قداس نيلز لينبرغ: عمل مشترك بين أوركسترا الجاز السورية وكورال أوسنابروك للشباب من ألمانيا

29 أيلول 2010

قدمت دار الأسد للثقافة والفنون بالتعاون مع معهد غوته وجمعية صدى للثقافة الموسيقية عملاً موسيقياً وغنائياً بعنوان «قداس نيلز لينبرغ» للكورال والبيغ باند مساء الأحد الماضي 26 أيلول 2010 على مسرح الدراما، نفذ العمل كورال أوسنابروك للشباب من ألمانيا وفرقة الجاز السورية، وقاد هذه الحفلة الموسيقي الألماني يوهانس راهه، وهو مؤسس ومدير فرقة كورال أوسنابروك للشباب، ويعمل مع عدد كبير من الفرق التي تضم غالباً مغنين ومغنيات من الشباب في كاتدرائية أوسنابروك، وقد منحته دراسته الموسيقية المكثفة ومعارفه في مجال التعبير الموسيقي والتقاليد الموسيقية المختلفة إمكانية متميزة في أداء مهمته كقائد لفرقة الكورال ومدرس للغناء.

تضمن برنامج الحفل ثلاث أغنيات سريانية، وهي: «من لونبكي»، «أوسيو»، «تاونعد عيد»، وأغنية عربية بعنوان «واه حبيبي»، وقد أدى هذه الأغاني الفنان السوري ريبال الخضري. أما القسم الثاني من الحفل فكان عملاً كبيراً مدته حوالي خمس وأربعين دقيقة، وهو قداس نيلز لينبرغ المكتوب خصيصاً لفرقة كورال والبيغ باند مع ثلاث مغنين منفردين، وقام بدور هؤلاء المغنين كل من ماركو فاسالي (باريتون)، ستيفاني ريتمان، يوديت شتاينفيلد (سوبرانو)، وهم جميعاً أعضاء في كورال أوسنابروك، وهذا القداس معنون باسم مؤلفه نيلز لينبرغ، وهو ملحن سويدي درس التأليف الموسيقي والكلاسيكي في المعهد الملكي في ستوكهولم واشتهر فيما بعد كمؤلف لموسيقى الجاز، واستعمل في القداس الذي ذكرناه عناصر من الموسيقى الفلكلورية السويدية والهارموني الغريغوري وموسيقى الجاز.

ولمزيد من المعلومات عن الحفل وعن آخر إخبار أوركسترا الجاز السورية، التقى «اكتشف سورية» بالمدير الفني لأوركسترا الجاز السورية، الموسيقي هانيبال سعد الذي بدأ حديثه عن الحفل قائلاً: «هذا الحفل هو عمل صعب، شجاع، عملاق، حديث، كلاسيكي، جاز، أوبرا، كل هؤلاء مجتمعين، عمل لموسيقي سويدي يدعى نيلز لينبرغ، عاش في أمريكا مع العظماء، وكتب عملاً قريباً من سرافنسكي، شيء ما يشبه الأعمال الكلاسيكية الحديثة، وأراد أن يمزجه مع بيغ باند، وهذه الفكرة قدمت لمرة واحدة على ما أعتقد في السبعينات من القرن الماضي، أي بينغ باند مع الأوبرا، وهذا العمل قدم في كل أنحاء العالم، وها نحن نقدمه في دمشق، وهو بالنسبة لنا أصعب عمل نقدمه حتى الآن، كمشاركة في هذا المستوى مع كورال عالي المستوى من ألمانيا، ومنهم مغنيتا سوبرانو ومغني باريتون».

وأوضح سعد: «هذا العمل سيبقى معنا فترة طويلة، مع العلم أن تنفيذه عندنا سيكون صعباً جداً، وأعتقد بقدرتنا على تنفيذه في المستقبل مع كورال المعهد العالي للموسيقى بدمشق بمرافقة مغني صولو من المعهد المذكور».

وتابع هانيبال سعد في حديثه قائلاً: «هذا العمل قدمناه في ألمانيا بنفس التشكيلة، كما قدمناه قبل يومين في الأردن».

وعندما سألناه من أين أتى بفكرة تقديم هذا العمل قال: «الفكرة كانت لمدير المهرجان الذي شاركنا فيه بألمانيا، وقد درست هذه الخطوة جيداً، ودرست موسيقاه والعمل بشكل عام، ومن ثم وافقت أن أقدمه بهذا الشكل لأنني رأيت أن هذا العمل يناسبنا كفرقة ناهيك عن المستوى الرفيع للعمل».

وعن آخر نشاطات البيغ باند (فرقة الجاز السورية) قال: «لدينا خطة أساسية وهي المشي قدماً نحو التطور في الموسيقى الكلاسيكية، والفرقة لا تتوقف، فهناك بشكل دائم تدريبات وتحضيرات، كما تقيم حفلات وتشارك في أخرى بصورة دائمة، وفي الوقت ذاته نعمل على تطور موسيقانا الخاصة بالفرقة، وضمن هذا الإطار قدمنا حفلة في ألمانيا وحفلة في الأردن كما كانت لنا حفلات عديدة داخل القطر».

وأردف: «نستعد الآن لحفلات العام المقبل، ومنها ما هو ضمن مهرجان الجاز الذي نقوم به في دمشق، وسيكون لنا في العام القادم برنامج جديد لم نقدم منه شيئاً حتى الآن، لنخرج في السنة القادمة بحلة جديدة من الأعمال الموسيقية، وخاصة الأعمال الكلاسيكية الحديثة ومنها الجاز الحديث».

وعن الاتهامات التي توجه إلى الفرقة بخصوص برنامجها الموسيقي على أنها ليس الجاز الأصيل بل شكل مشوه من هذه الموسيقى، قال: «هذا ليس صحيحاً، فمثلاً في شهر نيسان الماضي قدمنا موسيقى جاز كلاسيك مئة بالمئة، مع قائد أوركسترا ألماني بعد تحضير لمدة شهرين أو أكثر».

وأنهى حديثه قائلاً: «الجاز موسيقى نشأت في أمريكا، وتأثرت بها مختلف الشعوب، ومن ثم خلقت موسيقى خاصة لكل شعب، وكل ما نقدمه يتفاعل معه الجمهور هنا، كما أنه مطلوب من الخارج بشكل جيد».

إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

قداس لينز لينبرغ في دار الأسد للثقافة والفنون	قداس لينز لينبرغ في دار الأسد للثقافة والفنون	قداس لينز لينبرغ في دار الأسد للثقافة والفنون

بقية الصور..