ختام فعاليات مساحات شرقية بدمشق

01 حزيران 2011

أسدل الستار على «مهرجان مساحات شرقية» أمس حيث كان محاضرتان ركزتا على علاقة الموسيقى بالتاريخ في مصر وسورية القديمة، في الأولى تحدث الباحث الفرنسي فريدريك لاغرانغ حول تسجيلات الموسيقى الراقية المصرية في مطلع القرن العشرين أن اقتحام شركات التسجيل سوق الشرق الأوسط هو أحد أهم التحولات التي أثرت في الموسيقى المصرية في تلك المرحلة والأسطوانة هي أحد مصادر المعلومات عن موسيقى النهضة.

وعن أول اسطوانة في مصر قال: «إن أول حملة تسجيل للإسطوانات في مصر تعود إلى عام 1903 بمبادرة من شركة أوروبية تدعى جراموفون وزنوفون التي لم يشارك فيها أي مطرب ذي شان إنما اقتصرت على مطربين من الدرجة الثانية لكن في عام 1905 انضمت إلى الحلبة شركتا أدوديون وبيكا الألمانيتان لتبدأ حينها ظهور تسجيلات لكبار المطربين ولاسيما المنيلاوي وسلامة حجازي مؤكداً أن ظهور الاسطوانات أتاحت فرصة للسواد الأعظم لكبار المطربين كي يسجلوا أهم ما حواه رصيد مدرسة النهضة من الغناء الراقي من مواد».


من مهرجان مساحات شرقية

وتطرق في حديثه أيضاً عن نشأة الاسطوانات وأنواعها وتطورها حيث قال: «أن صناعة الاسطوانة كانت مصدر تحولات اجتماعية وشكلية إذ أحدثت انقلاباً جذرياً في مستوى مؤسسات الموسيقى وفي أدائها حيث أصبحت شركة الاسطوانات تضطلع بدور محوري في تمويل الإنتاج الغنائي موضحاً أنه باتساع دائرة الجمهور انتهت هيمنة الموسيقى الراقية على الإنتاج ووجد المطربون والعوالم أنفسهم مجبرين على خوض غمار الموسيقى الخفيفة ولاريب في أن الأغنية الحديثة التي ظهرت في الثلاثينيات جاءت لتلبي حاجة الشركات التجارية».

فراس السواح يتحدث عن نشيد الإنشاد

وفي محاضرة بعنوان نشيد الإنشاد المنسوب إلى سليمان وعلاقته بنصوص سورية القديمة حاول الباحث السوري الكبير فرس السواح التعريج على البحوث ذات الطابع الغنائي في الشرق التي كانت تتلى في مناسبات خاصة.

وتطرق السواح إلى نشيد الإنشاد المنسوب إلى الملك سليمان قائلاً: «أنه يتألف من مجموعة غنائيات طقسية تنتمي لكتاب التوارة في العهد المسيحي القديم، وأن هذه الترنيمة الغنائية كانت مختلفة عن بقية نصوص التوراة لأنها كانت عذبة ومليئة بالتصاوير الحسية وهي تحكي قصة حب بين الراعي الملك سليمان والفتاة التي كان يحبها، وبين أن هذه المقطوعة الغنائية كان تؤدى بصوتين للراعي والحبيبة يفصل بينهما صوت مجموعة تعلق على الأحداث بالاعتماد على الترجمتين الكاثوليكية والبروتستنينة».


من مهرجان مساحات شرقية

وتحدث السواح عن التفسيرات التاريخية المختلفة لهذا النشيد وصفة القداسة التي أسبغت عليهما إضافة إلى علاقة النصوص التاريخية التي اكتشفت في سورية في تفسير معاني نشيد الإنشاد. أما الحفلة الموسيقية أحياها قارئ المقام العراقي الفنان حسين الأعظمي حيث أدى مجموعة من المقامات العراقية المختلفة.

وفي الأيام السابقة قدمت «مساحات شرقية» مجموعة من الفرق الموسيقية المختلفة دمجت بين مناخات عدة من الطرب والعزف والإنشاد البيزنطي والسرياني، فقدم عازف العود السوري كنان أدناوي مختارات من تأليفه على عدة مقامات موسيقية كالحجاز والبيات والنهاوند.


مهرجان مساحات شرقية

أما جوقة القديس رومانوس الحمصي عزفت مجموعة من مختارات الموسيقا الكنسية البيزنطية كان أبرزها يا مريم نسجد لآلامك أيها الرب قيامة المسيح. كما قدمت فرقة الفخارون مجموعة من التراث السرياني حيث اختارت مختارات من ألحان دير زعفران وألحان أخرى من قرى وبلاد الشام استلهمتها من مقامات الرصد والبيات والحجاز والصبا.

