مؤتمر صحفي للفنانة نضال الأشقر في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق

22 تشرين الثاني 2010

هجرة الشباب من لبنان فكرة قديمة ولكن كنت أنتظر الفرصة الملائمة لإخراجها

عقدت الفنانة العربية القديرة نضال الأشقر أمس الأحد 21 تشرين الأول 2010 مؤتمراً صحفياً بخصوص مسرحيتها «قدام باب السفارة الليل كان طويلاً» في بهو دار الأسد للثقافة والفنون بحضور الدكتورة حنان قصاب حسن مديرة الدار ولفيف من الإعلاميين.

وبدأت الأشقر مؤتمرها الصحفي بالحديث عن مسرحيتها التي ستعرض ابتداءً من يوم الثلاثاء 22 تشرين الثاني لغاية الجمعة 26 تشرين الثاني 2010، مع تقديم عرضين في اليوم الأخير قائلة: «هجرة الشباب من لبنان فكرة قديمة كنت أنتظر الفرصة الملائمة لأقوم بإعدادها وإخراجها، وجاء الوقت المناسب فيما كنت أفتش عن موضوع أقدمه لجمهور بيروت المرهق من الحالة المعيشية، ولكل لبنان الغارق في الطائفية والمذهبية والعشائرية والديون».

وتابعت حديثها بالقول: «عندما تخرّج ولداي عمر وخالد وكذلك رفاقهما من الجامعات، كنت أحب أن أجالسهم وأكلّمهم بكل المواضيع، ومنها بالأخص المواضيع السياسية والاجتماعية».

الشعور بالحزن العميق:
وتتابع الفنانة نضال الأشقر: «جاء يوم لم أعد أجد فيه أحداً منهم، إذ سافروا إلى كندا وأميركا الشمالية وأوروبا ودول الخليج. شعرتُ بحزن عميق وقلتُ في نفسي إنّ هذا الوطن لم يعرف يوماً كيف يحتفظ بأبنائه ويفتح لهم مجال العمل ويقوّي فيهم حسّ المواطنيّة والانفتاح بدلاً من التعصّب والانغلاق. شعرتُ بألم لأنّ الإمكانات المليئة بالإبداع والوعود تضيع في لبنان وتذهب إلى أمكنة أخرى ولا تستطيع البقاء في مكانها الطبيعي».


الفنانة اللبنانية الكبيرة نضال الأشقر
تتحدث إلى مندوب اكتشف سورية

الكتابة المشتركة:
وأكملت حديثها قائلة: «قال لي أحد الأصدقاء: لماذا تفتّشين عن فكرة مسرحية جديدة وكنتِ قد أخبرتني، منذ سنوات، عن فكرة مسرحية "قدّام باب السفارة"، فلماذا لا تكون هي عملكِ الجديد؟ كنتُ في باريس عندما كتبتُ التصوُّر الأول للمسرحية وأرسلته للكثيرين. وبدأتُ أفكّر بأصدقائي الكتّاب. أخبرتُ صديقي القديم المتجدّد دائماً الشاعر والأديب عيسى مخلوف الذي كان قد اقتبس مسرحية جورج شحادة لمهرجان بعلبك وأجاد في اللغة المسرحية ونجح في تقديم شحادة بلغة جميلة سهلة تصل إلى الجمهور. فقال لي عيسى: إنها فكرة جيدة، لماذا لا نكتبها معاً. وبدأت المغامرة الباريسية التي كانت شيّقة. كنتُ حينها أقدّم مسرحية "تصطفل ميريل ستريب" لرشيد الضعيف في مسرح الرون بوان الباريسي الذي كنتُ أقصده كلّ يوم للتمارين مع ناجي صوراطي وندى أبو فرحات، وقد شعرتُ معهما ببهجة العمل والنجاح، في بيروت وباريس».

وتابعت: «وبينما كنّا في خضمّ المغامرة الباريسية، بدأتُ العمل مع عيسى على المسرحية، نسرق الوقت بين عمله في إذاعة الشرق وبين عملي في المسرح. نتبادَل الأفكار، نضحك، وقد ضحكنا كثيراً، نحزن، نكتب، نصوغ الأغاني والمَشاهد، نعيد الكتابة ونغيّر، ثم نبدأ من جديد. كان العمل على تقطيع المسرحيّة هو الأهمّ والأطوَل لأنّه يتعلّق بالتسلسل الدرامي للأحداث ابتداءً من خطّ طويل أمام باب السفارة. لقد عملتُ على جعل المشهد أكثر اقتراباً من أسطورة الهجرة وما تثيره في مخيّلة الحالمين بها، وهذا ما حاولتُ تجسيده على الخشبة من خلال الحركة الراقصة والأغنية والإيقاع، ومن خلال الأداء المسرحي الذي أردته حيّاً، متحركاً، مليئاً بالفانتازيا التي تجعل العمل عيداً للعين والأذن، وتكسبه جناحَين».

الأفكار التي حكمت الإخراج:
وعن الأفكار الرئيسية للمسرحية قالت: «من الأفكار الرئيسة التي حكمت الإخراج في هذا العمل، إدخال نوستالجيا الأغنية اللبنانية القديمة التي كنتُ أسمعها من والدتي ومن بعض أفراد القرية، إلى جانب الراب الذي يجسّد هواجس الشباب ومشاعرهم في مناطق كثيرة من العالم. كما لجأتُ إلى تَداخُل الطبقات الفنية في أسلوب حديث يزاوج بين الغناء والتمثيل، الكلام والموسيقى، وهكذا أضحى النصّ جزءاً من بنية متداخلة متشابكة تعبّر عن مسألة الهجرة والمهاجرين».

وعن الشخوص قالت الفنانة الأشقر: «لقد راهنتُ على الجيل الجديد في تجسيد هذه المسرحيّة، والتقيتُ بأكثر من مئة شاب وشابّة قبل أن يقع اختياري على عشرة منهم فقط. اخترتُ أيضاً أربعة موسيقيين يتّخذون موقعهم على الخشبة ويواكبون العرض المسرحي بصورة حيّة. الموسيقى هنا لا تأتي كخلفيّة أو كترجمة للحالة، وإنما هي لغة داخل العمل ككلّ».

هذه المسرحية مثل الأولى:
وفي نهاية حديثها قالت: «أشير أخيراً إلى أنّني كنتُ أشعر، خلال عملي على إخراج المسرحيّة، كما لو أنّ عمري ثماني عشرة سنة، بل وكأنّي أقوم بإخراج مسرحية "المفتّش العامّ"، وهي أوّل مسرحية أخرجها في حياتي».

وخصت الفنانة نضال الأشقر «اكتشف سورية» بهذا الحديث: «لا توجد فكرة أهم من وضع شبابنا اللبناني، وما يتعرض له هذا الجيل من المصائب سببه مسائل شتى، وأنا سعيدة بأنني سأقدم هذه التجربة في دمشق وفي دار الأوبرا، هذا المكان الجميل، وأتمنى أن أصل بفكرتي إلى الجمهور هنا».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من المؤتمر الصحفي للفنانة اللبنانية نضال الأشقر

من المؤتمر الصحفي للفنانة اللبنانية نضال الأشقر

الفنانة اللبنانية نضال الأشقر في بهو دار الأسد للثقافة والفنون

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق