مهرجان الجاز يحيى في سورية يفتتح فعالياته

10 تموز 2010

مع فرقة بارانا الهولندية والمغنية السورية لينا شماميان

برعاية وزارة الثقافة السورية وبالتعاون مع محافظة دمشق أطلقت شركة مقام أمس الخميس 8 تموز 2010 فعاليات مهرجان «الجاز يحيى في سورية» في قلعة دمشق ويدير هذه التظاهرة منذ تأسيسها فنياً وتنفيذياً الموسيقي السوري هانيبال سعد.

يبدو من البداية التطور الواضح في هذا المهرجان العالمي، حيث قدمت أمس فرقة من هولندا عرضاً رائعاً لتقول للحضور الكبير، هذا هو عنوان المهرجان وهذا هو النجاح الذي سيرافقنا في كل العروض القادمة، وقد احتوى برنامج فرقة بارانا على المزج المذهل بين التقاليد الموسيقية التركية وبين المؤلفات المثيرة والارتجالات الممتعة للموسيقى الهولندية، والطعم المميز للخلطة الموسيقية لمؤسسها بهجت أوفيز وستفين كامبرمبران، إذ بدأت الموسيقى بنكهة أساسية تركية، لكن النتيجة سرعان ما تجاوز كل التوقعات، فالموسيقى مع بارانا تذهب إلى أي زمان في أي وقت، أوفيز وكامبرمبران يلتقيان مع عازف الأوكورديون الرائع بارت ليفيت وعازف الباص الألماني ماينراد كنير وعازف الدرامز البولوني سيباستيان ديميدكدزوك، وهنا في دمشق على أرض قلعتها قدمت هذه المجموعة الرائعة أغانٍ ومقطوعات ساحرة، وعزفاً مذهلاً وارتجالات مثيرة ومميزة.

تأتي أهمية هذه الفرقة من خلال التلاقي بين الموسيقى القديمة والحديثة والتلاقي بين موسيقى الشرق وموسيقى الغرب، بين التأليف والارتجال، إذ تسعى فرقة بارانا للجمع بين قوة التقاليد وحيوية الموسيقى الحديثة وبالتالي خلق لغة موسيقية مجددة وغير مسبوقة.


مندوب اكتشف سورية يحاور مدير فرقة بارانا بهجت أوفيز

وفي نهاية الحفل التقى «اكتشف سورية» بمدير فرقة بارانا الهولندية الموسيقي بهجت أوفيز وهو تركي الأصل مقيم في هولندا، حيث بدأ الحديث عن المقطوعات التي عزفت في الحفل قائلاً: «كل المقطوعات التي قدمت في هذه الأمسية هي من توزيعي وستيفن كامرمبران، وأغلبها من ألبومنا الأول وتضمنت العديد من رباعيات عمر الخيام».

وعن وجوده في هولندا قال: «انتقلت إلى تركيا بسبب عمل زوجتي هناك وهي موسيقية أيضاً من أصول كردية تركية، كما أنني أحب الموسيقى المعاصرة الموجودة بكثرة في هولندا وأوروبا، وهي متطورة أكثر مما هي موجودة في بلدنا».

وتابع قائلاً: «أنا لا أرى وجود فرق بين الموسيقى التركية والشرقية عموماً ولذلك قدمنا اليوم شيئاً له علاقة بالموسيقى البلقانية، وأنا لدي القدرة كي أوزع كل أنواع الموسيقى في المنطقة لأنني على دراية بمقاماتنا الشرقية».

وعن أهمية إدخال البزق في مقطوعاته أضاف: «البزق الذي عزفت عليه هو بزق متطور، وليس نفس البزق الذي نجده في أواسط آسيا وقد تم تحديثه لكي يتماشى مع آلات الجاز التي رأيتها».

وأنهى حديثه بالقول: «أشكر الموسيقي هانيبال سعد على هذه الدعوة، وأنا سعيد جداً بوجودي في سورية وفي هذا المهرجان الكبير الذي يقدم شكلاً من الموسيقى التي أحبها».

كما أدت المغنية السورية لينا شماميان بعد الفرقة الهولندية بمرافقة الإيقاع و البيانو مجموعة أغانٍ من البومها الأول «هالأسمر اللون» الذي ظهر فيه توجهها الموسيقي نحو مزج التراث الشرقي والمحلي بموسيقى الجاز، وأغانٍ من ألبومها الثاني «شامات» وأيضاً من ألبومها الثالث «رسايل».

وقد صفق الحضور طويلاً لصوت شماميان وهي تؤدي «يا محلى الفسحة» و«فتاة أصيلة» وهي أغنية غازلت لينا فيها الشام، ومن ثم أغنية جميلة من التراث الأرمني، وأيضاً غنت «هالأسمر اللون» لتؤدي بعدها قطعاً سريعة وبطيئة تعتمد على التفنن في كلمة واحدة وهي «ليل» لتعرض جمال وقوة صوتها، وليذهل كل من يسمعها.


مدير مهرجان الجاز هانيبال سعد

كما التقى «اكتشف سورية» مدير مهرجان الجاز الموسيقي هانيبال سعد ليحدثنا عن المهرجان عموماً حيث قال: «مهرجان الجاز هذا العام جميل، وأنا متفائل جداً به،هناك تنوع حيث تشارك هذا العام فرق سورية جديدة لأول مرة، وهناك فرق أجنبية تؤدي أنواعاً من الجاز وأيضاً تشارك لأول مرة، وما زلنا نمشي قدماً في إتمام مهام المهرجان وهي دعم الموسيقيين السوريين وإقامة ورشات عمل لنعطي أفكاراً وأشياء جديدة». وعن أسلوب التنظيم قال: «أجهز البرنامج عند نهاية كل مهرجان للمهرجان التالي، حيث أنظم البرنامج حسب الفرق المتاحة والمحافظات التي سنقيم فيها الفعاليات».

وعن تقديم الجديد لدى الفرق السورية باعتبارها قدمت كل ما لديها في مشروع «موسيقى على الطريق» قال: «فرقة طنجرة ضغط مثلاً، لم تقدم سوى حفلة واحدة ضمن موسيقى على الطريق، وتشيلي باند ستقدم بتشكيلتها الكبيرة التي لم تشارك بها في موسيقى على الطريق، وأيضاً موسيقى الجاز ستقدم شيئاً مختلفاً، وفرقة فتت لعبت ستشارك مع الفنان السوري إبراهيم كيفو ليغني ألواناً مختلفة من الموسيقى السورية، وعمرو حمور كما نعلم جميعاً هو عازف جاز متمكن لديه دائماً جديده».

وعن لينا شماميان تابع حديثه: «المفروض على كل من يتعامل مع التراث بأن يوزعه موسيقياً بشكل صحيح، فالناس ملت من ما تبثه الفضائيات، من الأغنية الرخيصة والحزينة والمضحكة، والآن الساحة متاحة كي يسمع فيروزيات مثلاً، ومن التراث، وبصراحة لينا شماميان ملأت هذه الساحة وقدمت التراث بشكل لطيف ورائع مع التوزيع الاحترافي وهذا هو سبب نجاحها».

وعن تعاون الجهات المعنية معه لإنجاح المهرجان قال: «تعاون الجميع معي بشكل جيد، احتضان الأمانة السورية للتنمية هذا المهرجان لمدة عامين، ووجود المحافظة ووزارة الثقافة هذا العام، هذا كله يشكل دعماً كبيراً يحلم به صاحب أي مشروع ثقافي، والوضع رائع ولا ينقصنا أي شيء».

وأنهى حديثه بالقول: «أشكر كل من تعاون معي وأخص بالذكر محافظة دمشق ووزارة الثقافة».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

جانب من حضور افتتاح مهرجان الجاز يحيى في سورية في قلعة دمشق

المغنية السورية لينا شماميان تفتتح مهرجان الجاز يحيى في سورية في قلعة دمشق

المغنية السورية لينا شماميان تفتتح مهرجان الجاز يحيى في سورية في قلعة دمشق

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق