جوليا دومنا

جوليا دومنه أميرة رومانية من أصل سوري. ولدت في حمص حوالي سنة 158، وهي ابنة كاهن الشمس في حمص، ويدعى باسيانوس، وتزوجها الامبراطور الروماني سبتيموس سفيروس فكانت الزوجة الثانية له، ومنحها لقب (أوغسطا)، وساعدته في تصريف شؤون الدولة، وكان كبير مستشاري الامبراطور قريبا لها، وهو الفقيه (بابينيان).
وصفت بأنها كانت على جانب عظيم من الجمال والعقل والمقدرة السياسية والأدبية فسيطرت على زوجها، وكانت محاطة بعدد من الفلاسفة والمفكرين.
ولما مات زوجها في ساحة المعركة في بريطانيا سنة 211م بقيت مسيطرة على ولديها (كراكلا وغيتا)، وقد خلفا والدهما كإمبراطورين، ولما وقع الخلاف بينهما، وقتل كراكلا أخاه وقفت مكتوفة اليدين أمام فجور ولديها. وقد عهد إليها كراكلا بمراسلاته، وكان بلاطها يضم العلماء والأدباء والأطباء، منهم جالينوس الذي جذبته فتنتها وصفاتها.
وكانت في انطاكية مرة فوصلها نبأ اغتيال ابنها كراكلا من قبل مكرنيوس قائد الحرب الامبراطوري في مدينة أديسا سنة 217م وخلف الامبراطور في منصبه حاولت الانتحار جوعا وكررت محاولتها حتى نجحت ونقل جثمانها إلى رومة فدفن فيها.
ذكر بعض المؤرخين أن (جوليا دومنه) كانت نادرة الوجود عند السيدات الرومانيات الحقيقيات، بينما ذكر آخرون أن أخلاقها كانت موضع الريبة، رغم أن المؤرخ ديو، لا يذكرها بأي سوء، ويذكرون أن (جوليا) تعود إلى أصل وضيع، وكان اسم ابيها (باسيانس) يعني (الوضيع) بينما اسمها (دومنه) يعني (سيدة).