معبد عين دارا


من بقايا آثار أروقة المعبد

كرس المعبد لعبادة الربة عشتار، ورب الطقس هدد، وذلك استناداً للمعطيات المادية التي عثرنا عليها في المعبد، ولم نعثر على وثائق كتابية بهذا الخصوص.

يعتبر السبع وأبي الهول من رموز الربة عشتار، التي عثرنا على صورتها منقوشة في لوحة بازلتية، ارتفاعها (0.96م)، عرضها (0.68م)، سماكتها (0.50م)، وجدت اللوحة بين أنقاض الجدار الفاصل بين القاعة الأمامية والمصلى، إلى يسار المدخل، مما يوحي بأنها كانت في المصلى، وهي مشوهة قليلاً، وقد مثلت الربة واقفة، ماشية، ملتفتة نحو اليسار. ترتفع فوق كتفها الأيسر حزمة من السهام، أو أرياش الجناح. تمسك في يدها اليسرى سارية، وتثني اليد اليمنى على صدرها. ترتدي قميصاً ينحسر عن ساقها الأيسر، ويستر الأيمن، وهو مزوق بصفوف من الدوائر والمثلثات. تلبس فوقه رداءً آخر (وتحمل جعبة سهام).

هذه هي الدلائل، التي تشير إلى أن الربة عشتار كانت معبودة أصحاب هذا المعبد. وبما أننا عثرنا على لوحات كانت تزين الأطراف الخارجية للرواق، ونقش فيها الثور، رمز غله الطقس هدد، فإننا نرجح أن هدد كان له مكان في هذا المعبد أيضاً.

مثلما كان مكان لرب الجبل الذي نقشت صورته في نعلة المحراب بين الإنسان الثور والجن. وبما أن عشتار كانت هي سيدة الجبال أيضاً، فقد كان رب الجبل من أتباعها. ولا نستغرب وجود صورته في المعبد، فكل النقوش فيه كانت بمثابة النقش النص، الذي يدل على هوية المعبد.

وحتى تتوضح صورة الدمار والخراب اللذين لحقا بالمعبد، وحتى يكون الزائر فكرة أوضح عن أهمية منحوتات المعبد، ندعوه لزيارة القاعة الكبيرة في بيت البعثة ليرى كسر المنحوتات وخاصة رؤوس أبي الهول، التي هي صور لرؤوس نساء ورؤوس الأسود وغيرها.

==
المصدر: معبد عين دارا - د.علي أبو عساف