بمناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيس مؤسسة السينما

03 آذار 2014

محمد الأحمد: الأزمة أرخت بظلالها والقطاع الخاص مهم جداً والمؤسسة مفتوحة للجميع

بمناسبة «اليوبيل الذهبي» لتأسيس المؤسسة العامة للسينما، عقد محمد الأحمد المدير العام للمؤسسة العامة للسينما مؤتمراً صحفياً بحضور عدد من وسائل الإعلام أشار فيه إلى استمرار عدد من التظاهرات وسط غياب مهرجان دمشق السينمائي نتيجة الظروف الراهنة التي قلصت كثيراً من حجم الحضور، أما عن التظاهرات فهي «خطوات» و«فن وتجربة» «أفلام تعرض للمرة الأولى في سورية» خلال شهر آذار، «تظاهرة الفيلم التلفزيوني» في شهر أيار.


وكشف الأحمد أن احتفالية كبيرة برعاية وزيرة الثقافة ستقام بمناسبة اليوبيل الذهبي للمؤسسة العامة للسينما في نسيان القادم تشمل عرض كل الأفلام التي تم إنتاجها في برنامج دعم سينما الشباب، والأفلام العشرة الأولى التي أنتجت في عام 2012 وكل الأفلام المنتجة في عام 2013، وربما تلحق بالاحتفالية أفلام أنتجت في عام 2014، إلى جانب عرض لأفلام سورية طويلة.

وأكد الأحمد أن المؤسسة يجب ألا تكون بمنأى عما يجري اليوم، لافتاً إلى أنه يفضّل السيناريوهات التي تتحدث عن الأزمة التي يجب أن تعالج اليوم وألا ننتظر حتى تنتهي فيجب معالجة المسألة بشكلها الواقعي اليومي وإلا بهت التناول مع الزمن فكل مشروع يحمل سماته ويحمل زمنه.

ونفى الأحمد أن تكون المؤسسة منغلقة على ذاتها وعلى كتابها وعلى مخرجيها، لافتاً إلى أن الأبواب مفتوحة للجميع، مشيراً إلى أن المؤسسة العامة للسينما خلال الأزمة السورية قد قفز إنتاجها من فيلمين في العام إلى أربعة أو خمسة أفلام، منوهاً بجهود وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح الداعمة.

وكشف الأحمد ارتفاع المال المقدم من الدولة للفيلم الذي كان قبل الأزمة على صعيد التكلفة بحدود الأربعين مليون ليرة أما تكلفته اليوم فبين 80 إلى 90 مليوناً بحسب نوعيته، مثمناً تفهم الدولة- التي تتحمل أعباء كبيرة- مسألة الفيلم وإنتاجه وتكلفته.

وأشار الأحمد إلى أن الأفلام السورية الأخيرة أفلام مهمة، مبدياً أسفه أن أبناء للمؤسسة كانوا يحاربون وجود أفلام زملائهم في المهرجانات، هم ذاتهم الذين دعمتهم المؤسسة وأنتجت لهم ووقفت بجانبهم وهم أنفسهم من حاربوا على سبيل المثال في العام الماضي وجود 3 أفلام سورية في دبي ولا يجد الأحمد حرجاً في ذكر الأسماء: «أسامة محمد» و«عروة النيربية» و«هيثم حقي» و«هالة محمد» و«هالة العبدالله» وهم من حاربوا وجود فيلم عبد اللطيف عبد الحميد «العاشق» في القاهرة، هالة العبدالله هي التي تمتلك علاقات مع منتجة اسمها «ماريان خوري» وهي مديرة المهرجان التنفيذية التي هي ابنة أخت المخرج الكبير يوسف شاهين، فضغطت عليها بحكم علاقتها الشخصية لمنع مشاركة فيلم العاشق في مهرجان القاهرة! هذا أرذل ما يمكن للإنسان أن يتصوره! وأشار الأحمد إلى أنه قد لا يلوم مهرجان دبي إن لم يأخذ فيلماً سورياً وقد أقول له اعتباراته، أما مهرجان دبي فقد أراد أن يأخذ فيلماً سورياً لكن من منع وصول الفيلم السوري فهم شباب مؤسسة السينما كعروة النيربية الذي كنا ندعم له مهرجانه «الدوكس بوكس» كانت تقوم به المؤسسة وكنا نقدم له القاعدة التقنية حتى الخدمات في المطارات وندفع ثمن الجائزة وندعم مالياً والصالة وسيارات المؤسسة كانت تحت تصرفه لكن بكل أسف هو من ضغط بأساليب أستحي من تسميتها أنه لا يجوز أن تؤخذ أفلام الدولة السورية في مهرجان دبي، إذاً بالفعل عانينا في الفترة الماضية من عدم إشراك أفلامنا بمهرجانات كانت مفتوحة جداً لنا بسبب أولاد المؤسسة الذين «انشقوا» عنها.... والذين يتسكعون على أرصفة باريس.

وأكد الأحمد أن مهرجان دبي نفسه اختار أهم عشرة أفلام بتاريخ السينما العربية فكان للمؤسسة ثلاثة أفلام منها، معتبراً ذلك إقراراً بأن أولاً أفلام المؤسسة لها قيمتها وثانياً أنها الاستديو الإنتاجي الوحيد الذي قدم ثلاثة أفلام.

وشدد الأحمد في مؤتمره الصحفي أنه لا يخاف على مهرجان دمشق إطلاقاً بحكم أنه حتى الجهات الغربية دائمة السؤال موعد انعقاده، مشيراً إلى مهرجانات كثيرة في العالم قد غابت لسنوات لكن لم يؤثر ذلك على ألقها، وهناك مهرجانات وليدة أكثر غنى وأكثر فخامة وأكثر قدرة على الصرف وهي مراكش ودبي وأبو ظبي والدوحة مما لا شك به، لكن هوية دمشق كانت هوية ثقافية منذ الأزل، وهذا ما لا يمكنهم أن يملكوه، ودائماً الأهم– حسب الأحمد- في كل مهرجان هو الثقافة، كان هناك دور للسياحة أكثر من هنا وأن هناك إبهاراً أكثر والفندق أفخم ووجبات الطعام أكثر غنى والطائرة التي تقل الوافدين أفخم وإلى ما هنالك.. لكن بقي مهرجان دمشق حتى آخر دورة له – وباعتراف هذه المهرجانات الكبيرة – وكان مهرجان دمشق يكلف ما يتراوح بين 50 إلى 70 مليون ليرة في ذلك الوقت في حين مهرجان دبي عند آخر دورة أقمناها لمهرجان دمشق كلف بحدود 30 مليون دولار أي 30 ضعفاً عن مهرجان دمشق.

وعدّ الأحمد أن مهرجان دمشق وقرطاج والقاهرة المهرجانات الثلاثة الأكبر في المنطقة العربية أن بتاريخ الإحداث أو بالثقافة التي تقدم في هذه المهرجانات الثلاثة، لافتاً إلى إن المشكلة الآن في مهرجان دمشق حقيقة هي باستقدام الضيوف وحجم الاعتذارات نتيجة التهويل الإعلامي الكاذب في الخارج، والصورة المضخمة عن الوضع في سورية.

وأشار الأحمد إلى أن كم الإنتاج في المؤسسة ارتفع وسيرتفع في الأعوام القادمة، إن انتهت الأزمة بسرعة فسيكون لدينا 7– 8 أفلام، اليوم أنا لو تمكنت من الحصول على مال يمول 8 أفلام أنا لا أستطيع أن أنتج 8 أفلام في هذه الظروف، أي إنه عندما يأتي فريق تصوير يريد أن يصور مشهداً في حال غاب مهندس الإضاءة ولم يتمكن من الوصول نتيجة حاجز أو أزمة معينة يتوقف التصوير كاملاً.. فاليوم نحن مضطرون على الاكتفاء بأربعة أو خمسة أفلام مع أنني واثق من أنني لو طلبت إنتاج عدد أكثر كانت الدولة لتوافق، إذاً لا يوجد خوف إطلاقاً.

ولفت الأحمد إلى إيمان المؤسسة منذ سنوات بأن تدعم أي مشروع سينمائي كان شاباً أو كانت تقيمه جهة أخرى، وأنه من هنا جاء دعم مشروع «دوكس بوكس» هذا، «أنا كنت أعلم أن مهرجان دوكس بوكس كانت من الغاية فردية وغاية ربحية وكنت أعلم كم كان يجني عروة النيربية من مؤسسات دولية لإقامة هذا المشروع لكن نحن كنا نتعامل مع الموضوع ببراءة، ونتعامل معه بمنطق السينما فقط لا نريد أن نبحث في الوسائل التي هي وراء السينما بل ندعها لأصحابها، نحن كنا نقول إنه مشروع سوري يقوم به شباب سوريون كتعريف بالسينما السورية فأهلاً وسهلاً إذا كنا ندعمه مالياً وكنا ندعمه تقنياً ولوجستياً»، مشيراً إلى أنه من هنا فإن مشروع خطوات أكثر براءة، ويستحق الدعم أكثر لأنه ليس له غاية ربحية ولا أي غاية مرتبطة هنا أو هناك.

وأكد الأحمد أن لديه قناعة أن مرسوم حصر استيراد الأفلام بالمؤسسة كان يسبب أذى للسينما السورية قولاً واحداً، وأنه لا يجوز أن تحتكر الدولة استيراد الأفلام بها؛ الأمر الذي بات من الماضي، أما اليوم فإن الدولة قدمت تسهيلات كثيرة وإنه كان سيتم إحداث الكثير من الصالات والكثير من الناس كانت تريد أن تعمل حراكاً سينمائياً بسورية لكن- بكل أسف- الأزمة أرخت بظلالها وإن المؤسسة تهتم بالروائي وبالأطفال والوثائقي والفيلم القصير، داعياً إلى تلاحم القطاعين العام والخاص للنهوض بالسينما السورية وإلى الوصول إلى كم أكبر من الأفلام وتقاليد صناعة سينمائية أكثر احترافاً مثل مصر، مشدداً على أنه لا يمكن أن ينهض المشروع السينمائي الوطني إلا بدخول القطاع الخاص لأنه يملك مرونة أكبر ويملك قدرة على التحرك أكبر من أجهزة الدولة وهذا عرف عالمي.


اكتشف سورية

الوطن السورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق