أوركسترا الجاز السورية بقيادة المايسترو الألماني ولفغانغ ديفن باخ
03 05
في مجمع دمر الثقافي
قدمت جمعية صدى الثقافية الموسيقية بالتعاون مع المركز الثقافي الألماني بدمشق (معهد غوته) أمسية لموسيقى الجاز أحيتها أوركسترا الجاز السورية بقيادة المايسترو الألماني ولفغانغ ديفن باخ وذلك مساء يوم الخميس 29 نيسان 2010 في مجمع دمر الثقافي. والمايسترو ديفن باخ له باع طويل في موسيقى الجاز، فخلال مسيرته الموسيقية، تعاون ولفغانغ ديفن باخ مع العديد من فرق الأوركسترا المرموقة والعازفين العالميين، كما تعاون مع العديد من مؤلفي وموزعي الجاز الأكثر شهرة، مثل: بيل هولمان، ماني ألبام، جون كلايتون، بوب مينتزر، جيري ڤان روين، بيل دوبنز، راي براون، پول فيرغسون، بوب فلورانس، روب پرونك، ليكس ياسپر، ماريا شنايدر، وغيرهم، وتتضمن سيرته الموسيقية الضخمة والمتنوعة أعمالاً سيمفونية رائعة، وإنتاجاً موسيقياً وحفلات أوبرا، بالإضافة إلى برامج رفيعة وسهلة السمع للموسيقى والجاز معاً، بالتعاون مع أهم فرق الأوركسترا والعازفين العالميين.
جاءت هذه الحفلة حصيلة ورشة عمل أقامتها أوركسترا الجاز السورية مع المايسترو المذكور لمدة أسبوع برعاية من جمعية صدى التي تهتم بالدرجة الأولى برفع مستوى الموسيقى وتنميتها في سورية، وهكذا فإن هذا التعاون بين الجمعية ومعهد غوته وأوركسترا الجاز السورية كانت ثماره واضحة في الحفل من حيث الأسلوب الجديد في العزف والأداء.
بدأت الحفلة بكلاسيكيات للبيغ باند، وهذا ضروري لزيادة مخزون أوركسترا الجاز السورية، فقدمت قطعة لاتينية بعنوان «أكوادوبيبر» من تأليف مايك موسمان، ومن ثم قطعة جاز سوينغ للمؤلف كاونت بيسي، ثم قدمت الأوركسترا عملاً بعنوان «نهاية الحب»، والغريب في هذه المقطوعة بأن توزيعها يعبر عن الفرح وفكرتها حزينة حيث تجسد نهاية علاقة بين عاشقين، وهي من تأليف بيتر هيربول زايمر، ومن ثم عُزف عمل جميل آخر بعنوان «أركب قطار- أ» وهو من روائع كلاسيكيات المؤلف دوك يلفنتون، ويعتبرهذا الموسيقي عملاق الجاز في ثلاثينات القرن الماضي، وأيضاً قدمت الأوركسترا عملاً بعنوان «موتن سوينغ» من كلاسيكيات كاونت بيسي، تأليف بيتي موتن، تلى ذلك أغنية «دراوزي» من كلمات طاغور وألحان زانك كارلبغ من السويد الذي كتب هذا العمل خصيصاً للفرقة بإيقاع إفريقي مستخدماً تقنية الجاز المعاصر.
كذلك احتوى البرنامج على قطع لاتينية مثل: «فيلس إيكداس»، وأغنية «جورجيا» بتوزيع جديد،
وقدمت أوركسترا الجاز بعضاً من قطعها الخاصة، منها: الأغنية التراثية «سليمى» وهي من التراث السوري بتوزيع خاص من الموسيقي الكندي ديف بونتريل، وموشح «بين قاسيون وربوة» لعمر البطش توزيع ناريك عبجيان، ولإغناء البرنامج قدمت الأوركسترا قطعتين من موسيقى الجاز الحديثة من تأليف وتوزيع فرانك كالبيرغ.
أعطت موسيقى الجاز الحديثة مجالاً أوسع لاستخدام المقامات العربية، لأنها تتمتع بحرية أكبر لاستيعاب انسيابية هذه المقامات، مما يدل على أن فن الجاز الذي بدأ ونما في الولايات المتحدة الأميركية ما لبث أن انتشر واتخذ أشكالاً مختلفة واغتنى من تراث الشعوب المختلفة. وقد انتهت الحفلة بأغنية «جورجيا» لراي تشالز.
رافقت أوركسترا الجاز السورية في هذه الحفلة المغنية السورية نور عرقسوسي في الأغاني اللاتينية، والمغني السوري ريبال الخضري في القطع العربية.
وفي نهاية الحفل، التقى «اكتشف سورية» المدير الفني ومؤسس أوركسترا الجاز السورية الموسيقي هانيبال سعد، وكان له معه هذا الحوار.
فجواباً عن سؤالنا ماذا أضافت هذه الورشة للفرقة؟ قال: «الفرقة لديها برنامجها الخاص بها، وله خصوصية عربية بالإضافة إلى الجاز الحديث، ولكننا فرقة جاز كلاسيكية أيضاً ولذلك يجب أن نطور هذا الجانب بشكل عام لنصل إلى مستويات أعلى، وهذه الورشة نظمت كما بقية الورشات لنفس الغاية، أي لرفع مستوانا في مجال الجاز الكلاسيكي، ولذلك دعينا المايسترو ديفن باخ الذي تعرفت عليه في مهرجان الجاز ودعوته لهذه الورشة بعد عمل وتحضير على مدى ما يقارب العام».
وعن كيفية التعامل مع القطع التراثية العربية وتحويلها إلى موسيقى الجاز قال سعد: «نحاول أن نعمل على خصوصية سورية، لذلك ليس أمامنا إلا التراث لكي نقوم بهذا، وما نعمله في هذه المسألة هو أننا نستنبط من التراث ولا نبدله، أي نأخذ منه أغانيَ أو ألحاناً أو تيمات ونعمل عليها في إطار الجاز، فمثلاً تجد تعاملنا مع ألحان الأستاذ عدنان أبو الشامات، حيث عزفنا له موشحين ودائماً كنا حريصين بشدة كي يبقى اللحن الأساسي وبنفس الضغط الإيقاعي وبوجود الأستاذ عدنان، فنحن لا نشوه التراث بل نغني موسيقانا به».
وقال سعد: «أخذنا بعض اللونغايات كـ «سلطان يكا»، «سريتو لونغا»، وعملنا منهما جازاً حديثاً، كما أخذنا قطعة من تأليف كنان أدناوي عنوانها «بحر» مؤلفة من أربع حركات، وقطعة سوناتا مكتوبة للقانون قدمناها مع آلة القانون بأسلوب جاز كلاسيكي، كما عملنا على قطعة غنائية آشورية وهي فلكلورية، وهكذا عندما نتعامل مع التراث فإننا نحرص على أن تبقى أساسياته واضحة وبتوزيع مدروس وصحيح، تماماً كما تعامل الموسيقيون الكبار مع التراث، سواء منهم الإيرانيون والأذربيجانيون والمجريون، ونحاول أن ننجز عملنا بنفس الأسلوب ولكن مع الحفاظ على خصوصيتنا، وفي الوقت نفسه نقدم شيئاً للجاز العالمي، صحيح أن الجاز بدأ من أمريكا، ولكن اليوم فإن كل الشعوب أصبحت تتعامل مع هذا الشكل الموسيقي، فهناك الجاز الكوبي والتركي والأذري واليوناني، الخ».
ويتابع سعد: «اليوم عمر أوركسترا الجاز السورية ست سنوات، وضمن الظروف المتاحة لنا وصلنا إلى درجة جيدة من التطور، وأصبح هناك من يدعونا للمشاركة بالمهرجانات في الخارج، فشاركنا بمهرجان عام 2007 و2008 بألمانيا ونحن نستعد هذا العام لعدة حفلات في بعض الدول الأوربية، كما أصبح لدينا وجود جيد في الوطن».
وباعتباره المدير الفني لمهرجان الجاز في سورية انتهزنا الفرصة لنسأله عن المهرجان القادم فقال: «سيقام في شهر تموز هذا العام من 6 إلى 14 منه، على أرض مدينة المعارض على طريق المطار بدمشق، كما ستكون هناك فعاليات في مدينتي جبلة وحلب وذلك بالتزامن مع كأس العالم لكرة القدم بدون أن تتقاطع مع عروضه».
إدريس مراد - دمشق
اكتشف سورية
أوركسترا الجاز السورية بقيادة المايسترو ولفغانغ ديفن باخ في مجمع دمر الثقافي |
أوركسترا الجاز السورية بقيادة المايسترو ولفغانغ ديفن باخ في مجمع دمر الثقافي |
أوركسترا الجاز السورية بقيادة المايسترو ولفغانغ ديفن باخ في مجمع دمر الثقافي |