بنجاح ملفت: مهرجان الجاز الرابع يختتم في قلعة دمشق
01 09
فرق سورية وعالمية تتواصل عبر الموسيقى وابتكار الألحان
أضاف مهرجان الجاز الرابع الذي رعته السيدة أسماء الأسد ونظمته الأمانة السورية للتنمية، تجربةً غنية وواسعة على صعيد هذه التجربة التي بدأت منذ عدّة سنوات، فالواضح من المشاركات العالمية والمحلية الكثيرة هذا العام، أن المهرجان قد نضج وتطور بحيث أصبح تقليداً سنوياً قابلاً للتطور والاستمرار، سواءٌ من خلال علاقة الجمهور مع هذا النوع من الموسيقى، أم من حيث التنظيم وتوسع المشاركات المحلية والعالمية، فخلال الأعوام السابقة تمكنت عدّة فرق سورية من البروز على الساحة من خلال إقامة الحفلات وإصدار الألبومات، كما أن أهم الموسيقيين والمؤلفين العالميين في موسيقى الجاز قد حضروا للمشاركة وبعضهم للمرة الأولى في المهرجان، الأمر الذي يُعدّ فرصة للجمهور السوري والمهتمين من أجل الاطلاع على آخر ما توصلت إليه هذه الموسيقى من تجريب باتجاه الارتجال والحوار بين مختلف الألوان الموسيقية التي تعبر عن ثقافات الشعوب.
فعدا عن الفرق العالمية التي أتت من بلجيكا، وهولندا، وأرمينيا، وسويسرا، والبرازيل، والنمسا، فإن مشاركة الفرق السورية الحديثة التأسيس نسبياً دفعت الجميع إلى الاهتمام والاستماع إلى تلك التجارب التي تُقدّم خلاصة رؤية الشباب وتحسسهم للموسيقى المحلية في إطلالتها العالمية، فالبرنامج كان حافلاً بدأ في الثالث والعشرين من الشهر الجاري انتهى في الثلاثين منه، تخللته أربعة أيام على شاطيء الرمال الذهبية بطرطوس وأربعة أيام في قلعة حلب، إضافةً إلى أمسية واحدة في دير الزور، وذلك كي تتمكن أكبر شريحة من الجمهور السوري من الاستماع والاطلاع إلى مختلف الآلات والألوان الموسيقية التي أتت من الكثير من المناطق والثقافات.
لمحةٌ تاريخية
يذكر المؤرخ صميم الشريف أن أول احتكاك غير مباشر لمدينة دمشق بموسيقى الجاز كان في الثلاثينيات، حيث ركّز الموسيقيون على الإيقاعات أكثر من الأوزان الموسيقية ولاسيما إيقاع التانغو مثل «يا جارتي» عام 1938 لمحمد عبد الكريم، و«ما أقدرش أخبي» عام 1943 لسري طمبورجي، وفي عام 1947 أسس الموسيقي حسن ركزنلي أول فرقة موسيقية حقيقية للجاز ظلت تعمل بقيادته حتى وفاته 1968، وقد سبق أقرانه في مصر ولبنان فعاشت الفرقة عشرين عاماً وهي تقدم حفلاتها في الأماكن العامة والإذاعة والتلفزيون
ويضيف الشريف بأن موسيقى الجاز اختفت لتعاود الظهور بإشارات من الموسيقي صلحي الوادي إلى تلميذه فاهيه تمرجيان بضرورة الاهتمام بموسيقى الجاز، فأسس فاهيه فرقة «التايجرز» وكانت الآلات الموسيقية كالأورغ والجيتار قد انتشرت حينها، فاستخدمها أعضاء الفرقة ببراعة واستمرت الفرقة حتى عام ألفين بشكل مؤثر في المشهد الثقافي بدمشق ودفعت عدداً من المهتمين إلى تأسيس فرقٍ أخرى.
فرغم أن لسورية ودمشق تجربةً سابقة وقديمة مع موسيقى الجاز، إلا أن هذا اللون لم يشهد الانتعاش والانتشار إلا في السنوات القليلة الماضية، وذلك إثر ازدياد الفرق السورية وتعدد المهرجانات التي ساهمت إلى حد بعيد في إطلاع الجمهور على اللون الموسيقي في حديثه وقديمه.
فرقٌ سورية وعالمية
افتتحت فرقة حوار السورية اليوم الأول للمهرجان فقدمت مقطوعات بعنوان «ياسمين» من تأليف عازف الكلارينيت كنان العظمة و«صباح» من تأليف كنان أبو عفش عازف التشيللو، إضافةً إلى مقطوعات أخرى امتزجت فيها النوتات بالجاز، كما قدم الفنان البريطاني كيني ويلر عازف الترومبيت وفرقته الكندية البريطانية معزوفات على آلات الدرامز والبيانو والكونترباص، واختتم الأمسية عازف الغيتار الهولندي يان اكرمان وفرقته بمعزوفات على كي بورد وغيتارباص ودرامز والغيتار، ولم يمنع تأجيل الافتتاح بسبب الأمطار الغزيرة، الفنان البلجيكي بيرت جوريس من تقديم حفلته دون افتتاح رسمي للمهرجان حيث تضمنت معزوفات موسيقية مثل مستر ديدو وماغوني وغيرها واعرب جوريس عن سروره لأن هذه المرة الأولى التي يحيي فيها حفلاً في هذه القلعة الرائعة وهذا المكان الجميل.
في هذا الإطار وحول تأسيس فرقة «حوار» يقول الموسيقي وعازف الكلارينيت كنان العظمة الذي أسس الفرقة عام 2003 مع الموسيقي عازف العود عصام رافع، وسيمون مريش عازف الدرامز، وديمة أورشو مغنية الأوبرا، وخالد عمران عازف الكونترباص، بعد أن سبقها عدّة حفلات مشتركة شارك فيها العظمة ورافع في عدة أمسيات: «قدمنا حفلة في كنيسة الزيتون وحضر حوالي 1500 شخص لتتوالى علينا إثرها الدعوات إلى ألمانيا، وأميركا، ولبنان، وعدّة دول أخرى، حتى إنه عرض علينا تسجيل c.d نظرا للنجاح والإقبال الكبير من الجمهور».
أصدرت «حوار» أول مجموعة لها عام 2005 وكذلك عام 2006 والإصدار الجديد قيد الإعداد الآن، حيث من المتوقع صدوره في كانون أول القادم، وقد كان لمشاركتها الكثير من الصدى الايجابي عند الجمهور السوري والمشجعين الذين تفاعلوا مع العازفين في جمعهم بين الآلات وتكوينهم ما يشبه الحوارات بين مختلف الألوان التي تشكلت الفرقة منها.
يؤكد العظمة أنه استفاد كثيرا من تجربة «حوار» خصوصاً بعد تطور مهرجان الجاز وتحوله إلى مهرجان سنوي دوري، يستقطب الفرق من مختلف المناطق والثقافات، فالحوار الناشيء بين آلة الكلارينيت التي يعزف عليها وآلة العود الشرقية عند عصام رافع أضافت إليه الكثير، خصوصاً أن خلفية العظمة الموسيقية هي كلاسيكية أما رافع فيمكن القول إنها شرقية إذا صح التعبير. وحول تلك التجربة في «حوار» يعتقد العظمة أن مقولة الموسيقى البديلة التي تطلق كمصطلح على ما تعزفه الفرق الجديدة بشكل عام، ليست دقيقة أو صحيحة تماماً فهم لا يقدمون بديلا عن أي شيء موجود بل إنّ حب الموسيقى والتفاعل معها يدفعهم للتجريب والبحث عن الجديد، فالموسيقى هي موسيقى سواءٌ كانت شرقية أم غربية، حتى إن بيتهوفن لم يُعد موسيقياً ألمانيا فقط بل أصبح عالميا وإنسانياً بامتياز.
يرى العظمة أن الموسيقى السورية تطورت كثيرا في السنوات الماضية، فمنذ أربع سنوات مثلا لم يكن بالإمكان العثور على أية موسيقى سورية حديثة في الأسواق، أما الآن فيوجد ما يشبه الصعود الصاروخي للفرق وابتكار الألحان حتى إننا سنعثر على أكثر من فرقة وأكثر من مجموعة وهذا يشكل دعماً للتأليف والعمل الموسيقي بشكل عام.
وحول مفهوم الجاز والموسيقى التراثية والغربية أو العالمية، يرى العظمة أنه من الواجب أن نتساءل عما نريده نحن أولاً من الموسيقى كي نتمكن من بناء خصوصيتنا على صعيد ألوان الفنون الموجودة في العالم أجمع، فالثقافة بشكل عام والموسيقى أحد أطرافها المهمة، هي من أنجع الأساليب في إظهار شخصيتنا للآخر والتواصل معه بشتى الأساليب، فالتطوير لا يتم على أساس إلغاء التراث كما أن من يعمل على التراث لا بد أن يفهمه جيدا قبل كل شيء وربما الأهم من ذلك كله هو وضع العمل على التراث بموازاة إطلاق التجريب واكتشاف الجديد، فمن المفترض ألا نلغي التجارب الموسيقية لأن ذلك يساهم بتطوير الحركة الموسيقية الحديثة التي لابد أن تتطور، فمثلا المؤلف الهنغاري بيلا بارتو قام مع زميله كوداي بزيارة كل القرى والمدن الهنغارية واطلع ودوّن كل الموسيقى المنتشرة هناك واستفاد منها حتى استطاع أن يقدم المختلف في نهاية المطاف.