وقدم المغني الإيراني محمد معتمدي مجموعة من الغناء الفارسي الكلاسيكي. و قد افتتحت فعاليات مساحات الشرقية لهذا الأسبوع بأمسية موسيقية أحياها كل من عازف العود السوري عصام رافع وعازف القانون السوري فراس شهرستان بمشاركة الموسيقي التركي فكرت كاركايا على آلة الكمنجة التركية القديمة، كما ألقى بعض الباحثين مجموعة المحاضرات عن الموسيقا الشرقية، ففي يوم السبت تحدث الأستاذة ميريام ماريستو فرنسا عن أوركسترا الملكة في مملكة ماري من الألف الأول والثاني والثالث قبل الميلاد، أما مارغو بوسكيه من فرنسا أيضاً تحدث عن أنماط الآلات الموسيقية في سورية في التاريخ ذاته.

مع اكتشف سورية


من مهرجان مساحات شرقية

شربل اصفهان - موسيقي سوري
ما فعله صديقنا الموسيقي هانيبال سعد عمل جبار، لأن لهذه الفعاليات بالغ الأهمية، فوجود هذا الكم من الباحثين والموسيقيين في دمشق لابد أن يترك شيئً في داخلنا سواء من الناحية الإمتاع السمعي أو الفكري والتاريخي، أشكر هانبال على هذا المشروع المهم وأتمنى له الأستمرارية.

عصام رافع - موسيقي سوري- ومشارك
قال عن مقطوعاته التي تم تقديمها في الحفل: «ما يهمني حين أكتب الموسيقى أن أنقل إحساسي ورؤيتي الخاصة باستخدام أدواتي الموسيقية، فحتى نطور موسيقانا يجب أن نحترمها ونعزفها بكل فخر واعتزاز لأن معرفة الجذور هي السبيل للتحديث والانتشار وصنع بصمة خاصة بنا، ولابد أن يمتلك الموسيقيين السوريين للأدوات الموسيقية التي يملكها الموسيقيون الأتراك وهذا لا يمنع أن يكون لهم خصوصية ترتبط باللهجة واللكنة والنكهة واللون الخاص بهم.

فراس حسن - موسيقي سوري
لا يمكن وضع هذه الحفلة في إطار تجربة متجددة باستثناء مقطوعات عصام رافع إلا أن الجزء الثاني من الأمسية تضمن مواد كلاسيكية بإطارها البحت تحتاجها مثل هذه المهرجانات للتعرف على مقطوعات قديمة كتبت منذ سنوات ونشرها بين الجمهور.


ماريا أرناؤوط
مديرة دار الأسد للثقافة والفنون

ماريا أرناؤوط - موسيقية - مديرة دار الأسد للثقافة والفنون بدورها تقول: «امتداد واسع من المغرب العربي حتى الهند شكل وطناً للموسيقى الشرقية بما يحويه من تجارب مختلفة وغنية يعكس كل منها الجوانب الحضارية والتاريخية للشعوب التي أبدعتها.

وتتابع حديثها قائلة: «ومع انفتاح العالم اليوم يبقى الحفاظ على توازن مابين حماية الهوية الموسيقية التي تميز كل شعب وتحمل مكنوناته الروحية والثقافية وبين التفاعل الحتمي والإيجابي بين الحضارات وتجاربها الموسيقية الذي يغني بلا شك كل منها، الهاجس الأكبر لكل المشتغلين في هذا المجال».

وتقول أيضاً: «مساحات شرقية قدمت للجمهور السوري فرصة فريدة للاستماع لفنانين برزوا اليوم على ساحة الموسيقى الشرقية في أكثر من بلد والإطلاع على تجاربهم التي ستترك بصمتها في مسيرة الموسيقى، كما طرحت مساحات شرقية معلومات قيمة وتساؤلات هامة بالإضافة لمساحة النقاش والحوار من خلال المحاضرات التي قدمت على هامشه وجعلت منه أكثر من مجرد مهرجان يستضيف الحفلات وإنما ملتقى جدي يجذب كل المهتمين بالموسيقى الشرقية والحفاظ عليها وتطويرها وإعطائها مكانتها على الساحة العالمية».

وتنهي أرناؤوط حديثها قائلة: «نحن سعداء كعاملين في دار الأسد حيث إننا تبنيان إنتاج هذا المهرجان ونتمنى أن تكونوا قد قضيتم وقتاً ممتعاً ومفيداً».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من فعاليات مهرجان مساحات شرقية في دار الأسد

من فعاليات مهرجان مساحات شرقية في دار الأسد

من فعاليات مهرجان مساحات شرقية في دار الأسد

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق