الفيلم الأمريكي «شجرة الحياة» في افتتاح مهرجان المهرجانات

16 كانون الثاني 2012

-

افتتح مساء أمس الأحد 15كانون الثاني 2012 في صالة سينما كندي دمشق تظاهرة «مهرجان المهرجانات» التي يقيمها المؤسسة العامة للسينما بفيلم الأمريكي «شجرة الحياة» الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي وهو من بطولة الممثل والمنتج الشهير براد بيت ومن إخراج ترنس مالك. وتقدم هذه التظاهرة ضمن برنامجها ستة عشر فيلماً عالمياً حديث الإنتاج وحاصلاً على أرفع الجوائز في المهرجانات العالمية.


ملصق الفيلم

يقول الممثل براد بيت عن دوره في فيلمه «شجرة الحياة»: «وأعرف عن الحياة بعد فيلمي هذا أكثر مما كنت أعرف براد بيت يلعب في فيلم ترنس مالك الجديد (شجرة الحياة) دور رب أسرة أميركية تقليدية تتألف من زوجة (جسيكا شستاين) وثلاثة أولاد. إنه رجل محب ومؤسس على نظام متوارث من التعاليم الدينية والأخلاقية، لكنه صارم قليلا أكثر مما يجب ما يخلق هوة بينه وبين أكبر أولاده، هذا الفيلم زاد من معرفتي بالحياة. وأن هذا المشروع أخافني وأنني ترددت في تمثيله. لقد فكرت أنه إذا ما لعبت هذا الدور فإن أولادي، حين يكبرون، سوف يجدونني أقرب إلى شخص بصورتين، لكن حين أمعنت في الدور أدركت أن العكس سيقع. أعتقد أنهم سيفهمون أنني لم أكن ذلك الشخص الذي شاهدوه على الشاشة وخشوه».

ويطرح «شجرة الحياة» الذي يلعب بطولته كل من براد بيت، جيسيكا شاستين، شون بين، تساؤلات عديدة مثل: «أي طريق نختار طريق الطبيعة أم طريق النعمة، طريق الاستسلام لقوانين الطبيعة أم لتعاليم الأديان، طريق إشباع غرائزنا الأساسية أم كبح هذه الغرائز والسيطرة عليها، ومن هذه الفرضيات والأسئلة ينطلق الفيلم نحو عرض قصير عن كينونة الأرض ووجود الإنسان عليها بأسلوب أقرب إلى البرامج العلمية حيث يعطي المبرر المنطقي المثبت حيوياً لتشكل القشرة الأرضية ومن ثم الحياة عليها ثم يخوض في الحكاية البسيطة الأقرب إلى قصة تكوين الإنسان من خلال كلاسيكية حياتية حيث تجمع حكاية حب بين رجل وامرأة يتزوجان وينجبان ثلاثة أطفال ويعيشان حياة أشبه بالجنة يخوض فيها الأب في تربية أولاده على الأخلاق الحسنة بينما يتجه الابن الأكبر الذي يلعب الدور الأساسي في طرح جدلية الحياة إلى التعرف والتساؤل والخروج عن قواعد الحياة المنزلية التي فرضها والده إلى حد ما وتقوده المعرفة إلى فتح آفاق الفيلم نحو رؤية الحياة بشكل مجرد، في النهاية يقدم االفيلم تصوراً لما بعد نهاية الجسد حيث يمشي جميع الناس في الوحل أحياء وأمواتا بمن فيهم أبطال الفيلم وبتمظهراتهم العمرية المتعددة دون خوف نحو مصير لا جواب محددا له».

وتقترب هذه القصة من حياة المخرج ترنس مالك وتساؤلاته الدائمة وهو الأمريكي من أصل ألماني ذو الجذور اللبنانية والذي درس الفلسفة ودرسها واحترف السينما على مدى أربعين عاماً ليخلص إلى خمسة أفلام لا يحضر افتتاحها ولا مهرجاناتها ولا جوائزها حتى أنه لم يأت لرفع السعفة الذهبية التي حازها فيلمه منذ أشهر.

وفي لقاء مع «اكتشف سورية» قال الأستاذ محمد الأحمد -مدير المؤسسة العامة للسينما- عن هذه التظاهرة: «تتضمن هذه التظاهرة الأفلام التي طافت مهرجانات العالم كفينيسيا وبرلين وموسكو ولوكارنو وحصلت على جوائز تلك المهرجانات فضلاً عن جائزة الأوسكار فمن يتابع هذه التظاهرة سيتابع أهم ستة عشر فيلماً من إنتاجات عام 2011.
وتابع حديثه قائلاً: أن المؤسسة نتيجة لتعليق الدورة الفائتة لمهرجان دمشق السينمائي الدولي رأت أنه ليس هناك من مبرر لحرمان عشاق السينما من فرصة متابعة أفلام المهرجانات لذلك تم تأسيس تظاهرات متتابعة لتقديم أجود الأفلام التي كان من المقرر عرضها في المهرجان وبالتالي فإن متابع السينما لن يفوت شيئاً من تظاهرات المهرجان رغم تعليقه لهذا العام».

وقال أيضاً: «عن التظاهرات المتتالية التي بدأت بتظاهرة شكسبير في السينما ثم أفلام لم نشاهدها والآن مهرجان المهرجانات وستقدم في الأيام القادمة تظاهرات الأفلام السورية الحديثة ثم سينما جنوب إفريقيا وسينما الأدب فضلاً عن تظاهرة السينما الإيطالية الحديثة».

وقال الأحمد: «إن المؤسسة تحاول إبقاء طقس السينما ضمن الحياة اليومية كما كان في السابق ولاسيما أنه توقف بعض الوقت نتيجة لعوامل عدة واليوم لدينا صالات حديثة ونأتي بأفلام مهمة نحرص من خلالها على تقديم كل جديد للمهتمين، كان من المقرر عرض (شجرة الحياة) كفيلم افتتاح لمهرجان دمشق السينمائي الدولي على اعتبار أنه نال أرفع جائزة في العالم وهي سعفة كان الذهبية وهو فيلم هام جداً بأسلوبية مميزة للغاية فيها بحث ضمن مواضيع معاصرة كما أنه لم يعرض في الوطن العربي إلا في بيروت وعرضه الثاني هو اليوم في دمشق».

وأنهى مدير المؤسسة العامة للسينما حديثه قائلاً: «كما ترى بأن الصالة شبه ممتلئة بالجمهور رغم الطقس البارد وهذا يدل على أن الناس متعطشة لحضور السينما والمشاركة بطقسها الاجتماعي».

ويشار أن هذه التظاهرة مستمرة لغاية أسبوع حيث يجري فعالياته في صالتي الكندي بدمشق ودمر وتعرض أهم الأفلام العالمية الحائزة على جوائز عالمية وجميعها من إنتاج حديث لعام 2011.


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق