عمار البيك وتمام عزام في غاليري أيام

07/11/2010

تراب ملون ومدن سوداء

افتتح مساء السبت 26 حزيران 2010 معرضان مختلفان في المحتوى التشكيلي، فقد قدم تمام عزام عرضاً غرافيكياً في القسم الأول من أعماله، جاءت بطريقة البخ حيث عمد عبر التباين بين سطح اللوحة واللون الأسود ومن خلال تغطية أجزاء من تلك السطوح بأشكال تتنوع بين العمارة وأعمدة الكهرباء ولواقط الساتالايت بحيث تتناوب في الظهور باللون الأسود أو الأبيض، إلى تشكيل مدن تعج بهذه الأشكال في نهاية الأمر، وإن كانت المدن التي يقدمها لا تمت إلى المدن الشرقية بصلة، وأقرب ما تكون شبهاً من بعض المدن الغربية، لكن الفكرة من وراء هذا تكمن في إظهار فوضى العمارة والتشوهات البصرية التي تحدثها المدينة، ثم ينتقل عزام ليقدم الجزء الآخر من عرضه بالأقمشة، بحيث يعلقها ضمن فضاء اللوحة بملاقط غسيل.

عمار البيك يقدم عرضاً تركيبياً تختلف مفرداته وخاماته ولكن تتفق في محتواها اللوني الذي يقترب كثيراً من المحتوى اللوني لفكر البوب آرت لجهة الألوان القوية والفاقعة، فهو يقدم عرضاً تركيبياً في الفراغ بحيث يشكل هذا الفراغ حاضناً لنبض الشارع، فأدوات رش الإسمنت التي يستخدمها عمال البناء هي العنصر الأساس في العرض، بحيث نراها معلقة وكل منها مخصص للون مختلف عن الآخر بعد أن استعملها في إنجاز عمل تجريدي بالمعنى التزييني، وهنا يريد أن يقول أن هذه الأشياء يمكن أن تقدم عملاً فنياً بعيداً عن رش جدران الأبنية بالإسمنت وحسب، وهو يعتبر أن هذا العرض يشبهه، فهو يعلق صورته إلى جانب العمال، ويستخدم أدواتهم، ويدخلهم إلى فراغ عرضه، إنه نوع من لفت الانتباه إلى الجماليات التي نراها في الشارع بشكل يومي ولا نلتفت إليها، وهكذا بالنسبة لصنع حلوى الأطفال الملونة، فالذي صنع تلك الحلوى الملونة لم يكن يريد إلا أن تباع هذه الحلوى إلى الأطفال وحسب، بينما برؤية مغايرة يمكن أن تكون هذه الحلوى الملونة بمثابة عمل فني، وهذا الذي يجمع بين عناصر العمل التركيبي التجريبي الذي يقدمه، فالأشياء البسيطة قد تكون أكثر قيمة مما هي عليه عندما تلمسها يد فنان، وإضافة لكون العمل التركيبي قريباً من روح الشارع، فهو يؤكد الانتماء إلى التراب، لذا نراه ملوناً ويشبه فرح الأطفال بالحلوى، كما يؤكد على قيمة العمل، وهو ما رصده عمار البيك في أكثر من معرض، والأهم في المعرض أنه يخرج من الصورة الفوتوغرافية الثابتة إلى الصورة المتحركة، فهو يقوم كما الصورة على فلسفة الثابت والمتحول، العرض يعتبر جديداً لصالة أيام وكذلك لتجربة عمار الفوتوغرافية والسينمائية.

عمار حسن - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

التشكيلي عمار البيك

من العرض التركيبي لعمار البيك

من العرض التركيبي لعمار البيك

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق