حيوية الشباب في غاليري أيام

26 11

افتتح في غاليري أيام مساء السبت 22 تشرين الثاني المعرض الجماعي «Shabab Uprising» لكل من الفنانين الشباب: عمران يونس، ومطيع مراد، وعمار البيك، وفادي يازجي، وقيس سلمان، ونهاد الترك، وتمام عزام، وحسام بلان.





عمران يونس: الموضوع الكامن في اللوحة يفرض ألوانه
ثلاثة أعمال إكليريك على قماش يقدمها الفنان عمران يونس تحت العناوين الهامشية «أصدقاء الصورة» و«العشاء الوحيد»، التي تنتمي في غالبيتها إلى المدرسة التعبيرية بمواضيع مرتبطة بالمسرح الخاص الذي خلقه بنفسه لنفسه، والذي يشبه المسرح العام الذي نعرفه جميعاً. في «أصدقاء الصورة»، يوضح الفنان عمران علاقة كل شخص مع صورة معينة، وذكرى معينة، وشخص معين يحبه ويعتبره عرابه الأول. ألوان عاتمة يبرر استخدامها بأن الموضوع الكامن في اللوحة هو من يفرض ألوانه.




في تصريح مع «اكتشف سورية»، قال يونس:«هذا النوع من الأعمال أقوم به في جو مغلق غير مفتوح ليس له علاقة بالطبيعة، مثل جو الغرفة العاتم الذي أتصوره كالمسرح في مخيلتي، وتساعدني هذه الألوان أكثر على إظهار العراب والصورة التي أتخيله بها، لاكتشف في النهاية أنني أحب هذه الألوان».


مطيع مراد في صالة أياممطيع مراد: أحاول إغناء موضوع «الفرح والسعادة»


ركز الفنان مطيع مراد على اللون في عناصر العمل الفني ودفعه ذلك إلى الاهتمام بالطاقة اللونية لإغناء موضوع الفرح والسعادة. وقد عبَّر مطيع مراد أن هذا الموضوع يشكل الحيز الأوسع من أعماله، وهو الآن بصدد تطوير هذه التجربة من خلال اللون للتوصل إلى تقنية خاصة به في العمل.
قدم مراد في هذا المعرض ستة أعمال تتعلق بمواضيع الفرح والسعادة، واعتمد في لوحاته على عدة مصادر كالفن الإسلامي، وفن الأطفال، والخلط بين هذين المجموعتين، للوصول إلى تقنية جديدة في اللوحة طبقاً لمعالجته لها حتى تظهر للمتلقي وكأنها من بلاستيك، الأمر الذي أضفى نوع من المعاصرة على عمله الفني.
أطلق مراد على أعماله اسم «فراشات المدينة»، موضحاً أنه خلال فترة عمله على اللوحة يتغير بشكل دائم تفاعله معها، كي تستحق في النهاية اسم «اللوحة». وقال: «عملت على اللون في لوحتي حتى بدت ألوانها كفراشات تطير ضمن مدينتي التي رسمتها لنفسي في مخيلتي».


عمار البيك في صالة أيامعمار البيك: أجسد العلاقة المضطربة لآدم وحواء
من خلال تقديمه لعمليه الفنيين «آدم» و «حواء»، يحاول الفنان عمار البيك تسليط الضوء على العلاقة المضطربة بينهما، وخصوصاً في زماننا ومكاننا نحن. ويقول: «إن اعتماد الرجل عندنا على منطق القوة والرجولة المسيطرة يقابله اعتماد المرأة وسعيها الدائم نحو إبراز نفسها على أنها الأجمل والكائن المرغوب فيه». وأشار الفنان إلى ذلك عبر صورة الرجل القوي والعنيف الذي ترتسم في مخيلته صورة المرأة الجميلة الحسناء التي تسيطر عليه ولا تفارقه، تقابلها صورة المرأة الجميلة وطيف آدم الذي تحلم به ولا يفارق مخيلتها. ويتخذ البيك بين هذين المنطقين فكرة مختلفة نابعة من ذاته تعتمد على قدرة الفرد في التعبير عن نفسه بحرية، وقدرته أيضاً على رفض الكثير من المغريات والأفكار التي تراود الذهن البشري.


فادي يازجي: أعطي اليوم لتماثيلي أبعادها الثلاثة
ينوّع الفنان فادي يازجي كثيراً في أعماله التشكيلية بين لوحة، ونحت جداري، وسيراميك، وبرونز. وقدّم في هذا المعرض لوحة وأربعة تماثيل من البرونز، حيث انتقل بهذه التماثيل التي جسّدها في السابق على القماش ليعطيها اليوم أبعادها الثلاثة، منها الجندي، والملك، والملكة، التي تأتي ضمن مجموعة ستكتمل في عمل «شطرنج» كبير الحجم.


حملت اللوحة الوحيدة له في المعرض شخصيات واقعية وصفها بالمقربة منه، حيث استحوذ لنفسه فيها على مربعات صغيرة رسم فيها صور هؤلاء الأشخاص بيده، وترك لهم في المقابل مربعاتهم البيض خالية ليكتبوا فيها ما يريدون وكذلك فعلوا.


قيس سلمان في صالة أيامقيس سلمان: البطل الحالي هو البطل السلبي الذي يزداد تمسكنا به
يستمر الفنان قيس سلمان في معرض «Shabab Uprising» بالتجربة التي بدأ بها سابقاً، تجربة لها علاقة بالشكل الإنساني الذي يعمل عليه بشكل دائم، حتى يصل إلى تجسيد عوالمه الخاصة، ولكي يتمكن من ابتكار الشيء الذي يود طرحه من خلال هذا الشكل. يشير سلمان في لوحاته إلى إنسان هذا الوقت، الإنسان المتأثر، الضائع والمتناقض الذي تغلب عليه الحالة التأثرية سلباً أكثر منها إيجاباً. ويدلنا من خلال لوحاته على وجود بطل ما يجب أن يعيش في اللوحة، إلا أن ما يراه حالياً هو «البطل السلبي» مع سعي الكثيرين للتمسك به. ويربط الفنان وجود البطل السلبي الحالي بكل جديد دخل علينا في هذا الوقت، متجسداً بكل ماله علاقة بمقاييس الجمال، واللباس، والزينة، والطريقة المثيرة المبالغ فيها بالإغراء الذي تدأب على تناولها جميع الوسائل المحيطة بنا من تلفزيون، ومجلات، وإعلانات، وغيرها. لذلك فقد تناول سلمان هذا الموضوع بطريقة ساخرة وناقدة.



تعمّد سلمان من عملية اللصق (كولاج) في لوحاته أن يشيرَ بوضوح إلى البطل السلبي الذي يتحدث عنه نهاد ترك في صالة أيامصراحةً، وللتأكيد عليه أيضاً كمادة أخذت من الواقع ووضعت على اللوحة كاختبار لطاقة المواد وبمساعدة من الألوان لطرح الموضوع الذي يدلنا على الإنسان الفقير روحياً وداخلياً وتحول عوالمه الخارجية الروحية التي يمكن له أن يعيشها في تفاصيل اللوحة.




نهاد الترك: الزهور في لوحتي غير كل الزهور
يشارك الفنان نهاد الترك بثلاث لوحات، منها ما يتحدث عن الورود والمزهرية التي عالجها حسب خصوصيته، فحوَّل الزهور الملونة إلى زهور سوداء وقدمها بطريقة جمالية. ويكرّر الترك في هذا المعرض شخصية الأحدب التي يعمل عليها دائماً على اعتبار أنه تمام عزام في صالة أياميرى نفسه في هذه الشخصية، مع إضافات جديدة للطائر الخرافي والعقد الذي لا يفارق الفنان نهاد الترك.



تمام عزام: أترك للمتلقي حرية الحكم على لوحاتي
من خلال أعماله الفنية الثلاثة التي يشارك بها في هذا المعرض، ترك الفنان تمام عزام للمتلقي الحرية المطلقة في الحكم عليها، كلٌ حسب نظرته ورؤيته الخاصة. رسم عزام أمكنةً مفترضة خالية من الكائن البشري ما عدا الأثر الذي يتركه ذلك الكائن.


حسان هاشم

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق