نهاد الترك في غاليري أيام

29 11

افتتح في غاليري أيام معرض الفنان التشكيلي السوري نهاد الترك والذي يقدم فيه المجموعة الأخيرة من أعماله، ويبقى من خلالها ضمن نفس السياق النزق في تقديم العمل الفني الذي عرف به الترك منذ بداياته الفنية، محاولاً تثبيت بصمته الخاصة بطريقة بعيدة عن المدارس الأكاديمية وتكنيكات يجتهد في صياغتها وتقديمها من خلال اللوحة.

«اكتشف سورية» زار المعرض وكان هذا الحديث مع الفنان نهاد الترك.

كيف يعرف نهاد الترك عن مجموعة الأعمال المقدمة اليوم خاصة وأنها لا زالت في نفس المربع الذي بدأت منه؟
هذه هي المجموعة الأخيرة من أعمالي وغلب عليها الكائن الخرافي أو الشيطاني الذي طالما وجد في لوحات سابقة نتيجة للاستقطاب الذي تحدثه فكرة الخير والشر لي والتحريض الدافع للخيال الكامن فيها بالأصل، لأن فكرة الخير والشر هي أول القصص التي انتهى فيها الشيطان ليكون شراً مطلقاً في مواجهة خيرٍ مطلق وهذا بحد ذاته حافز مهم يمكن أن يكون له كثير من الإسقاطات.

يتكرر في لوحاتك الكائن الخرافي أو الشيطاني بماذا تفسر هذا المخلوق؟
هو ليس كائناً شيطانياً بالمعنى التقليدي المعروف للكلمة، إنما هو في هذه الأعمال مستعير لشكل الشيطان، وأحاول من خلاله التعبير عن موقف الاستياء الإنساني من الواقع الحقيقي الذي نعيش فيه، وهذا الاستياء يتبلور من خلال تفاصيل الشكل الخرافي أو الشيطاني الظاهر في اللوحات وهو من المحتمل أن يكون شخصاً مسالماً رغم كل ملامحه التي تبدو شيطانية.

إذا كان الشيطان شخصاً مسالماً كما يبدو لك، فمن هو الشيطان إذاً من وجهة نظرك؟
ليس بالضرورة أن يكون الشيطان موجوداً بالمعنى الذي نتخيله لهذه الكلمة، بل من الممكن أن لا يكون موجوداً بالأصل إلا من خلال هذه الرمزية التي تعمل قصة الخير والشر على إيصالها للناس، وبالتأكيد هناك سر ما داخل هذه القصة بالذات ربما يعبر عنه الشيطان في مكان ما.

إلى جانب المخلوق الشيطاني تستخدم رمزاً آخر وهو عقد مكون من سبع حبات تضعه في عنق مخلوقك الخرافي، ما هو هذا العقد؟
هذا العقد يحمل دلالة رمزية خاصة بي، فهو مكون من سبع حبات زيتون تمثل أفراد عائلتي وبيئة منطقة عفرين التي ولدت فيها، وتقع شمال مدينة حلب، وكنت رسمت هذا العقد في لوحاتي الأولى لكنه مع تطور التجربة تحول إلى رمز أكرره في كل لوحاتي وأضعه في عنق الكائن الخرافي، ربما لأقول للجميع أن هذا الكائن هو أنا وما أحمل من مشاعر متناقضة أو متمردة كأي إنسان آخر.

هل هذا النزق والعاطفة القوية الكامنة لديك هي ما يجعلك تنجز لوحتك بألوان قوية وتجاور فيها العتمة الخالصة بالضوء الخالص أحياناً؟
ربما هذه العاطفة القوية تكمن بالفعل وراء اختياري لهذه الفوارق اللونية أثناء إنجازي العمل الفني، لكن هذه الانتقائية تفرض نفسها من خلال اللوحة ولا تأتي واعية ومخططاً لها كما يتوهم بعضهم، إنما الموضوع هو الذي يشد اللون إليه.

تقول أن هويتك هي التكنيك الذي تستخدمه والذي لم يأت من مختبرات الفن كما تؤكد، لماذا الإصرار على التكنيك؟
ربما لأن هذا التكنيك يخرج نزقاً على سطح اللوحة، هذا النزق بحد ذاته يريحني داخلياً ويخرج العاطفة التي بداخلي إلى السطح، وخاصة عندما أستخدم قلم الرصاص لإعادة بعض الصياغات فوق العجينة اللونية، بالفعل هذا التكنيك هو ملاذي الدائم الذي أؤكده.

تقول أنك تستخدم العقد في كل لوحاتك كرمز، هل يمكن أن تستغني عن توقيعك لصالح هذا العقد يوماً ما؟
لا أستطيع أن أؤكد هذا لكني لا أستطيع أن أنفيه أيضاً، ربما في المستقبل القريب أو البعيد أستغني عن توقيعي على اللوحة لأضع العقد كدلالة، وهذا سيكون لغايات جمالية بحتة.

الفنان نهاد الترك في سطور:
- من مواليد حلب، 1972.
- لم يدرس الفن أكاديمياً.

المعارض الفردية:
- المركز الثقافي الفرنسي، دمشق، 1999.
- بيت المدى للثقافة والفنون، 2001.
- مرسم فاتح المدرس، 2004.
- صالة ديار بكر، 2005.
- دار كلمات في حلب، 2007.

الجوائز:
- الجائزة الذهبية في بينالي المحبة الدولي الخامس في اللاذقية، 2003.
- الجائزة الثانية في معرض الشباب الثاني، 2001.
- الجائزة التقديرية في مسابقة فكر بيدك في المركز الثقافي الإسباني بدمشق.

الأعمال المقتناة:
في سورية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا وسويسرا.


عمر الأسعد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أعمال الفنان نهاد الترك

من أعمال الفنان نهاد الترك

من أجواء المعرض

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

لقمان محمد:

انشالله دائما الى للامام ومبروك عل عالمعرض كان بودي
مشاهدة المعرض لكن كما تعرف
انا متواجد في حلب .بس أكيد
المعرض حلو ورائع لانك انت فنان رائع وجميل الله يوفقك نهاد

سوريا - حلب

سوريا - حلب

هيروخان فيو:

مبروك على هذه الخطوة الجميلةلان لك رؤيةمبعديةوروحانيةوانسانيةالمبدعةواتامل واتمنى لك الكثير من المفاجاءت المبهرةوان تاخذناالى عالمك من خلال رسوماتك

حلب

حلب

محمد عزالدين حسين :

من البديهي جدا أن يستعمر نهادهذا الفضاء الفسيح (فضاء التكوين الأزلي الأول للخير والشر )لم يستعمره بكله إلا أنه استطاع أن يجعل لذات يده وفكره موطئا هناك ,لأنه وا كبدي لا يزال بزرة لم تخترق المعضل الأرضي لتنطلق بمفردها بحثا عما وراء الترف ,فهو لايزال رهين أحلامه (هم)أو (نحن)....هكذا أعتقد.

برزخ القامشلي ودمشق

برزخ القامشلي ودمشق

محمد خبات:

ويبقى الفن مراة الحضارت ويبقى الفن التشكيلي فيه نوع من الأحساس نابع من قلب الفنان ونحن نفتخر بوجود فنانين اكراد امثالك وأتمنى لك النجاح والتقدم وشكرا .

حلب

حلب