دمشق تحتفل بموسيقى العالم

2008/16/07

تجهيزات صوتية وتقنية يتم استخدامها لأول مرة

حتى ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء 15 تموز 2008 امتدت التحضيرات لتظاهرةٍ هي الأولى من نوعها في تاريخ العروض الموسيقية التي تتم في سوريّة «ليالي موسيقى العالم»، التظاهرة من تنظيم الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008، بين 16 و23 تموز على مسرحٍ تم تجهيزه خصيصاً لهذا الحدث في قلعة دمشق التاريخيّة.

لماذا هذه التظاهرة هي الأولى من نوعها في سوريّة؟ و كيف تم التحضير لها؟

«اكتشف سوريّة» حاول الإجابة على هذين السؤالين من خلال مجموعة لقاءاتٍ أجراها مع القائمين عليها، بالإضافة إلى المواكبة المباشرة لتحضيرات ليلة الافتتاح.

جمانة الياسري مبرمجة ليالي موسيقى العالمجمانة الياسري مبرمجة هذه التظاهرة في الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة تحدثت لنا عن« ليالي موسيقى العالم» فقالت: «تمثل هذه التظاهرة ذروة العروض الموسيقية التي توالت ضمن فعاليات الاحتفالية، باعتبارها تجمع بين تسعة فرقٍ من مختلف أنحاء العالم، وتُركز بصورةٍ رئيسية على الإيقاعات الإفريقية، اخترنا الفِرق المشاركة على أساس تميزها في نوع الموسيقى التي تقدمها والشهرة العالمية التي اكتسبتها عبر تاريخها الفنيّ الطويل، فضلاً عن رُقي الفن الذي تقدّمة على صعيد الالتزام والموسيقى الجادة، جميع هذه الفرق تُقدّم عروضها في سورية لأول مرّة بل في منطقة الشرق الأوسط ككل، وفي وقتٍ تصل فيه مهرجانات الموسيقى العالمية إلى الذروة كما في الشهر السابع من كل عام، وبذلك نكون نجحنا في وضع دمشق على خارطة المهرجانات العالميّة، فقد استغرق التحضير لهذا الحدث عاماً كاملاً من الاتصالات والتنسيق والمفاوضات مع هذه الفرق، لتكون التظاهرة في موعدٍ اخترناه مسبقاً بما يتناسب مع ارتباطات الفرق المشاركة، وفي ظروفٍ تتلاءم مع الشروط الفنّية التي طلبتها، جميع الفرق التي طلبنا مشاركتها لبّت دعوتنا رغم كثرة ارتباطاتها لتقدّم حفلةً لا تتجاوز الساعة والنصف لكل فرقةٍ وخلال مدّة زيارة وجيزة لا تتعدى اليومين لمعظم الفرق، الأمر الذي تطلّب تنسيقاً هائلاً على صعيد تأمين حجوزات الطيران وظروف الإقامة».

وأضافت جمانة «فيما يتعلق بالتجهيزات اللازمة لإقامة الحفلات، فقد بذلنا جهوداً كبيرة في هذا المجال خاصة فيما يتعلق بتأمين الكثير من معدّات الصوت على وجه الخصوص، والتي لا تتوافر في البلاد، وقمنا بتأمينها خصيصاً بالتعاون مع شركة متخصصة في هذا المجال، ستة ليالٍ لموسيقى العالم في دمشق تطلبت منّا تحضيراتٍ كبيرة ليكون الحدث بأرقى مستوى ممكن، ويليق بهذه المدينة العريقة بوصفها عاصمةٌ للثقافة العربية هذا العام، ونرجو أن نكون و فقّنا في هذا المجال».

يوم الثلاثاء 15 تموز 2008 قام موقع « اكتشف سوريّة» بزيارةٍ لقلعة دمشق مكان التظاهرة حيث بلغت الاستعدادات ذروتها. رياض كناية -مسؤول العلاقات العامة في الأمانة العامة للاحتفالية- كان يباشر بنفسه مع فريقٍ مؤلف من 13 شخصاُ كل التحضيرات الخاصة بهذا الحدث، اللمسات الأخيرة على المسرح، وعزل الأماكن المخصصة للتنقيب الأثري في فناء القلعة عن الزوار، وترتيب الكراسي، وتأمين كافة البُنى التحتية اللازمة لإقامة الحفلات، ولراحة الجمهور المتوقع أن يصل عدده في كل حفلة إلى 3000 مُشاهد.

« ليالي موسيقى العالم»و في في حوارٍ مع رياض كناية قال: «منذ 10 أيامٍ ونحن هنا، نُباشر كل شيٍ بأنفسنا مع مجموع التقنيين والعمّال، أشرفنا على إعادة تأهيل المسرح، ورفعه، وتوسيعه، لتصل مساحته إلى 200 متر مربع، بالإضافة إلى تجهيز غرفتي كواليسٍ للفرق، مع كافة البنى التحتية اللازمة لراحة الجمهور كالحمّامات وخزّانات المياه، يتوقع أن يصل عدد المشاهدين إلى 3000 في الليلة الواحدة، فقد خصصنا ألف كرسي للدرجة الأولى بسعر بطاقة 500 ل.س، بينما يتاح لألفي مشاهد متابعة الحفلات وقوفاً بسعر بطاقة 200 ل س، مع تأمين كراسي لمن يتعب من الوقوف وشاشتي عرض لمشاهدة أفضل، وقدّمنا عروضاً خاصة على شراء البطاقات، بطاقة خمس حفلات من الدرجة الأولى بسعر1500 ل.س، وبطاقة ثلاث حفلات من الدرجة الأولى بسعر 1100 ل.س، وحسم50% للطلاب على بطاقات الدرجة الثانية، وفي يوم الجمعة 18 تموز 2008 ستكون الدعوة عامّة».

اللمسات الأخيرة كانت تطال كل التحضيرات لهذه التظاهرة تحت سماء دمشق الصافيّة في ليلةٍ كان القمر فيها حاضراً، ليتداخل نوره مع أشعة الإضَاءة المنعكسة على الجدران العتيقة، وجذوع وأوراق الأشجار التي تتوزع في فناء القلعة، ولا نعرف لها عمراً إلا أنها عتيقة حتماً كما الأرض التي انغرست فيها.

ريم محمد -المشرفة التقنيّة على الإضاءة- تحدّثت لنا رغم انشغالها عن نظام الإضاءة الذي تم تصميمه لهذه الحفلات: «قمت بدراسةٍ خاصة لنظام الإضاءة وفقاً للمتطلبات الفنيّة لمعظم الفرق والتي فرضت شروطاً خاصة فيما يتعلق بهذا الموضوع، أجرينا تقاطعات بين متطلبات الفرق المختلفة لنصل إلى شكلٍ موحد تقريباً لنظام الإضاءة المتبع، يعتمد بصورة أساسية على حوالي 14 جهاز إضاءة متحرك بالإضافة إلى الكثير من البارات الثابتة، وسنقوم كل يوم بتنفيذ سينوغرافيا خاصّة بكل فرقة، معظمها وفقاً لشروطٍ محددة وضعتها بعض الفرق، وبعضها ترك لإبداعنا، هذه التجربة مهمة للغاية بالنسبة لنا، هي مرهقةٌ وممتعة في ذات الوقت، لكن الأهم أن ننجح في تلبية المتطلبات الكاملة للحفلات و تقديمها بالشكل الأمثل، نرجو ذلك».

« ليالي موسيقى العالم»أما بالنسبة لنظام الصوت والذي يقع عليه العبء الأكبر في نجاح مثل هذه الحفلات باعتبارها تتم في الهواء الطلق، فقد حدّثنا عنه حسن البلخي -المشرف التقني على الصوت في تظاهرة«ليالي موسيقى العالم»، ورئيس قسم الإضاءة والصوت بدار الأسد للثقافة والفنون بدمشق-، فقال البلخي: «واجهنا صعوباتٌ كبيرة في تنفيذ الدراسة الخاصة بنظام الصوت الذي تم تصميمه لهذه التظاهرة، خاصة فيما يتعلق بتأمين أجهزة ومعدات صوتٍ تستخدم لأول مرة في سورية وفقاً للشروط الفنية التي طلبتها الفرق، وقامت بتأمينها شركة زووم "Zoom"، بالإضافة إلى فريقٍ تقني سوري يتألف من حوالي 8 أشخاص، هناك مُضخّم صوتٍ خاص بالغيتار على سبيل المثال اضطررنا لتأمينه من خارج البلاد، قمنا بالتجهيز بصورةٍ كاملة إلا أن جزءاً كبيراً من عملنا يتعلق بنظام الصوت الموجود على المسرح سوف يتم تغييره كل حفله، والتحدي الأكبر هو قدرتنا على إعادة وصل 70 كايبل صوت خلال نصف ساعة عندما يكون لدينا عرضين موسيقيين في ليلة واحدة، هذا ما لم نقم بتجريبه من قبل ونرجو أن ننجح في ذلك».

و أضاف البلخي «هناك مسؤوليةٌ إضافية أوكلتنا إلينا بعض الفرق التي لم تصطحب مهندس صوت الخاص بها، الأمر الذي تطلب منا التركيز على أنماطٍ جديدة من الموسيقى بالنسبة لنا، الجهد الذي بذلناه خلال الأيام الماضية ليس إلا مرحلة أولية لما سنقوم به في كل حفلة، إضافةً إلى البروفات التي ستُجري خلال فترةٍ قياسية مقارنة بزمن إقامة الفرق القصير في سوريّة، أمامنا ليالي طويلة من العمل المُضني إلا أنها في النهاية ستُشكّل إضافةً كبيرةً لنا على الصعيد التقني».

اكتملت التجهيزات إذاً استعداداً لاحتفال دمشق بموسيقى العالم في ستة ليالي تحت سماء أقدم عاصمةٍ مأهولة في التاريخ.

محمد الأزن

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق