عالم الضوء والظلال..السينما التعبيرية الألمانية في كتاب

03 آذار 2014

.

من بين كل الحركات التي ظهرت خلال القرن الأول من السينما العالمية يمكننا تمييز عدد قليل منها كحركات ذات نظرة محددة كما كان عليه الأمر مع الأفلام التعبيرية الصامتة التي تم إنتاجها في السنوات المتعثرة لأولى محاولات ألمانيا لتأسيس حكومة ديمقراطية أي جمهورية فايمار ووفق العديد من المراقبين كانت الصور الصارمة لأفلام أيقونية مثل حجرة الدكتور كاليغاري 1920 أو متروبوليس 1927 لا تعبر عن فترة زمنية في بلد فحسب بل كذلك عن الأساس الجوهري للصناعة الأولى للأفلام.

هذه الأفلام وأخرى غيرها أنتجت في الفترة الممتدة بين نهاية الحرب العالمية الأولى وبداية دخول الصوت إلى الفيلم الألماني في العام 1930 تمثل كما جاء في مقدمة كتاب «السينما التعبيرية الألمانية.. عالم الضوء والظلال» حافزاً لتقديم هذه الوسيلة الناشئة لتكون على قدم المساواة مع الفنون الأخرى وقد تم تنفيذها من قبل رجال ونساء آمنوا بشغف بالقوة الكامنة للفيلم وكافحوا دوما لتطوير الإمكانات التقنية والسردية لهذه الوسيلة الجديدة.

الكتاب حمل توقيع إيان روبرتس تأليفاً، ويزن الحاج مترجماً، وصدر ضمن منشورات سلسلة الفن السابع عن المؤسسة العامة للسينما ويؤكد أن إحدى وسائل هؤلاء الرجال والنساء- الذين آمنوا بالقوة الكامنة لتحقيق هدف التطوير لهذه الوسيلة- هي عبر الانتقال إلى التعبيرية وهي حركة فنية ازدهرت في ألمانيا في السنوات الأولى من القرن العشرين ولكنها بدأت تفقد حيويتها وتأثيرها مع بداية الحرب العالمية الأولى لإعطاء أفلامهم الفرصة لاكتساب احترام يوازي ما حققه المشهد المسرحي المتألق في ذلك العصر عدا عن تمييز عملهم مقارنة مع السينمات القومية الأخرى في أوروبا وهوليوود باذلين ما بوسعهم لدخول السوق التنافسية الناشئة.

ويشير الكتاب إلى أنه ولعدة سنوات أخرى لم تكتف خصوصية الأفلام التعبيرية في حقبة فايمار بمنحهم فرصة بيع فريدة كما نعبر هذه الأيام بل أطالت كذلك عمر الحركة وأبدعت بعضا من أهم نتاجاتها الخالدة.

يبين الكتاب العديد من الشخصيات الأساسية والأفلام الأكثر تأثيرا لتلك الفترة التي عرفت باسم أفلام فايمار أو السينما التعبيرية.

ويوضح الكتاب التأثيرات الفنية الأساسية على هذه الأفلام والتي لا تقتصر على التعبيرية بحد ذاتها ويقدم معلومات عن العوامل السياسية والاجتماعية التي أثرت بطبيعة الحال على طبيعة ومحتوى الأفلام.

ويعرض الكتاب تحليلا لسلسلة من الأفلام المرتبة بحسب التسلسل الزمني كل منها نتاج مخرج مختلف حيث يقدم سيرة موجزة للمخرج ويشرح إثر تلك الأفلام على كل من الصناعة السينمائية المحلية والعالمية في ذلك الزمن.

ويضع الكتاب الفيلم في كل فصل ضمن سياقه العام التاريخي أو الموضوعي موضحاً بذلك التطورات الصناعية والاجتماعية التي يعرضها كل فيلم.

ويحاول الكتاب المضي في حالات كثيرة لتأسيس نقطة الارتكاز التي تم تقييم الأفلام المتعاقبة على أساسها ووضح الكتاب كيف قامت الأفلام المنتقاة هنا بتصوير المصائر المتقلبة للجمهورية المتعثرة في السنوات التي سبقت انهيار الديمقراطية وظهور حزب هيتلر النازي.

على الرغم من المصائر المرتكبة من حيث توافرها وإمكانية وجودها فقد استعادت الأفلام الشهيرة في حقبة فايمار- حسب ما جاء في مقدمة الكتاب- شعبيتها في السنوات الأخيرة ويعود ذلك جزئياً لأن كثيراً منها اعتبر ايقونة في عصرنا بعد الحداثي.

ويركز الكتاب بشكل أكبر على أفلام فايمار في فترة معقدة ومذهلة وينوه الكتاب إلى العرفان بفضل عبقرية الرؤيا لدى فريق كامل من الفنانين والفنيين انغمسوا في صناعة سينما فايمار.

ويركز الكتاب أيضاً على عدد من المخرجين وأهم أفلامهم التي عرفت فيما بعد باسم السينما التعبيرية الألمانية.

الكتاب يبحث في جذور التعبيرية وصناعة الفيلم الألماني لجهة الرومانسية المبشرة بالتعبيرية حيث نجد «هزيمة السلطة أو المجانين في المصح» حيث فيلم روبرت فاينه مبتكر الفيلم التعبيري الألماني و«حجرة الدكتور كاليغاري» حيث عرض الأمور بكليتها.

ونقرأ أيضاً في الكتاب «الشياطين خارجاً وداخلاً» وصوراً للماضي ورؤى للمستقبل، وعذراوات ومغويات، وحياة الشارع ونهاية التعبيرية.


اكتشف سورية

الوطن السورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق