رجل الأعمال خالد سماوي في حوار مع اكتشف سورية

04 تموز 2010

مزاد غاليري أيام في بيروت: نصف مليون دولار خلال 45 دقيقة

في أمسية جمعت أكثر من مائة شخص من رجال الأعمال، وأصحاب المقتنيات الفنية، والفنانين، والمهتمين الذين جاؤوا من مختلف الدول العربية ليلتقوا في غاليري أيام ببيروت، مساء الخميس 1 تموز 2010، حيث تألق فيها رجل الأعمال خالد سماوي -صاحب ومدير غاليريات أيام في دمشق وبيروت ودبي-، فاستطاع أن يحقق مبيع عدد من الأعمال الفنية لتشكيليين من سورية، ولبنان، والعراق، وفلسطين، والسعودية، بلغت قيمتها في نهاية المزاد 532 ألف دولار.

من الأعمال الفنية السورية التي دخلت المزاد واستطاعت تحقيق أسعاراً مميزة، كانت الأعمال التالية مرتبة حسب عرضها في المزاد:

نهاد الترك 4.200 دولاراً
فادي يازجي 6.500 دولاراً
سبهان آدم 4.200 دولاراً
ريما سلمون 13.000 دولاراً
صفوان داحول 45.000 دولاراً
أسعد عرابي 12.000 دولاراً
عبد الله مراد 8.000 دولاراً
جولييت عكاوي 9.000 دولاراً
أسماء فيومي 5.000 دولاراً
فؤاد دحدوح 12.000 دولاراً
مصطفى علي 6.000 دولاراً
مصطفى علي 6.500 دولاراً
منذر كم نقش 9.000 دولاراً
نصوح زغلولة 6.500 دولاراً
خالد تكريتي 2.800 دولاراً
خالد تكريتي 2.500 دولاراً
عبد الكريم مجدل البيك 8.500 دولاراً
عمار البيك 5.000 دولاراً
تمام عزام 9.000 دولاراً
قيس سلمان 11.0000 دولاراً
مهند عرابي 13.000 دولاراً
مطيع مراد 13.000 دولاراً
عثمان موسى 12.000 دولاراً
ثائر هلال 15.500 دولاراً
أسامة دياب 15.000 دولاراً

وقد رافق المزاد كتابٌ فخم من القياس المتوسط تضمن كافة اللوحات المشاركة في المزاد والبالغ عددها 46 لوحة، مع نبذة عن كل فنان مشارك.

إنه المزاد الخامس لغاليري أيام بفروعها الثلاثة، والثاني لها في بيروت، بتحضير وتنظيم عالي الجودة، حيث ترافق المزاد مع الأجواء الاحترافية لتزيد من شعبيته وشعبية غاليري أيام في بيروت التي تقع في السوليدير مقابل بيروت مارينا، بالقرب من فندق فينسيا العريق، وشاطىء السان جورج الشهير، حيث أعطت مقتني اللوحات والفنانين فرصة جديدة للدخول إلى سوق عربي جديد. فبعد «كريستيز» و«سوزبيز» اللتين استثمرتا في المنطقة العربية والشرق الأوسط لتستقرا بالنهاية في الخليج وتبدآن نشاطهما التسويقي في استثمار الأعمال الفنية العربية في سلسلة من المزادات أُقيمت في دبي بحضور قليل للفنانين السوريين، تأتي غاليري أيام وفي ثاني مزاد لها في بيروت، لتدخل إلى عالم تسويق الفن العربي عموماً والسوري خصوصاً من بابه العريض بعد أن عملت على مدى خمس سنين على تسويق الفن السوري، فقد استطاعت غاليري أيام بفروعها الثلاثة أن تستفيد من الخبرة الكبيرة في مجال التسويق والمال التي يتمتع بها صاحبها ومؤسسها خالد سماوي في نشاطاتها الإقليمية والعربية والعالمية.


من أجواء المزاد


بعد المزاد التقى «اكتشف سورية» مع السيد خالد سماوي، وكان لنا الحديث التالي:

مبروك نجاحك في المزاد الثاني في بيروت، والذي ضم 46 عملاً فنياً بين تصوير ونحت وتصوير ضوئي. ألم تكن مغامرة مالية ومهنية القيام بالمزاد الثاني في هذا الوقت من السنة، حيث يكون فيه معظم الناس في المصايف وخارج لبنان؟
أوافقك الرأي، هو مغامرة إلى حد ما. لقد نصحني العديد من الأصدقاء التريث بإقامة المزاد الثاني في هذا الوقت، خصوصاً بعد النجاح اللافت الذي حققناه من خلال المزاد الأول في كانون الثاني الفائت والذي ضم حينذاك أكثر من 50 عملاً لفنانين من لبنان وسورية، وفلسطين، ومصر، والأردن، وتركيا؛ وكان ذلك المزاد أول مزاد علني لأعمال فنية تشهده بيروت وقد نجح نجاحاً ملفتاً.

في الحقيقة، كنتُ مصراً على القيام بالمزاد الثاني بعد ستة أشهر لتكريس هذه الظاهرة في بيروت، وأعتقد أن النجاح قد حالفنا اليوم أيضاً فقيمة البيع التي تجاوزت نصف مليون دولار تعطينا مؤشراً واضحاً على مدى اهتمام جمهور المنطقة بهذه الفعاليات.

العلاقة بين المال والفن هي علاقة إشكالية. كيف استطاع خالد سماوي الدخول في هذه المعادلة؟ وما هو انطباعه عن هذه التجربة بعد خمس سنوات؟
لا ننسَ أن هذا المزاد هو الثاني في بيروت خلال ستة أشهر، أي أن مفهوم المزادات ودخول المال بالمشروع الفني بهذه الطريقة هو مفهوم حديث جداً على المتلقي ومقتنيي الأعمال الفنية والتشكيليين في هذه المنطقة، مما يجعل منها علاقة إشكالية إلى حد ما.

الفنان هو رجل مبدع، وموهبة متألقة وإلا لما سمي بفنان، ونتاج الفنان لا يمكن أن يكون دون مقابل، وأنا أرى أنه لا يمكن أن يكون الفنان تاجراً وفناناً بآن واحد، باستثناء بضع حالات نادرة، لذلك نرى في بعض الأحيان وجود مديراً لأعمال الفنانين، وأسواقاً للفن، ومعارض، وغاليريات، وبناليات... إلخ؛ فالفنان مثله مثل الروائي والشاعر والكاتب الذين يستعينون بدور للنشر وشركات توزيع لتسويق مؤلفاتهم.

مهمة الغاليري هي تسويق الفنان والعمل على شهرته وشهرة أعماله، إذاً باختصار مهمة الغاليري هي «تحقيق المال» ومهمة الفنان المتابعة بإنتاجه الفني والتألق في إبداعه، وحتى لا يساء فهمي هنا، أود التوضيح أن المال يساعد الفنان على الاستمرار والعطاء، والمال لا يصنع الفن، فالفنان هو بحد ذاته قيمة لا تقدر بثمن، ولكن أي إنسان -إن كان فناناً أو مهنياً- فإن المال هي وسيلته للحياة والاستمرار.

بالعموم، هل شاهدنا فناناً يستمر في الرسم دون أن يقيم أو يشارك بمعارض للبيع (مع استثناءات جداً خاصة). باستثناء معارض الدولة كمعرض الخريف وما شابه، فإن كل معرض يشارك فيه الفنان ترافقه قائمة أسعار ونقاط حمراء للوحات المباعة.

دخول اللوحة إلى عالم الاقتصاد، رفع سعرها ليصل إلى أرقام لم تكن واردة في السابق. هل تجد أن هذا لصالح الفنان؟ أم أن ذلك قد يؤثر سلبياً عليه في حال عدم استمرارية ودوام وثبات هذه الأسعار؟
معك حق إن أردنا أن يكون سوق اللوحة هو مكان ولادتها، يعني إن كان الهدف من تسويق الفنان ونتاجه محلياً فقط، فهنا بالتأكيد سيبقى سعر اللوحة مرتبطاً بمستوى الدخل للفرد في هذه المنطقة تحديداً. أما إذا فتحنا الحدود أمام اللوحة، وعرَّفنا عليها وعلى مبدعها في الأسواق العالمية، وعملنا على ترويج اسم الفنان من خلال مجموعة من الكتب الأنيقة باللغتين العربية والإنكليزية، وأدخلنا هذا النتاج إلى المزادات العالمية، وعرضناها في متاحف الفن التي تقتني الأعمال المميزة، فإننا نجد أن هذه الأعمال الفنية لم تأخذ حقَّها داخل حدودها الإقليمية، بالمقارنة مع أعمال فنية أخرى بالمستوى نفسه في حال كان تسويقها ممتازاً.

إن أعمال الفنان الكبير لؤي كيالي كانت تُباع بأسعار بخسة ورخيصة جداً بالمقارنة مع أعمال فنية أقل بكثير من مستواها استطاعت تحقيق أرقام مبيع مذهلة. أما اليوم، وبعد دخول لوحات لؤي في مزادات العالم، فقد تضاعف سعرها ووصل إلى مستويات ممتازة تتماشى مع أهمية أعماله. كذلك الأمر بالنسبة لفنانين معاصرين وأساتذة كبار في سورية، فعدم خروج أعمالهم الرائعة خارج حدود سورية -إلا نادراً- يجعل لهذه الأعمال شهرةً محلية فقط.


خالد سماوي
يدير المزاد

نحن في غاليري أيام نؤمن بأن الشهرة وحركة الأعمال الفنية في معارض متنقلة لا تتوقف، والدخول في مزادات عالمية، وتوسيع القاعدة الفنية لتتسع لفنانين شباب جنباً إلى جنب مع فنانين عريقين، نؤمن بأن كل ذلك يجعل الفن السوري منتشراً ومعروفاً ومستداماً؛ حيث أنه وقبل افتتاح غاليري أيام لم يكن الفنان السوري منتشراً جداً، بالطبع لا نقصد أنه لم يكن معروفاً إقليمياً أو محقِّقاً لشهرة هامة داخل حدود الوطن، فأساتذتنا الكبار وفنانونا الموهوبون معروفون ومشهورون في سورية وبعض الأقطار العربية أيما شهرة، ولولا شهرتهم وجمال أعمالهم لما اقتنيتُ الكثير منها في مجموعتي الخاصة. إلا أن الشهرة والمعرفة التي أتكلم عنها هنا هي الشهرة العالمية، وطرح اسم الفنان ونتاجه الفني في معارض متنقلة في مختلف العواصم، ودخول أعماله الفنية في مزادات الفن وعرضها على متاحف الفن في العالم. أعتقد أن الفنان والمبدع السوري يستحق هذا، لذا فنحن في غاليري أيام نعمل من أجله.

هناك من يعترض على تحويل العمل الفني والثقافي إلى سلعة أو إلى مفهوم مالي بحت. ألا يؤثر هذا المفهوم المالي للنتاج الفني أو الثقافي على موهبة وعطاء الفنان؟
بصراحة لا أرى عيباً في ذلك. هل تعتقد أن غاليري أيام هي من ابتكرت واخترعت هذا المفهوم؟ أستغرب هذا السؤال، لا بل يدفعني لأسألك أنت بضع أسئلة: هل أنت تعمل في «اكتشف سورية» مجاناً؟ ألا يتأثر عملك الصحفي بما تجنيه من عملك في هذا الموقع؟ هل هناك فنان عبر التاريخ كان يرسم للرسم فقط، ويوزع أعماله مجاناً هنا وهناك هكذا دون مقابل؟ هل سمعت بنحَّات ينحت للنحت دون أي مقابل؟ أو بمصور ضوئي كان يصور ويوزع نسخ من صوره على صحف ومجلات العالم كهبة؟ حتى في الإبداع الأدبي، هل تعلم عن أديب، أو كاتب، أو شاعر، كان يكتب مؤلفاته دون دار لنشر وطباعة أعماله وتسويقها وبيعها؟!! عزيزي، أنت صحفيٌ ولا بد أنك تعرف أن البيع يعني «مال»، فعندما يبيع الفنان أعماله يعني أنه يجني المال من خلال عمله الإبداعي، وهذا حقه الطبيعي، أليس كذلك؟

على كل حال، نحن في غاليري أيام نعمل على تسويق الفن الجيد، وهو غزير ووفير في سورية، وذلك بناء على فراغ كبير وجدناه في المشهد التشكيلي السوري وعلاقته بالعالم عندما بدأنا العمل. إنني متأكد من أن ذاك المشهد التشكيلي يحتاج إلى تضافر الكثير من الجهود الجماعية والفردية، لذا أقترح على من يعترضون على برنامج عمل غاليري أيام أن يبدؤوا العمل ببرنامجهم الذي يرون فيه صلاحاً للفن التشكيلي السوري، حتى تتكامل جهود كل من يعمل في هذا المجال، فننجح جميعاً في تسويق وتوثيق وتطوير المشهد الثقافي السوري بالعموم، لا أن نعترض ونذم. أعتقد أن في ذلك صواباً أكثر وتحقيقاً لما يصبو إليه الجميع.

سأقص عليك حادثة حصلت معنا في غاليري أيام، فقد قمنا في العام الماضي بالدعوة إلى مزاد خيري لصالح «جمعية بسمة» لرعاية الأطفال المصابين بالسرطان، ودعونا عدداً كبيراً من التشكيليين للمشاركة في هذا المزاد الخيري الذي كانت نتيجته جيدة جداً. إلا أن بعض الفنانين التشكيليين السوريين (من بينهم أسماء لامعة جداً في المشهد التشكيلي المحلي) قد رفضوا تقديم مشاركات لهم -وللأسف- وبشكل قطعي ونهائي. كنّا قد عرضنا على كلٍّ من الفنانين تقديم عمل واحد فقط، ومع ذلك فقد رفض ذاك البعض المساهمة، دون تبرير عدم التجاوب!

من ناحية أخرى، أود أن نتساءل هنا فيما إذا كان عطاء وموهبة الأستاذ الكبير الياس الزيات سيتغيران إن وصل سعر لوحته إلى ملايين الدولارات! أنا شخصياً لا أعتقد أن عطاء هذا الفنان الكبير أو موهبته سيتأثران بذلك، لأنه أستاذ كبير وفنان رائع نحترمه جميعاً.

هل برأيك أن الفنانين السوريين الذين اقتنيتَ أعمالهم هم «جميلون»؟ لا بد أنك لا تقتني لوحات قبيحة؟
نعم، بالتأكيد. أعرف أنك تشير في سؤالك هنا إلى لقاء سابق معي في النشرة الثقافية! أنا أرى أن الفنان الجميل يرسم لوحة جميلة، بالطبع لا أقصد جمال الوجه، أو جمال الملبس. إنني أعمل في مجال تسويق اللوحة، ولا أنتج مسلسلات درامية للتلفزيون أبحث فيها عن وجوه جميلة. جمال الفنان هو جمال روحه، وجمال إبداعه، وجمال عطائه. لا بد أن تعطي الموهبةُ الجميلة نتاجاً جميلاً. أعود وأؤكد لك بأني أرى الفن جميلاً بفنانيه، وبروحهم، وبحقيقة إبداعهم، وبأصالة موهبتهم.

هل تعتقد أن الحظ هو العامل الأهم في نجاح الفنان؟
يعتمد نجاح الفنان أولاً وأخيراً على نتاجه الفني وعطائه المميز، اللذين يحددان مسير الفنان ويجعلان منه فناناً مبدعاً، بينما يأتي الحظ -وخصوصاً بالنسبة للمعاصرين- ليساعد الفنان على تحقيق شهرته ونجاحه في حياته. المحظوظون هم أولئك الذين تقاطعوا مع مدير أعمال نشيط، أو غاليري تعمل بصدق وبخبرة على تسويقهم وترويج أعمالهم، ليكون الحظ هنا مرتبطاً بالمال والشهرة والانتشار في العالم، وليس بتقييم عمل الفنان وإبداعاته. أعود لأؤكد بأن الحظ لا يصنع موهبة الفنانين، إنما يساعد بعضهم في التنعم بحياتهم بشهرة ونجاح وعائد مالي يليق بموهبتهم؛ وبالمقابل فإن هناك العديد من المبدعين والفنانين الرائعين من ذوي الحظ السيئ، الذين لم يستطيعوا أن يتنعموا بثمار مواهبهم الرائدة.

سأروي لك ما حدث معنا في بدايات عملنا في غاليري أيام بدمشق، فقد عرفني الصديق والتشكيلي صفوان داحول على أحد الفنانين ذائعي الصيت في سورية وكان مقيماً في باريس، لم أكن أعرفه شخصياً لكنني علمتُ أنه من الفنانين الأهم في المشهد التشكيلي السوري المعاصر. بعد أن اقتنعتُ بتقديم صفوان من جهة وأحببتُ نتاج ذلك الفنان من جهة أخرى، رأيتُ فيه فناناً جميلاً واشتريت منه الكثير من أعماله لمجموعتي الخاصة ومجموعة الغاليري، وأثمر التعاون بأن التزم هذا الفنان أكثر من سنتين مع غاليري أيام. إلا أن أعماله لم تستطع أن تحقق مبيعاً في المزادات التي شاركت فيها، في حين حققت أعمال بعض الفنانين الشباب أسعار بيع ملفتة وهامة جداً.

بالمقابل فإن «ذلك الفنان الكبير» لم يجد من يجعله يدخل في سوق المزاد بالسعر الابتدائي لطرح اللوحة، مما جعل أعماله تنسحب من معظم المزادات، وهذا ما أقصده بأن الحظ يلعب دوره، فقد أتى الحظ بوجهه السلبي مع «فناننا الكبير»، ولما لم تعجبه هذه النتيجة فقد انسحب من الغاليري.

هل ترى في احتكار الفنان من قبل غاليري ما هو لصالح الفنان؟ أم أنه تقييد لحريته وإبداعه؟
عزيزي، نحن لا نحتكر بالمفهوم التقليدي للكلمة، فنحن نعمل وفق منهجية عمل معظم الغاليريات العالمية. أنا شخصياً أفتخر وأعتز بالفنانين الملتزمين مع غاليري أيام، وبالمقابل أعرف أنه علي أن أعمل بكل طاقتي لأخدم هؤلاء الفنانين من خلال العمل على شهرتهم محلياً وإقليمياً وعالمياً، وطباعة كتب تخصهم، وإدخالهم وإشراكهم في مزادات إقليمية وعالمية، والتنقل بأعمالهم بين فروع غاليري أيام في المنطقة.

ألا ترى أن هذا المنهج الذي تعملون به قد أتى عبر تطور عاشته أوروبا وعاشه الفن في العالم، بينما هو عملية إقحام بالنسبة للعالم العربي عموماً، ولسورية خصوصاً؟
عن أي إقحام تتحدث؟ هل شروط العرض والطلب في سورية مختلفة عن العالم؟ القواعد المالية والتسويقية عالمية. هل يتم حساب سعر بيع جهاز الكمبيوتر وفق معادلة خاصة بنا؟ أم أنها عملية حسابية تكاد تكون بديهية؟

لنفترض أن المشهد التشكيلي في دمشق لم يعرف غاليري أيام، لنفترض أن هناك رجل أعمال يهوى جمع الأعمال الفنية، ليتهافت الكثير من الفنانين التشكيليين على هذا المقتني الذي يستطيع أن يشتري كل ما يحلو له. بعد ذلك، أخذ هذا الرجل مقتنياته وعرضها في المزادات العالمية بشكل شخصي على أنها مجموعات خاصة، أو باعها في العالم بالأسعار التي يريدها. هل بهذه العملية تصبح العملية خالية من إقحام مفهوم عالمي لتسويق الأعمال الفنية في مجتمعنا؟

بصراحة تدهشني هذه المقولات التي أسمعها. إننا في غاليري أيام نعمل بجودة عالية ونتكلف بمبالغ طائلة في السفر، والمطبوعات، والدعاية والإعلان، والمباني في عواصم العالم. وأنت تقول لي عن إقحام أفكار غربية! أيهما أسهل علينا: أن نغلق الغاليري ونشتري اللوحات ونبيعها كما يحلو لنا دون أية تكاليف أو التزامات مالية، أم أن نعمل سوية يداً بيد مع الفنانين لشهرتهم وربحهم وانتشارهم، ليكون ربحنا بالتالي على المدى الطويل كصالة للعرض هو السمعة والمشاركة تنطلق من العاصمة السورية.

لماذا ترك رجل الأعمال خالد سماوي أعمالَه في سويسرا وأتى إلى دمشق ليستقر ويعمل فيها بمجال الفن؟
نعم، أنا رجل أعمال، وعملتُ لسنوات طويلة في مجال المال والأعمال. جميع من عمل معي يصفني بأني محترف بعملي. أما عودتي إلى سورية، فإن سببها الأول والأخير هو أنني تقاعدتُ، وأعيش اليوم أجمل لحظات حياتي خلال فترة تقاعدي هذه. لقد تعبتُ من السهر، والسفر، والتفكير في عالم الأعمال الذي حققتُ فيه نجاحاً ممتازاً. من جهة أخرى، رغبتُ بأن تعود عائلتي للعيش في سورية، فعندما كان أولادي في سويسرا كانوا لا يعرفون شيئاً عن سورية. لقد عدتُ إلى سورية لأني أحبها، ومن بداية حياتي المهنية كنت أقول أنني سأعود إليها عندما أحيل نفسي على التقاعد.

أما عن علاقتي مع الفن والأعمال الفنية فهي هوايتي القديمة والمحببة، وأنا من أهم مقتنيي الأعمال الفنية. وكوني رجل أعمال متقاعد، فقد قررتُ أن أتابع حياتي ولكن في هوايتي التي أحبها وأعشقها، فكانت غاليري أيام التي تكبر يوماً بعد يوم، وستكون إرثاً فنياً واقتصادياً لأولادي وأحفادي ليتابعوا بها. هنا أحب أن أقول لك أني سعيد جداً بهذه التجربة، فقد بدأتُ أتعرف وأتقرب وأكتشف لحظات فريدة مع عائلتي، وأصبح عندي أصدقاء كثر أعتزّ بصداقتهم وبعلاقتي بهم، كما وأنني أستطيع اليوم أن أعبر باللغة العربية، بشكل أفضل وأكثر دقة عن الأيام الأولى التي وصلتُ فيها إلى البلد والوطن الذي أعشقه: سورية.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

قبل البدء بالمزاد في غاليري أيام بيروت

غاليري أيام بيروت والتحضير للبدء بالمزاد الثاني

لوحات مهند عرابي، ريما سلمون، فؤاد دحدوح في غاليري أيام بيروت

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق