معرض عمار البيك في صالة أيام

20 04

محاولة خروج عن اللقطة التقليدية للصورة الفوتوغرافية

كتب على إحدى لوحاته عبارة «مدينة تعني في لسان العرب المرأة المملوكة الأمة، وابن مدينة ابن عبدة»، فمن وجهة نظره نحن نعيش في مدينة وأمامنا الكثير من الأبواب المغلقة والجدير بالاحترام والتصفيق له هو من يستطيع فتح تلك الأبواب المغلقة.
إنه الفنان عمار البيك الذي يتخذ من البشر وتفاعلهم مع الأماكن موضوعات رئيسة له، وهو دائم الانشغال بالأثر الذي يتركه الصمت على الأماكن المهجورة.
بدا كل ما ذُكر جلياً وواضحاً في معرض التصوير الضوئي الأخير الذي افتتحته غاليري أيام في التاسع عشر من نيسان ويستمر حتى الأول من أيار 2008، لكن ما يميز معرضه هذا عن بقية معارضه السابقة هو خروجه عن فكرة اللقطة التقليدية للصورة الفوتوغرافية ومحاولة الاعتماد على الألوان من أجل الجمع بين مقومات اللوحة التشكيلية والصورة الفوتوغرافية.
وفي المعرض يقول الفنان البيك «ما قدمته ليس صوراً وحسب، إنما شيئاً يتجاوز المعنى الكلاسيكي والتقليدي للفوتوغراف، ويعطيك مساحة حريةِ وضع لون واستبعاد آخر وخلط الصورة مع أشياء أخرى، وهذا الأمر ليس جديداً أو مبتكراً فهو موجود مشغول عالمياً ولكنه ما زال في مجتمعنا غير رائج بعد، بمعنى آخر هو شيء له علاقة بالبصر والسمع على أنني في لوحاتي أتعامل مع كادر واحد».
يضيف البيك: «ما يشد المتلقي في المستوى الأول هو الشيء البصري تماماً، وفي المستوى الثاني سيكتشف شيئاً له علاقة بالحرف والشكل، وما تريد اللوحة قوله. عموماً المعرض تجربة جديدة وذلك ليس بغريب عني فأنا أحب التجريب الذي يحتاج إلى جرعة اللحظة التي تشعرني بالرغبة في الحصول على هامش أكبر من الحرية في العمل، وهي متعة هذا العمل».
يجد الفنان يوسف عبدلكي «أن عمار لم يأتِ من الدراسة الأكاديمية بل من الخبرة والحس الشخصي في النظر نحو الأشياء، وبالتالي ليس هناك قوالب أكاديمية تمنعه من تحقيق أفكاره وتصوراته، ومن هنا تأتي اللمسة الخاصة بعمله.
من جانب آخر، لم يقدم الفنان صورة بالمعنى التقليدي بل قدم تركيباً فوتوغرافياً، بمعنى أخر استعمل أداة المصور في تركيب مجموعة تصورات وأفكار وبهذا المعنى تخرج الصورة من فكرة اللقطة لتصبح صورة مركبة ولوحة تشكيلية».
يضيف عبدلكي «التصوير الفوتوغرافي فن تشكيلي، فالبصر هو أداة الصورة واللوحة لقول فكرة، لكن حتى متى يمكن لهذا الفن الذي قدمه عمار أن يكون له تلقٍ كبير أو ضعيف هو أمر متروك للأيام القادمة وثقافة الناس وقدرة الفنان عمار على إيصال أفكاره».
الملفت للنظر وجود خط واضح في العمل (المرأة)، فقد تناول الفنان في عدد من لوحاته صوراً للمرأة تاريخياً إذ كانت آلهة الحب والجمال والينبوع وقدم نوعاً من المفارقة بين المرأة الإنسان المقدسة في أيام خلت وبين المرأة أداةً استهلاكية وضَحية اليوم، هذه المفارقة إحدى العناوين العريضة التي اشتغل عليها في معرضه هذا.
بينما يحمل الفنان التشكيلي أحمد الياس عن المعرض رأياً آخر: «ما يقدمه عمار في معرضه هذا، تجربةٌ ووجهة نظر، ومحاولة لتقديم شيء مختلف عما يقدمه فنانو التصوير الضوئي، فقد أضاف -كما نجد- للصورة الضوئية اللون وبعض المحفّزات اللونية من أجل تحريك اللقطة واللون الأبيض والأسود، فجاء في بعض الأعمال حرفية والأخرى لا تحمل رؤية وغير قادرة على استقطاب الجميع سواء كان المتلقي فناناً تشكيلي أو متذوقاً عادياً».
يضيف الياس: «من وجهة نظري ليس في المعرض رؤية أو قفزة نوعية تجذب المتلقي، ولم يكن الفنان موفّقاً في الجمع بين مقومات اللوحة التشكيلية ومقومات التصوير الضوئي».

رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق