فادي يازجي في أيام غاليري

يستوحي شخوصه من ذاكرة الطفولة أو من طفولةٍ مشتهاة تتجسد في منجزه الفني، ليهرب بها أو معها من عالم الواقع إلى عوالم أُخرى تفتح لوحاته الباب إليها.

فادي يازجي من خلال معرضه المقام في غاليري أيام، يقدم تجربةً فنية ً تلخص معاني واصطلاحاتٍ بصرية عمل عليها في الفترة الأخيرة. فهو يخرج عن القواعد المعروفة للمنظور، ليرسم ما يريد أو ما يشتهي، لكن ليس خارج إطار الفن المحترف الذي يعرف مقصده، ولهذا ليس غريباً أن تواجه أي زائرٍ للمعرض منحوتةً بشرية برأس أكبر من جسدها، أو تصاوير لأشكال ممسوخة وأشكال اقرب إلى الحيوانات منها إلى عالم الإنسان، لا يتردد يازجي في استخدام أيّ المواد أو التقنيات في خدمة مشروعه الفني، ورغبةً في تقديمٍ أصدق لإحساسه في العمل، فنجده يرسم شخوصه على الكراسي مثلاً ولا ينسى أن يكتب بجانبها (ممنوع الجلوس) حفاظاً على العمل الفني بالطبع.


من أعمال الفنان فادي يازجي

استخدم يازجي كلّ المواد التي بدت له أنّها تخدم ما يريد تقديمه، وربما هذا ما أعطى إحدى لوحاته شهرةً متمايزة وجعلها حديث الكثيرين وهي اللوحة التي رسم فيها يازجي مجموعة شخوص من الأطفال على فوطٍ نسائية، اللوحة التي أتت صادمة للبعض لكنها موحية بالقصد من خلفها، خاصة وأن الشخوص الإنسانية كانت تشغل معظم أعمال المعرض.

ينتقل فادي بين مواده بحرية وجرأة ليصور في لوحةٍ أخرى شخوصه على أرغفة الخبز الأسمر، و في عملٍ آخر على لحاف شتوي كان يصلح كدثار من البرد وحوله يازجي إلى أرضيةٍ لمنجزه المراد إظهاره بصدق.
بجانب أغلبية اللوحات دونت مجموعة من الكلمات التي رافقت العمل الفني، لتعبر عن شيء مما جال في نفس من أخرجه إلى الضوء، الجمل ذات الدلالة أعطت إيحاءاً رمزياً ليشف النور من خلفها ويشغل بال المتلقي بفكرة.

فادي يازجي قدم شخوصه الممسوخة أو المدمرة أو الطفولية قدمها بكل حالاتها في محاكاة متفردة لخيال إبداعي خصب، استطاع من خلاله أن يوظف المادة بين يديه في انجاز العمل الفني (ربما هذا آتٍ من كونه نحات وتعامله الأساسي هو مع المادة)، لكنه استطاع هنا أن يوصل من خلال شخوصه المستحدثة والأقرب إلى عالم رسوم الأطفال أن يلوح بالمراد الإبداعي أو الفعل القصدي من خلف ما قدم.

عمر الأسعد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق