أعمال تجهيز وفيديو وأداء حي في غاليري الفنون الجديدة بالحسكة

06/22/2010

طلاب كلية الفنون بجامعة القلمون: الفنون الحديثة تفتح آفاقاً إبداعية جديدة

بات من الواضح أن ثمة حاجة اجتماعية للفنون البصرية تبلورت حديثاً في سورية، كما هو الحال في مجال الاتصالات البصرية والعمارة والديكور والدراما التلفزيونية والإعلان، فكان لا بدّ من افتتاح كليات فنون جديدة لمواكبة تلك الحاجة ولاستقبال الشباب المحب للفن البصري بكافة اختصاصاته، كما كان لا بدّ من عودة بعض المغتربين السوريين الذين درسوا الفن المعاصر أو الجديد خارج القطر، ومنهم الدكتور فصيح كيسو، حيث يقول لموقع «اكتشف سورية»: «إنّ وجود الجامعات الخاصة في سورية ساعدني في اتخاذ قرار العودة إلى الوطن للمساهمة في النهضة الفنية التعليمية في حقل التصميم والفنون الجديدة والبدء بتحقيق هذه الفكرة، وخاصة باستحداث مادة "الفن الآن" التي تعرِّف الطلبة بما يجري في ساحة الفن عالمياً وعربياً من الناحيتين النظرية والعملية، وكذلك على التيارات الفنية المعاصرة مثل التجهيز والفيديو آرت والأداء الحي».

وضمن السياق ذاته، حضِر كيسو مع مجموعة من طلابه في السنة الرابعة في كلية الفنون بجامعة القلمون من ذوي اختصاص التصميم الداخلي والغرافيكي ليفتتحوا معرض أعمالهم في غاليري الفنون الجديدة بالحسكة، يوم الأحد 20 حزيران 2010 الساعة السابعة مساءً. والطلاب هم: رغد حيدر، وسعد سعد، وحسين الحصيني، وحسان زحيمان.


عمل تجهيز "إشاعة" لحسين الحصيني

في عمل حسين الحصيني، يجد الدكتور كيسو فكرةَ الانتشار السلبي، ويقول لموقع «اكتشف سورية»: «استخدم الحصيني في عمل التجهيز "إشاعة" مواداً متنوعة لبناء هذا التجهيز. على خلفية حمراء ممددة لتغطي الأرض، ثمة فم كبير مفتوح على الحائط، بداخله كلماتٌ مكتوبة مقصوصة من الورق تتبعثر للخارج لتتوضع في أماكن مختلفة على الأرض والحائط، لتتشكل كرةٌ كبيرة من الكلمات تذكرنا بمشهد كرة الثلج الصغيرة التي تزداد حجماً نتيجة تدحرجها من شاهق؛ بالإضافة إلى كرسي يجلس عليه المتفرج ليكون في قلب العمل مع وجود حبات البن على الأرض. يرافق العمل مؤثراتٌ صوتية هي عبارة عن أصوات أناس يتكلمون بكلمات متداخلة وغير مفهومة وضجيجهم يملأ المكان؛ إنّها الإشاعة التي تنتشر من فم لآخر وتكبر بسرعة. يستطيع المتفرج أن يشارك بالعمل بالتقاطه بعض الحروف والكلمات المنتشرة التي لا معنى لها ولصقها بتلك الكرة الكبيرة دلالة على تأثير الجمهور. يبدو أنّ حسين يدعونا إلى التخلص من هذه العادة الاجتماعية البالية من خلال تجهيزه الذي يحوي أخشاباً تبدو مثل المشانق علقت بنهايتها كلمات صدر حكم العصر عليها بالزوال».

أما عمل رغد حيدر، فيقول كيسو: «ترى رغد أن المال هو كلّ شيء في الحياة، وهو السعادة، كما ترى أن كل من لا يعمل لن يعيش سعيداً. لقد أحضرت رغد عملاتٍ نقدية من معظم دول العالم ووضعتها عل شكل فستان، فبدا وكأنه فستان قماشه من النقود، كما صنعت حذاءً وقبعة بالطريقة ذاتها. واختارت رغد أن تلبس هذه الملابس متنقلةً بين الجمهور وحاملةً لافتة كتبتْ عليها: "هل تستطيع أن تنكر أنني أهم شيء في حياتك؟" إشارة إلى المال. ليكون الجواب هو مصارحة الذات ومحاكمة ذاتية غير معلنة».

عن أعمال سعد سعد الغرافيكية، يرى كيسو أنها احترافية، ويقول: «يعمل سعد بطاقة كبيرة وبرؤية عملية وتقنية جيدة. وهنا عرض سعد سبعة أجهزة تلفزيونية في غرفة مظلمة، وثبت ثلاثة أعمال فيديو لفكرة واحدة صوَّرها وأضاف إليها المؤثرات البصرية والسمعية، كالسمكة الحقيقية التي وضعت رأسها فقط في الماء وصور ضوئية معلقة على الحائط، ليعبر من خلال هذا العمل عن فكرة الخوف الذي لا يستطيع الإنسان الهرب منه لأنه سيلاحقه أينما ذهب».

عمل حسان زحيمان

بخصوص حسان زحيمان، فإن كيسو يصف عمله بقوله: «إنه يقوم على تناغم الحركة واللون والصورة والضوء مع الموسيقى، حيث نرى مجموعة من الكرات الملونة تتراقص وتتغير حركاتها وألوانها مع حركة الخلفية، تبعاً للنغمات الموسيقية التي ألَّفها بنفسه. لقد حقق زحيمان العرض على ثلاث شاشات كبيرة متجاورة، وعلّق في فضاء الغرفة كرات حقيقية تشبه الموجودات على الشاشة بحس سريالي مميز».

وفي نهاية لقائنا معه، أشار الدكتور فصيح كيسو إلى أهمية تجارب كهذه بين الشباب، وقال: «شابات وشباب، طالبات وطلاب، لمستُ فيهم روحَ التجديد ووجدتُ أن اختلاف التفكير بين الأجيال هو عامل مهم في التطوير وخاصة في المجال الفني. إن إعطاء حرية التفكير ومساعدة الشباب على تطوير أفكارهم هو ما نحتاجه في مؤسساتنا التعليمية، كذلك الإشراف على هذا التطوير وليس بفرض أفكارنا عليهم بل بمساعدتهم ليجدوا خطَّهم الفني في كل مجالات الإبداع. إن الحياة تملي علينا التطوير دائماً».

وأخيراً عبّر الشباب المشاركون لنا عن سعادتهم بعرض أعمالهم أمام جمهور الحسكة، وأشادوا بتقبل الجمهور السوري بشكل عام لهذه الأعمال التي تعبر عن روح العصر دون أن تلغي الانجازات الفنية السابقة، بل لتتكامل معها وتطورها وتفتح أمام الإنسان آفاقاً جديدة وأرضاً خصبة للإبداع والابتكار.

كولوس سليمان - الحسكة

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

الدكتور فصيح كيسو وطلابه في غاليري الفنون الجديدة بالحسكة

جانب من الحضور في غاليري الفنون الجديدة بالحسكة

جانب من عمل حسين الحصيني يمثل كرة الإشاعة التي تكبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق