معلومة بنت الميداح سفيرة الأغنية الموريتانية في دمشق
صوت قوي وأصيل وآسر يدخل القلوب من دون استئذان
معلومة بنت الميداح، مغنِّية ومؤلِّفة موسيقية موريتانية، وصلت إلى الشهرة العالمية، من خلال التجديد الذي أضافته إلى الموسيقى الشعبية الموريتانية ذات الأصول العربية والبربرية والأفريقية، فقد أدخلت عليها موسيقى البلوز والروك، بل وحتى الموسيقى الإلكترونية. ساهم في شهرة معلومة، أنها أولاً امرأة استطاعت الدخول إلى البرلمان في موريتانيا، وقد تناقلت الصحافة العالمية الخبر الذي أحدث ضجَّة كبيرة في الأوساط السياسية والموسيقية.
تقوم معلومة بجولات عديدة في أهم المهرجانات في كافة أنحاء العالم، ويُعتبر مجيئها إلى سورية حدثاً استثنائياً لكونها المرة الأولى التي سيستمع فيها الجمهور السوري إلى هذا اللون الموسيقي من بلد عربي يقع في القارة الأفريقية، بالإضافة إلى أنها مناسبة للتعرف على إحدى أهم الشخصيات النسائية العربية في عصرنا الحالي.
صوتٌ قوي وأصيل وآسر يدخل القلوب من دون استئذان ويتغلغل ليداعب مشاعر المستمعين، عند سماعها تحسُّ أنَّ أغانيها ليست نابعة فقط من أحبالها الصوتية، وإنما من إحساسها وأوتار شرايينها، جمعت بين الأصالة والتجديد وبين الفلكلور الموريتاني والملامح الأفريقية من جهة، وموسيقى الراي من جهةٍ أخرى، ارتأت أن يكون لها لون خاص، لونٌ راق وجديد، إنها الفنانة الموريتانية العربية معلومة بنت الميداح.
نشأت معلومة بنت الميداح في أسرة فنية عريقة، وبدأت حياتها الغنائية وهي بنت سبع سنوات، فكان والدها المختار ولد الميداح من أوائل المؤسِّسين لنظام التناسق اللحني بين الكلمات المنشدة باللغة العربية الفصحى والمقامات المحلية، أما الوالدة فقد كانت سليلة أسرة «أهل بوبان» المعروفة بتمرّسها وتخصّصها في العزف والغناء، مما أكسب بنت الميداح ملكات الإنشاد وأداء أصعب الألحان، تقول معلومة بنت الميداح عن نفسها: «تعلَّمت الفنَّ بالفطرة، وكان حلم عمري أن أنجح يوماً في تأسيس توجّه جديد يخرج الأغنية الموريتانية من طابعها التقليدي لتأخذ شكلا ومضموناً مختلفين».
طوال مشوارها الفني وهي تعمل على تحديث الأغنية الموريتانية، حيث وظَّفت القديم من إيقاعاتها وكلماتها لتنفرد بلون جديد وراق ينسجم مع النمط العالمي، وقد نجحت في العالم الغربي، ولم تترك هذا اللون الذي يمثِّل أصالتها وتراثها لتغنِّي ألواناً أخرى. هناك الكثير من الفنانين غنُّوا لهجات تختلف عن لهجتهم الأصلية وأبدعوا فيها، أما هي فلم تتقن غير لهجتها ربما بسبب تربيتها الموسيقية التي جعلتنها أصلح لهذا اللون الخاص ببلدها والذي لا يجب الاستهانة به لأنه يخلط الموسيقى العربية «الأوتار» والأفريقية «الطبول»، كما يحمل نكهة عالمية «الجاز» والذي لو ظهر في العالم العربي لكان له صدى كبير.
بلدنا