصة «فكل الرواسب السلبية التي تلقى علينا نخرجها جمالا وفنا وإبداعا من رحم المعاناة» مبينة لو أن الازمات والكوارث يمكن أن تنهي هذا الشعب لكان كل ما مر بنا عبر الزمن قد أثر علينا وأنهانا.

وتقول.. «الأزمة أثرت على كل شيء لدينا ومن ضمنها الحركة التشكيلية ولكن كنا نتمنى لو أن اتحاد الفنانين التشكيليين وكلية الفنون الجميلة كانت لديهم مساهمات أهم للحد من تأثير الأزمة على الفن التشكيلي السوري من خلال تقديم المبادرات للاستفادة من كل الإمكانات المتاحة لهم من مكان ومعدات لإقامة ملتقيات وأنشطة يمكن أن تحرك الجو الفني العام، وهذا التقصير ليس جديدا فهو موجود منذ زمن».

وتضيف.. «إن مديرية الفنون الجميلة اليوم وعبر الملتقيات التي تقيمها للفنانين على مختلف فئاتهم العمرية تأخذ دوراً هاماً وتسد نقصاً كبيراً في هذه الفعاليات كان يجب ان يتصدى لها اتحاد الفنانين التشكيليين وكلية الفنون الجميلة ولولاها لكان الفن التشكيلي في حالة سبات».

وتشير الزعبي إلى أن الفنانين التشكيليين كانوا الأقدر على التكيف مع الظروف الصعبة واستيعاب الآخرين في كل المراحل والأزمات التي مر بها البلد وكانت لهم مبادرات عمل وأنشطة فنية مهمة واليوم هذا الأمر موجود ولكنه يتطلب الاخلاص أكثر في الأداء والسعي الجاد للعمل الحثيث وتقديم أفكار ذات قيمة تعود بالفائدة على الفن والمجتمع.

والمشكلة بحسب رئيسة قسم الاتصالات البصرية في كلية الفنون الجميلة تكمن في “عدم وجود أي مبادرات من قبل المؤسسات التعليمية للفن واتحاد الفنانين التشكيليين” وتقول..كنت أتمنى من كلية الفنون الجميلة ان تبادر بإقامة ملتقى فني صغير في حديقة الكلية على مستوى الأساتذة ليشاهد الطلاب عملهم ويستفيدوا منه كما أن اتحاد الفنانين التشكيليين لم يقدم أي شيء يذكر سوى بعض المعارض من فترة إلى أخرى.

وترى الفنانة صاحبة التجربة الطويلة أن ظروف جيل الفنانين الشباب صعبة ورغم ذلك فالأغلبية منهم يمتلكون هوية ويحاولون العمل والاجتهاد لتقديم فن ذي قيمة وهم بحاجة لمن يمسك بأيديهم ويدعمهم معنويا وماديا سواء من المؤسسة التعليمية أو المؤسسة الثقافية او من قبل الأشخاص كالفنانين والأساتذة والمهتمين بالفن التشكيلي وهذا يتطلب الصدق في العمل والإخلاص له من قبل الجميع لنحقق الفائدة على كل المستويات.

وتعبر الدكتورة في فلسفة علوم الفن عن تفاؤلها بالحركة التشكيلية السورية وبانها ستأخذ ما تستحقه من مكانة على المستوى العالمي بما تمتلكه من مواهب شابة وامكانات فردية مهمة ومبدعة تمتلك الخبرة الجيدة إلى جانب الأسماء المعروفة داخل سورية وخارجها.

وتختم الزعبي بالتأكيد على أن الفنانين التشكيليين يحتاجون للدعم المادي والمعنوي من مختلف المؤسسات التعليمية والثقافية ومن اتحاد الفنانين التشكيليين مبينة أن الصالات الخاصة مطالبة اليوم أن تعاود نشاطها لتدفع الحركة التشكيلية نحو الأمام بعد أن استفادت منها في أوقات الرخاء وحققت من الاستثمار خلالها أرباحا طائلة.

الفنانة التشكيلية سوسن الزعبي من مواليد دمشق خريجة كلية الفنون الجميلة قسم الإعلان عام 1983 وحاصلة على دكتوراه فلسفة في علوم الفن من جامعة سيروغونوف بموسكو ورئيسة قسم الاتصالات البصرية في كلية الفنون الجميلة وأعمالها مقتناة من قبل وزارة الثقافة والجمعية الكويتية للفنون وضمن مجموعات خاصة.


محمد سمير طحان

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق