فيلم «ميلانكوليا»: ضمن تظاهرة مهرجان المهرجانات

19 كانون الثاني 2012

-

يقدم الفيلم الدانماركي «ميلانكوليا» للمخرج العالمي لارس فون تيرير تصوراً لنهاية العالم من خلال قصة إنسانية بسيطة بمظهرها ومعقدة في عوالمها الداخلية فالنهاية المحتومة للكائن البشري وفق الفيلم ليست الحريق الكبير الذي سيجتاح العالم وإنما هي نهاية الإنسان من الداخل التي ستتبعها ظواهر فلكية تدمر الأرض.

تبدأ القصة في الفيلم الذي عرض مساء أمس ضمن تظاهرة "مهرجان المهرجانات في سينما كندي دمشق من خلال الشخصيات التي تحضر عرس الفتاة الجميلة "جوستن" المليء بضوضاء الحياة وتناقضاتها إلا أن العروس بقدر ما تبدي اهتماماً بالعرس بقدر ماتنتظر اقتراب كوكب ميلانكوليا الذي يحمل النهاية للجميع وفق توقعاتها بينما لا أحد يترقب سوى الحدث الآني.

وبعد العرس بفترة تسكن جوستن عند أختها كلير وهي في حالة نفسية وصحية سيئة إثر اقتراب الكوكب بشكل حقيقي من الأرض حيث باتت النهاية محتومة والأيام المتبقية للحياة قليلة جداً وبالفعل يأتي الكوكب لينهي حياة الجميع بصدمة بصرية نارية معتادة في أفلام تيرير التي تنتمي إلى مدرسة الدوغما.

لا يقدم المخرج تصوراً خيالياً ولا يتبع نموذج الأفلام التجارية التي قدمت نهاية العالم وفق صور ضخمة بصرياً ومعالجة تقنياً وإنما يبحر في تأمل عميق وتساؤل حول النهاية البشرية وكيف ستكون استعدادات الكائن لها وكيف تختلف مشاعر الناس تجاه الأيام المتبقية.

في الفيلم تبدو عبثية الوجود من خلال الشخصيتين الرئيسيتين وتظهر الصورة البسيطة لفكرة الحياة والموت وتعلق الإنسان بالأرض وكأن المخرج يختصر المشاعر الإنسانية المتعلقة بالوجود من خلال الأختين اللتين تترقبان وصول ميلانكوليا ليدمر الأرض .

يصل المخرج في النهاية إلى عدمية تامة ودمار إنساني وخلل نفسي وانهيار مكتمل ينتهي بالصدمة وهو ما اعتاد تيرير تقديمه في أفلامه السابقة "عكس المسيح" "راقصة في الظلام" و"دوغفيل".

و يرى علي وهو طالب في المعهد العالي للفنون المسرحية أن الفيلم عبارة عن لوحة جمالية تشوبها الرهبة من تساؤلات الوجود فالنهاية التي يقدمها للخليقة هي نظرية فلسفية ترتبط بأن الفلك هو المسؤول عن نهاية الأرض وهو ما يبدع المخرج في تقديمه.

بينما ترى منى طالبة جامعية أن "ميلانكوليا" بمثابة تداعيات فلسفية وتساؤلات تضيع في فوضى الحياة يصوغ منها مخرج الفيلم قصة قابلة للتجزيء إلا أنها صعبة الفهم وتثير تساؤلات عند المتلقي أكثر مما تقدم أجوبة.

تستمر تظاهرة "مهرجان المهرجانات" بتقديم التحف السينمائية لعام 2011 حيث يخصص عرض يوم غد الجمعة لفيلم "خطاب الملك" الحائز جائزة الأوسكار.

الوكالة السورية للأنباء - سانا