الفنان ريبال الخضري وفرقة التوشيح الحديث في دار الأسد للثقافة والفنون

27 كانون الثاني 2011

موشحات قديمة بروح العصر

قدمت دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق يوم الأربعاء 26 كانون الثاني 2011، بمناسبة اقتراب عيد المولد النبوي الشريف، أمسية غناء وموسيقى بعنوان توشيحات أحيتها فرقة التوشيح الحديث مع المغني السوري ريبال الخضري وذلك على مسرح الدراما، برهن الخضري للحضور بأنه موهبة تجمع بين العمق الأكاديمي وموهبة التلحين والغناء والتوزيع الموسيقي بشكل أكاديمي وعصري يمكن أن يستمع له الكهل والشاب في آن واحد ويستطيع أن يؤدي بصوته الشجي والقوي أصعب الألحان، وبالتالي ليس غريباً بأنه نال الجائزة الأولى كأفضل صوت غنائي عربي في مسابقة الأصوات الجميلة من قبل المجمع العربي للموسيقى في جامعة الكسليك لعام 2010, والجائزة الثانية كأفضل غناء ارتجالي في مهرجان القاهرة للموسيقى العربية السابع عشر لعام 2008 مع ثناء اللجنة على صوته.

وقبل صعود ريبال الخضري المسرح عزفت فرقة التوشيح الحديث قطعتين موسيقيتين آليتين وهما سماعي نهوندلروحي الخماش وتحميل نهوند من الموروث الدمشقي، ومن ثم بدأ الخضري بوصلة موشحات وقدود من مقام نهوند تضمنت: موشح «رماني بسهم هواه» لداود حسني، «قلت لما» لعمر البطش، «عجباً لغزال» لفؤاد عبد المنعم، «العزوبية» لسيد درويش، لتعزف الفرقة بعد هذه الموشحات لونغا نهوند من تأليف جورج ميشيل، وسماعي على مقام شت عربان وهو فرع من مقام الحجاز، تلت هذين القطعتين وصلة موشحات وقدود من مقام الحجاز تضمنت: «يا غصين البان» من مؤلفات سيد درويش، «ما احتيالي من أغاني» لأبو خليل القباني، «يا ليل طل» لعدنان أبو الشامات، وانتهت الوصلة بالاغنية القديمة «قدك المياس»، ليأتي دور قطعة آلية (موسيقى صرفة) وهي لونغا يورغو، والوصلة الأخيرة كانت توشيح من مقام الهزيم تضمنت: أغنية «الموليا» للراحل مصطفى نصري، موشح «إلهي» من التراث الديني الإسلامي، وأيضاً مثله «طلع البدر» و«مولاي صلي».


من أجواء الأمسية على
خشبة مسرح الدراما

والخضري هو من سلك طريقاً خاصاً به بعد تخرجه من المعهد العالي للموسيقى بدمشق ربما لثقته بصوته وبالتالي من نجاحه، لا نستطيع القول إلا أن الخضري أبدع بأداء الموشح بلغة عصرية أرضى بها ذائقة الحضور بكل شرائحه رغم صعوبة أداء هذا النوع من الغناء، وعرّف ابن سناء الملك الموشح بأنه كلام منظوم على وزن مخصوص وقد سمي هذا الفن بالموشح لما فيه من ترصيع وتزيين وتناظر وصنعة فكأنهم شبهوه بوشاح المرأة المرصع باللؤلؤ والجوهر, يضم الموشح عادة ثلاثة أقسام دورين وخانة كل منها بلحن مختلف والختام بالخانة الأخيرة غالباً ما يكون قمة اللحن من حيث الاتساع والتنويع كما في موشح «لما بدا يتثنى» وموشح «ملا الكاسات»، وتتعدد أجزاء الموشح لتضم أكثر من مقطع لكل منها شكل أو ترتيب وتتخذ تسميات مثل المذهب، البيت، البدن، القفل، الخرجة.

وفي نهاية الحفل التقى «اكتشف سورية» بالمغني ريبال الخضري حيث بدأ الحديث قائلاً: «مع رغبة أفراد فرقة التوشيح الحديث بصناعة الموسيقى الجديدة للأعمال التراثية الأصلية الخاصة بالجمهور السوري بشكل خاص والعربي بشكل عام, وبدون تحويرٍ بهذا التراث أو تقديم ما يؤدي للإساءة لروح الأصالة المتجذرة فيه».

وتابع حديثه: «تعهدت فرقة التوشيح الحديث كل ما له علاقة بالتراث العربي الموسيقي: لونغا، سماعي، مقطوعات، تحاميل، تقاسيم, إضافة إلى كل ما له علاقة بالتراث الغنائي العربي: التوشيح، القدود، الموال, وقد تخصصت بشكل عام بالقوالب الأدائية أكثر من انتهاجها نهج الحداثة, فالفرقة لا تقدم أغانٍ أو طقاطيق بل القوالب التي عفا عليها الزمن وبدأ الناس بنسيانها أو اقتربوا من ذلك, بشكل عام تعتمد الفرقة مبدأ الوصلات الموسيقية المعتمدة في التراث, فعلى سبيل المثال عندما تقدم الفرقة وصلة للعجم, تبدأ الوصلة بموسيقى تحميل لجميع الآلات ثم يكون لدينا تقاسيم وبعدها تقدم الفرقة سماعي على نفس مقام العجم ثم يتلوه مجموعة من الموشحات والقدود من نفس المقام مع تفاوت سرعتها لتنتهي الوصلة بلونغا أو قطعة سريعة من نفس المقام لتنتقل بعدها إلى الوصلة من مقام آخر».


الفنان ريبال الخضري

وقال أيضاً: «أما بالنسبة للأسلوب الموسيقي فالفرقة انتهجت الترتيب الخاص بآلاتها حيث لكل عضو في الفرقة دور ضمن العمل، فـ حازم جبور (بيانو، يعزف الأكوردات لها)، فجر العبد الله (كونترباص، صناعة الباص المرافق للعمل)، فراس حسن (إيقاعات، صناعة الدور الإيقاعي الخاص بالعمل على آلات الإيقاع)، علي معروف (كلارينيت، المرافقة الكونتربوانية على آلة الكلارينيت بشكل عام ولا يخلو من المرافقة اللحنية للمغني)، إياد عثمان (بزق، المرافقة اللحنية للمغني مع الأداء الطربي للعمل)، ريبال الخضري (مغني الفرقة ولديه مهمة التوزيع العام)، وهكذا يكون لكل آلة دور تقوم به ولا توجد أي آلة خارج الخطة التي تأسست عليها الفرقة، بالإضافة إلى مجموعة كورال مميزة مختصة بالغناء العربي».

وأنهى حديثه عن مشاريع الفرقة القادمة قائلاً: «نحضر لحفلة سنقدمها في حلب تحت عنوان "توشيحات مثيرة لشغب" بمناسبة إطلاق مجموعة شعرية للشاعر السوري نورس يكن، ويكتب هذا الشاعر قصيدة عصرية بطريقة قديمة ما يشبه تجربتنا في الفرقة وباعتقادي سوف تكون هذه الحفلة تجربة نوعية وجميلة».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

ريبال الخضري على مسرح الأوبرا

ريبال الخضري على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون

عازف البيانو حازم جبور

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

ملاك ود:

أنا بحب صوت ريبال خضيري وخصوصا أغنية بحبا قال ترافقو مثل الخيال.......بموت بالأغنية
الله يعطيك العافية

الجزائر