مهرجان مساحات شرقية ما زال مستمراً

30 أيار 2011

محاضرات، حفلات وصور بالأبيض والأسود

افتتحت فعاليات مهرجان مساحات شرقية مساء السبت 21 أيار 2011 في دار الأسد للثقافة والفنون، فكانت البداية مع معرض صور من أرشيف الباحث الموسيقي السوري أحمد بوبس، تضمن صور لموسيقيين ومغنيين سوريين عرب من زمن الأبيض والأسود، ومن ثم كان الموعد مع حفلة موسيقية غنائية في مسرح الدراما أحيتها في القسم الأول فرقة «يولدوزتوريفا» من أوزباكستان، أما القسم الثاني غنى فيه المغني السوري عمر السرميني بمرافقة فرقة موسيقية كبيرة.

واعتباراً من اليوم الثاني الأحد وفي الفترة الصباحية بدأت المحاضرات الموسيقية المرافقة مع المهرجان وجاء المحاضرة الأولى تحت عنوان «الخاصية الأساسية للموسيقى الشرقية وهي خاصية التأثير» أقيمت في مسرح الدراما، شارك فيها الباحث محمود القطاط من تونس و الباحثة بشرى بشعلاني، نداء أبو مراد من لبنان، جان ديورين فرنسا وفي الفترة المسائية كان هناك حفلة موسيقية من قسمين أيضاً في الأول أدت فرقة البشارة «تخت الجامعة الأنطونية للموسيقى الفصحى العربية» لبنان، أدت فيه سماع صوفي مسيحي إسلامي مشرقي، وفي الثاني غنت فرقة «نوا» السورية بقيادة إبراهيم المسلماني فصول من الذكر المتوارث في حلب.


من أجواء مهرجان مساحات شرقية في دار الأسد

أحاديث في الصباح والموسيقى في المساء

وهكذا تستمر فعاليات مساحات شرقية في الصباح محاضرات وفي المساء حفلات، وجاءت وفي محاضرة اليوم الاثنين تحدث الباحث الفرنسي ديورينغ عن أصول الموسيقية المشرقية وتفاعلاتها الفنية في إيران وتركيا وأذربيجان وأوزباكستان، وطاجكستان والصين الإسلامية، أما الباحث التركي فكرت كاراكايا تحدث عن تاريخ الموسيقى التركية وتفاعلاتها من العهد العثماني حتى اليوم، وبدوره عرض المغني السوري إبراهيم كيفو تاريخ الموسيقى الإيزدية في سورية والعراق مستشهداً بأمثلة غنائية، أما الحفلة الموسيقية كانت من الهند وفرقة «إندراني موكرجي» التي أدت مجموعة من الغناء الكلاسيكي الهندي في قاعة متعددة الاستعمالات. وفي اليوم الثلاثاء تحدث الموسيقي السوري محمد قدري دلال عن القدود الدينية الإسلامية في حلب، أما الموسيقي التونسي محمود القطاط تطرق إلى معنى التراث الموسيقي المغاربي الأندلسي، وعرض الباحث السوري صميم الشريف التاريخ الموسيقي في دمشق خلال المئة السنة المنصرمة، ومساءً أحيت فرقة الدراويش الدمشقية حفلة غنائية أدت فيها مجموعة من الغناء الديني والموشحات.


من أجواء مهرجان مساحات شرقية في دار الأسد

نوري اسكندر والموسيقى السريانية

وفي اليوم التالي الأربعاء تحدث الباحث السوري جميل ولاية عن العمل الموسوعي «حلب بيت النغم» وهو كتاب من تأليف المحاضر ذاته، وتحدث الموسيقي العراقي حسين الأعظمي عن المقامات العراقية، أما الحفلة المسائية أحيتها فرقة «مقام» السورية بقيادة مياس اليماني، أدت مجموعة من القطع الموسيقية الشرقية المعاصرة. وفي صباح الخميس كان هناك طاولة مستديرة للحديث عن تجارب في الموسيقى الشرقية المعاصرة شارك فيها موسيقيين من سورية وهم: نوري اسكندر، كنان العظمة، فواز باقر، مياس اليماني، كما ألقى الموسيقي السوري نوري اسكندر محاضرة بمفرده تحدث فيها عن الموسيقى السريانية وذلك بتحليل القوالب والمقامات والجمل الموسيقية من خلال عرض تحقيقي لكتاب «بيت كازو» أحد أهم المراجع الموسيقية بالنوتة في اختصاصه وتحليل عميق للألحان من خلال امثلة حية، وحفلة الخميس أقامتها فرقة عازفي مهرجان دمشق للحجرة بقيادة السوري كنان العظمة قدمت فيها مجموعة من أعمال المؤلفين الموسيقيين السوريين المعاصرين. وأعيد بعض هذه النشاطات في المعهد الدانماركي بدمشق يوم الأربعاء والخميس والجمعة.

هانيبال سعد لـ«اكتشف سورية» المشروع أصبح مستقلاً


هانيبال سعد مدير المهرجان

تحدث الموسيقي هانيبال سعد مدير وصاحب مشروع «مساحات شرقية لـ«اكتشف سورية»: «بعد النجاح اللافت الذي حققه المهرجان في دورته الأولى، تمكن مساحات شرقية من أن يتحول إلى مشروع مستقل، بعد أن انتهى احتضان روافد له، حيث تسلمته رسمياً كمديره الفني وأضحى هذا المشروع بذلك ممتلكاً لزمام القدرة على الاستمرار كمشروع قائم بذاته، ويحث مهرجان مساحات شرقية الخطى في سبيل العمل على ترسيخ المبدأ الذي قام عليه، وتعزيز رؤيته الفنية التي تعكس تاريخ موسيقانا، وتبحث عن فضاءات مشتركة لمستقبل التراث الموسيقي في العالم الشرقي». ويتابع في حديثه قائلاً: «في دورته الثانية، يسبر مساحات شرقية الزمن بحثًا عن أصول وتفاعلات المقام، باعتباره حجر الزاوية في بناء الموسيقى الشرقية المعاصرة، وتتوسل الرؤية الفنية للمهرجان للوصول إلى أهداف هذا الحدث الثقافي الهام عقد محاضرات أكاديمية، وحفلات موسيقية، وورشات عمل، تجمع مبدعين موسيقيين، ومحاضرين مختصين، من سورية والعالم، كما يولي المهرجان، في هذا المقام، أهمية بالغة للاستفادة من الفرص الهائلة التي يتيحها التقدم المطرد كل يوم في أدوات الثورة التقنية، بغرض تطوير مناهج وطرق توثيق الإرث الثقافي التي لا تخلو اليوم من إبداع، ما يضع هذا الإرث في متناول المختصين والجمهور العام على حد سواء، ومن هنا يأتي حرص الدورة الثانية من مهرجان مساحات شرقية على جعل هذا المنبر الفريد للموسيقى الشرقية بمثابة بوابة للتحفيز على تبادل المعلومات والأفكار بين المختصين في هذا المجال، وإتاحة الفرصة أمام الجمهور للتواصل مع هذا التراث الغني، والانفتاح على مختلف أطيافه التي ولدها تلاقُح بيئات ثقافية مختلفة على الأرض ذاتها».‏

من أجواء مهرجان مساحات شرقية في دار الأسد

ويضيف سعد: «من جهة أخرى، يسعى مساحات شرقية إلى توفير الدعم للمبدعين الموسيقيين السوريين الذين خاضوا تجربة التواصل مع هذا التراث والذين هم بصدد ذلك، علاوة على الحاجة الملحة لإطلاع الجمهور السوري بعمومه على تراثه المحلي، والرحلة التي قطعها متفاعلاً مع تراث حضارات بقاع أخرى على الأرض».

ويتابع في قوله: «عبر سنوات طويلة خلت جاوزت المئة عام، تناول مبدعون موسيقيون وبحاثة سوريون مختصون بالدراسة والتحليل والتمحيص عناصر أساسية في الموسيقات الشرقية التقليدية والحديثة، لقد بذلت قامات مثل علي الدرويش وتوفيق الصّبّاغ وميخائيل الله وردي و ونوري اسكندر جهودًا لا يُستهان بها في استنباط هذه العناصر والبحث فيها، ليستخدمها كل منهم وفقًا لرؤيته الخاصة، الأمر الذي دشن حقلاً خصباً لفهم وتذوق جماليات سلالم وكومات وأرباع أصوات جديدة، وذلك من دون المساس بجوهر التراث الموسيقي الشرقي وشكلها، وفي يومنا هذا، تشهد ساحة الموسيقى الشرقية المعاصرة في سورية بروز أسماء جديدة، مثل زيد جبري وحسان طه وشفيع بدر الدين وكنان العظمة ومياس اليماني وضياء السكري... أسماء تلاقت على الدرب ذاته وهو تأليف موسيقى كلاسيكية معاصرة اعتمادًا على المقام وعلى عناصر أخرى من الموسيقى الشرقية».

ويردف قائلاً: «على مدى عشرة أيام، يبادر مهرجان مساحات شرقية إلى وضع أسس قواعد لا يمكن وصفها إلا بأنها مجددة، سواء في الحقل الأكاديمي لدراسة الموسيقى الشرقية في سورية أو في الفضاء الإبداعي لممارسة هذه الموسيقى، كما يطمح مساحات شرقية بطرحه هذا إلى تمهيد الطريق نحو حوار حضاري وفني فعال وطويل المدى، وبعد التعاون المثمر مع روافد، تواصل شركة مقام حمل هذه الرسالة المهمة للمهرجان، وهي خلق مساحات تطور المشهد الموسيقي في سورية وتعززه وتبني له مستقبلاً على نطاق دولي، بغرض توسيع آفاقه استناداً إلى علاقته التفاعلية مع موسيقى الشرق والعالم بأسره».


من أجواء مهرجان مساحات شرقية في دار الأسد

ويقول أيضاً: «لطالما كان التراث مفهومًا متحركاً، لا ينحصر وجوده ودوره الفعال في حفز الإبداع في الحقل الثقافي فحسب، بل يتعداه ليكون جزءاً من حراك مجتمعي يفضي إلى صقل هوية ذات خصوصية ثقافية منفتحة على ثقافات الحضارات الأخرى، بيد أن مقاربة تحقيق هذه الرؤية يتطلب تضافر الجهود لتوثيق هذا التراث بما يضمن إبراز تفرده ويحفظ استمراريته ويتيح الفرصة، في الوقت ذاته أمام المبدعين من الجيل الجديد للتفاعل مع هذا الإرث، ما يفتح الباب واسعًا أمام عدد لا متناهٍ من الاحتمالات الإبداعية التي تصل الماضي بالحاضر».

وينهي هانبال سعد حديثه قائلاً: «سعياً إلى تحقيق هذه الغاية، بادر مشروع روافد، قسم ثقافة وتراث في الأمانة السورية للتنمية، في العام 2009، إلى دعم إطلاق مهرجان مساحات شرقية، تحت عنوان "الملتقى الدولي الأول للموسيقى الشرقية في سورية"، وتتولى اليوم شركة مقام مهمة متابعة العمل على هذا الملتقى باعتباره فضاء موسيقياً عالمياً يجمع الشرق والغرب في حوار فني خلاق، ويؤكد على دور سورية التي طالما احتضنت أرضها تاريخياً حضارات الشرق المتعاقبة، ناهيك عن كونه استجابة فاعلة إلى الحاجة الملحة في الحفاظ على التراث اللامادي للمنطقة وتوثيقه في زمن العولمة».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أجواء مهرجان مساحات شرقية في دار الأسد

من أجواء مهرجان مساحات شرقية في دار الأسد

من أجواء مهرجان مساحات شرقية في دار الأسد

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

فراس الخرفان:

فرقة الدراويش الدمشقية التي يقودها الفنان المبدع صلاح عربي القباني كانت من اجمل الحفلات على الاطلق
اتقدم بالتهاني الحارة للمهندس صلاح قباني على نجاح حفله بدار الوبرا واتننى له دوام التوفيق والنجاح
كما اطلب منه الاستمرار بهذا الابدع وعدم الاطالة علينا بظهوره بحفلات اخرى

سوريا