عدنان عبد الرحمن يعرض في المركز الثقافي الفرنسي

20 شباط 2010

«أبناء الآلهة»، «العروس التي تنتظر»، «خارجون عن المكان»، «الرجل الملائكي»، وعناوين مختلفة يجسد من خلالها الفنان التشكيلي عدنان عبد الرحمن أفكاره وهواجسه، والتي تتقاطع بشكل كبير مع المحيط المعاش. هي عبارة عن تجسيد متقن وبحرفية عالية لمفهوم اللون ولرسالته البصرية التي تعكس مجموعة مكثفة لرؤى حالمة بتناقضاتها، نسافر من خلالها لعوالم قريبة بعيدة، نتقاطع معها إلى حد الالتحام. أعماله هذه عبارة عن دراسة لونية خاصة به وحده، تكشف لنا حقيقة الترابط ما بين الإنسان وتأثير المكان، واندماجهما في صورة لونية واحدة يتخللها بصيص أمل في الأفق، وخاصة في لوحة «أبناء الآلهة».

الفنان التشكيلي عدنان عبد الرحمن، وفي معرضه الذي اُفتتح في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق، يوم الأربعاء 17 شباط 2010 والمستمر لغاية 17 آذار 2010، ويتضمن 12 عملاً تشكيلياً بأحجام كبيرة، يضعنا من خلال هذه الأعمال وجهاً لوجه أمام عالمه الرمادي بموضوعاته المختلفة، وبتطرقه لمجموعة من العلاقات الاجتماعية الشرقية التي تحاكي بمضمونها تأثير الرمادي المنتشر على سطح اللوحة وعلى دروبنا.

«اكتشف سورية» والمتابع بشكل دائم للحراك التشكيلي السوري، استطلع رأي الفنان التشكيلي نهاد الترك حول معرض الفنان عدنان عبد الرحمن حيث يقول: «عدنان فنان مجتهد وأنا من المتابعين لتجربته التشكيلية، في هذا المعرض يعمل التشكيلي عدنان عبد الرحمن، على ذاكرة اللون المستمدة من بيئته ذات اللون الرمادي، وتفاعلها مع ثقافة مدينة دمشق التي يعيش فيها منذ 15 عاماً، هذا التفاعل ما بين الذاكرة والثقافة المكتسبة كان نتاجها هذه الأعمال المميزة، والتي اعتمد من خلالها على اللون الرمادي الذي تميز بالحياد وخاصة بوجود تونات محببة تدل على قراءة خاصة يجسدها الفنان على سطح العمل التشكيلي، بالنسبة لي أعماله التي جُسدت بلونين كانت أقرب إلي من بعض الأعمال الأخرى، وما تميز به هو استخدامه للرمادي بطريقة يستنهض من حياديته ضوءاً مشعاً لأفق أفضل».

من جانبه يقول الفنان التشكيلي آزاد حمي: «إذا أردنا أن نتعرف إلى خلفية الفنان التشكيلية - بالعموم- يجب أن نعود لبيته والبيئة الأولى التي انطلق منها، في هذا المعرض نستشعر حقيقة الفنان عدنان عبد الرحمن، فتجربته التشكيلية في هذه الأعمال زاخرة بتقاطعاتها مع البيئة التي خرج منها، هو فنان صادق مع لوحته من ناحية التكنيك واللون الذي استخدمه».

من جانبه يقول الفنان التشكيلي عدنان عبد الرحمن في حديثه مع «اكتشف سورية»: «اللون الرمادي هو اللون الطاغي على جملة الألوان في هذا المعرض، ليشمل النباتات والأشجار، فهي تستمد لونها من طبيعة الأرض. هذا الرمادي الطاغي تتخلله مجموعة من ألوان حارة لتمنح بُعداً ومساحة من الأمل، فنحن نستطيع أن نستثمر الرمادي بواقعيته ونأخذه إلى عوالم تحاكي تطلعاتنا التي نحب. ما أؤكد عليه هو الانصهار ما بين صورة العالم الخارجي والحس اللوني الذي يتماشى معه، فهذه العناوين ("الرجل الملائكي" أو "العروس التي تنتظر") ما هي إلا دلالات رمزية، أعيشها بشكل واقعي، وهي انعكاس لتجربة خاصة، ونتاج للواقع الذي أتأثر به، وهي في النهاية مجموعة مكونات شخصية عن هذا الواقع، وتراكمات معرفية عن كل هذه الأمور التي تخلق عند الفنان حالات إبداعية يتفرد بها عن الفنان الآخر».

مازن عباس

اكتشف سورية

الفنان التشكيلي عدنان عبد الرحمن	من أجواء المعرض	من أجواء المعرض

بقية الصور..