«سورية وطني» هو عنوان معرض نتج عن ورشة عمل لطلاب السنة الثالثة قسم الاتصالات البصرية في كلية الفنون الجميلة بدمشق، والذي تزامن افتتاحه يوم الأربعاء 25 أيار 2011 مع احتفال لبنان «بعيد المقاومة والتحرير»، كبادرة عربية شمولية يتميز بها الشباب السوري، فمن خلال حواراتنا مع عدد من الطلاب كانت التنويه منهم لهذا التوقيت المدروس بين افتتاح المعرض وعيد المقاومة في لبنان.
ومن جهة أخرى تميز المعرض باختيار رموز سورية تاريخية أغنت الحضارة العالمية بإنجازاتها المتعددة، ففي جولة بين أرجاء المعرض نتعرف من جديد على ملك ماري «إيشوبإيلوم» ونشاهد أسد اللات، وأسد معبد عين دارا، وفي الأختام الأسطوانية تشع الشمس المجنحة وتنمو شجرة الحياة من جديد إلى جانب الإله بعل، لنعاين الأختام الأوغاريتية التي ألهمت الكتابات واللغات اللاحقة، فنقرأ مع زوار معرض سورية وطني - ختم شريعة الحياة - والكثير من مجد هذه الأرض، فنمر على دمشق وفسيفساء الجامع الأموي في دمشق، وذاك الدمشقي الذي برع في مهنة تطعيم الصدف، لنسمع أنين نواعير حماة. المتداخلة مع قصة الزباء ملكة تدمر. فتلهمنا من جهة أخرى عظمة الأميرة جوليا دومنا تلك الأميرة الحمصية التي تربعت على عرش روما والتي منحتها لقب أم الوطن وأم الجيوش.
من جانبها تقول الطالبة لمى حمدان: «لقد كانت الحضارة السورية برمزها وتاريخها مادة عمل للطلاب السنة الثالثة قسم الاتصالات البصرية، لذا جاء المعرض غني بمفرداته التشكيلية. بالنسبة لي اخترت آلهة الينبوع المكتشفة في مدينة ماري، كتشكيل فني استخدمت في تجسيده الأسلاك المعدنية مع استخدام جرة من الفخار في عملية كسر لقسوة المعدن».
الطالبة لميس علي قدمت تجسيد للأميرة الحمصية جوليا دومنا فتقول: «دائماً ما نذكر الملكة زنوبيا من دون الالتفات إلى الشخصيات التاريخية الأخرى ومنها الأميرة جوليا دومنا والتي كانت بالنسبة لي مادة فنية وخاصة أن هذه الأميرة السورية تشكل رمزاً سورياً لمعنى الشجاعة والقدرة على المواجهة. كما استخدمت الماكيت والكرتون لتشكيل إنحاءات قاسية تعبر عن شخصية الأميرة جوليا دومنا الصلبة».
وأخيراً مع الطالبة هبة شبره التي ركزت على دور المرأة السورية وإخلاصها لوطنها وأسرتها وما تستغله من خامات متاحة أو تالفة لصنع حاجيات أسرتها كنوع من أنواع التوفير والاقتصاد فتقول: «هي حالة عامة لدى نساء سورية، لذا عملت على صنع نموذج من السجاد التدمري مستعينة بالحبوب والبقول لتشكيل بعض الأشكال الزخرفية، حيث قمت ببعض الدراسات من عملية تحوير واختزال ودراسات غرافيكية للأشكال الهندسية والزخرفية للوصول إلى النتيجة التي أسعى إليها».
يذكر أن معرض «سورية وطني» مستمر في كلية الفنون الجميلة بدمشق حتى الأسبوع القادم.
مازن عباس - دمشق
اكتشف سورية