وفيما يخص تفاعل الجمهور مع الفرقة، يؤكد العظمة أن الجمهور السوري دعم الفرقة إلى أبعد الحدود سواء في التفاعل أثناء العزف أم بالانتظار والإصغاء بشكل يبعث على الدهشة فعلاً، لذلك فإن الأمر يدفعنا جميعاً إلى الشعور بالمسؤولية حول ما نقوم به على هذا الصعيد، وهنا يعترف العظمة بالدور الكبير الذي يقوم به المعهد العالي للموسيقى في إعداد وتخريج الموسيقيين السوريين المتميزين والقادرين على التواصل مع مختلف الألوان والأدوات والتمكن جيداً من الآلات، الأمر الذي يشكل بيئة مناسبة للعمل الجيد والتطوير واكتشاف المختلف والجديد.
حَفَل المهرجان بالفرق السورية المشاركة فافتتح عازف الغيتار السوري عمر حمور وفرقته الليلة الثانية، فقدمت الفرقة معزوفات أصيلة على آلات الغيتار و باص غيتار و درامز وترومبيت على مدى ساعة كاملة. كما قدمت فرقة ارتجال السورية بعد ذلك معزوفات دمجت موسيقى الجاز بالموسيقى الشرقية بمختلف أطيافها العربية والسريانية والكردية مثل اصفهان وناي وكرفان وغيرها على آلات بيانو كيبورد، وغيتار وغيتار، باص ودرامز، وعود، وترومبيت، ما ألهب حماس جمهور القلعة الذي قدر بالمئات. كما قدمت فرقة تايم ربورت من أرمينيا معزوفات على ساكسفون، ودودوك، وكيبورد، وغيتار باص، ودرامز، امتزجت فيها الموسيقى العالمية بالأرمينية.
مشاركة أوركسترا الجاز السورية في الليلة الثالثة للمهرجان كانت لافتةً ومميزة بالفعل، فقد شارك في الأوركسترا موسيقيون عالميون وقدموا مقطوعات موسيقية مزجت الموسيقى الشرقية التراثية بالموسيقى الغربية على آلات ساكسفون، وترومبيت، وترومبون، وتوبا، وبيانو، ودرامز، وغيتار، وكونترباص، وغيتار باص، وقانون، وعود، وإيقاع، ودودوك. كما قدمت مجموعة من الأغنيات التراثية أداها ليندا بيطار وعمر سرميني ودياب سكري. وكان من الواضح أن الأوركسترا التي تأسست عام 2005 من خلال لقاء مجموعة من الموسيقيين السوريين الدوليين وهي أول أوركسترا جاز كاملة في العالم العربي، فهي تمتلك حرفيةً كبيرة في العزف على الآلات وقدرة على شد انتباه الجمهور خصوصاً من جهة الربط بين التراث والموسيقى الحديثة، سواء عبر الغناء أم الألحان مما حافظ على التفاعل بين الحضور والعازفين إلى أبعد الحدود.
في هذا الإطار يقول مدير أوركسترا الجاز السورية الموسيقي والعازف هانيبال سعد: «رغم أن الأوركسترا تستضيف عازفين أجانب في حفلاتها، إلا أنها أوركسترا سورية بامتياز، فنحن نحرص على الواجهة السورية حتى إن الأجانب يعزفون موسيقانا أثناء تلك المشاركات، إن أوركسترا الجاز السورية هي أول أوركسترا عربية مكتملة وفي البداية كانت تقدم أعمالا من كلاسيكيات "ريبرتوار" الجاز العالمي، وسرعان ما بدأت تقدم أعمالاً خاصة بها تُعبّر عن هويتها كأوركسترا جاز سورية وعربية، فبدأ العمل على إعادة توزيع أعمال من التراث الموسيقي العربي والعالمي وتأليف أعمال خاصة من قبل موسيقيين سوريين وأجانب، فتنوعت الأعمال التي تقدمها من أغنية "هالأسمر اللون"، إلى "نويت أسيبك"، و"جفنه علم الغزل"، مروراً بأغاني راب وأعمال موسيقية تجريبية حديثة ومقطوعات كلاسيكية و كونشرتو موزّع خصيصاً لآلة العود وآخر للقانون».
وأضاف سعد: «تشارك الأوركسترا في مهرجان الجاز السوري منذ تأسيسه عام 2005، كما شاركت في مهرجان "فرح سورية" في مدينتي دمشق وحلب عام 2007، وفي الاحتفال بذكرى السابع عشر من نيسان الذي قدمته الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، وذلك في عملٍ موسيقي استثنائي ضمّ الأوركسترا السورية الوطنية وكورال المعهد العالي للموسيقى، بالإضافة إلى العديد من الحفلات على مدار العام. بدأ أعمال التحضير لألبوم أوركسترا الجاز السورية عام 2007، وهو عملٌ ضخم سيضم العديد من القطع الموسيقية المؤلفة أو الموزعة خصيصاً للأوركسترا، ويشاركها العزف في هذه الأعمال العديد من موسيقيي الجاز العالميين. ومن الجدير ذكره أن الفرقة ركزت هذا العام على إعادة تقديم الموشحات السورية ومنها موشح "هاتها يا صاح" من تأليف عدنان أبو الشامات وغناء ليندار بيطار، وموشح "بين قاسيون وربوة" من تأليف عمر البطش وغناء دياب سكري».
وقال سعد: «إن تأسيس أوركسترا الجاز السورية يعدّ من أهم الانجازات الفنية والثقافية التي حدثت في سورية، وهو مشروعٌ تطوير ثقافي حقيقي إذ يشارك عازفو الأوركسترا بشكل مستمر في ورشات عمل ولقاءات موسيقية دولية للوصول بالفرقة إلى مستوى العالمية. ستشارك الأوركسترا في مهرجان بلاد الشرق في ألمانيا في أيلول القادم كما أنها بصدد التحضير لصدور ألبومها الأول».
من الفرق المشاركة أيضا «خماسي دمشق الدولي» وهي متعددة الجنسيات تشكلت خصيصاً لمناسبة مهرجان الجاز الرابع من قبل مجموعةٍ من الفنانين مثل جيرارد كليين الهولندي على الترومبيت، ولايل لينك الأميركي على الساكسفون، وفرانك كارلبيرغ الأميركي على البيانو، وجورجوس انتونيو السويسري على الباص، وجوست كيسيلار على الدرامز. وقد قدّم الخماسي بمصاحبة عازفين سوريين معزوفات من موسيقى الجاز والموسيقى التقليدية العالمية.
ترايتون «سورية ـ لبنان» كانت مع باسل رجوب على الساكسوفون، وعمر حرب غيتار باص، وفؤاد عفرا على الدرامز، وهي مشروعٌ تجريبي مبدع أسس من قبل عمر حرب وهو من أمهر عازفي الغيتار باص في سورية والمنطقة وقد درس في جامعة بيركلي في الولايات المتحدة الأميركية، والمشروع يتلخص بإنتاج نغمات الكترونية باستخدام تقنيات خاصة على الآلات السمعية، ويأخذ التجريب في هذا المشروع الارتجال إلى احتمالات غير محدودة، وهو العرض الأول في سورية والفرقة بصدد التحضير لألبومها الأول.
«إطار شمع» السورية أيضاً، بمشاركة رشا رزق كغناء، وإبراهيم سليماني على الغيتار، وآرثر ساتيان بيانو، وعمر حرب على غيتار باص، ووفؤاد عفرا على درامز. وقد عزفت الفرقة موسيقى عبارةً عن مزيج من الجاز والروك والموسيقى اللاتينية، والأهم من ذلك الموسيقى العربية وقد أطلقت الفرقة ألبومها الأول عام 2007 بعد سلسلة حفلات موسيقية في سورية وبيروت وعمان ودبي، وتعد إحدى أهم الفرق السورية.
الفرق العالمية تنوعت بشكلٍ لافت سواء من جهة الأساليب والآلات أم المناطق التي أتت منها، فشاركت فرق بيرت جوريس البلجيكية، وفرانسيس كوليتا السويسرية، وكيني ويلير الكندية، ويان اكرمان الهولندية، وتايم ريبورت الأرمينية، ونيم سفيان النمساوية، وثلاثي آلن كارون الكندية، وخماسي أدمير كانديدو البرازيلية، وحكيات السويسرية، ودونادا النرويجية، وثنائي كرستوفر لاور وينس توماس الألمانية، والمشروع الهندي لاريك تروفاز، ومالكوم براف من فرنسا، وديفيد بيني ووين كرانتز من أميركا، كما شهد يوم الجمعة تحت عنوان «يوم الجاز للأطفال» برامج ترفيهية وحفلاً موسيقياً خاصا بالأطفال.
من الواضح أن مهرجان الجاز في دورته الرابعة هذا العام والذي نظمته ورعته الأمانة السورية للتنمية، قد شكّل نقلةً نوعية وأسس لتقليد دوري سيأخذ دوره كثيرا في الدفع إلى تأسيس فرق سورية جديدة وصدور ألبومات موسيقية منوعة، إضافةً إلى إيصال هذا اللون من الموسيقى إلى الجمهور السوري عبر الإطلالة العالمية الواسعة التي يتميز بها، فالموسيقيون السوريون والعالميون عبر لقاءاتهم وعزفهم المشترك لاشك سيغتنون كثيرا جراء هذا التواصل والتفاعل بين مختلف الآلات والألوان وأساليب العزف.
تشرين
malaz:
for listining
syria