فيلم حماة الديار في الصالات السورية قريباً

27 آذار 2014

.

الفن قضية ولابد لهذه القضية أن تكون متلاصقة بالوطن، بأفراحه، همومه وقضاياه، فما نفع الفن إن لم يحمل رسالة معينة ينقلها للمتلقي، وأفضل القضايا وأكثرها التصاقاً بالمشاهد هي تلك التي تكون نابعة من رحم الوطن، ولأنه لا يكون صادقاً وحقيقياً إلا عندما يكون نابعاً من القضايا المصيرية، وتقديراً لتضحيات الجيش العربي السوري وبسالته منذ تأسيسه وحتى يومنا هذا، كان لابد لعدسة المخرج نضال دوجي أن تدور لتبدع الفيلم الوثائقي الدرامي «حماة الديار» في أحدث إنتاجات المؤسسة العامة للسينما للعام 2014.

الفيلم يروي حكاية الجيش العربي السوري منذ تأسيسه على يد وزير الحربية البطل يوسف العظمة ويوثق مراحل تطوره إلى يومنا هذا، كما يلقي الضوء على ما قدمه الجيش العربي السوري من تضحيات في سبيل عزة الوطن ورفعته وحتى يومنا هذا في أدائه لواجبه واستبساله للحفاظ على أرض سورية موحدة ومستقلة.

الفيلم من تأليف محمود عبد الكريم، وبطولة الفنانين يوسف عساف، لارا سعادة، عبد الرحمن قويدر، مهند البزاعي وغيرهم، تصوير باسل سراولجي، مدير الإنتاج باسل عبد اللـه وإخراج نضال دوجي.

يوسف عساف هو بطل من هذا الزمان عشق التمثيل والغناء والمسرح، وجمع بين الموهبة والإبداع والدراسة الأكاديمية، ليقع عليه اختيار المخرج نضال دوجي ويجعل منه يوسف العظمة القادم، يحفل سجله الفني بالعديد من الأعمال المسرحية والأعمال التلفزيونية، أولى تجاربه الإخراجية كانت بعنوان «انتقام مكلف» وآخرها كبطل لفيلم «حماة الديار».

الوطن التقت الفنان يوسف عساف وكان لها معه الحوار الآتي:
• ما الذي يربط بين يوسف العظمة ويوسف عساف وبرأيك ما أسباب اختيارك لتكون بطلاً في فيلم بهذه الأهمية؟

• • تاريخياً وبالعودة إلى الوثائق العديدة والجذور العائلية ليوسف العظمة، تظهر الصور تشابهاً كبيراً في الهيئة العامة وملامح الوجه بيني وبينه، كما أن الحظ لعب دوره، إلى جانب مسيرتي المهنية التي هيأت أسباب اختياري لأداء دور البطولة من المخرج نضال دوجي الذي رأى بي شخصاً متميزاً وفناناً موهوباً وأتمنى هنا أن أكون على قدر المسؤولية.

• حدثنا عن دورك في فيلم حماة الديار وما الرمزية التي تناولتها شخصية يوسف العظمة بين اليوم والأمس؟

• • الفيلم كما تعلمين هو وثائقي درامي مع مشاهد حية لبطولات الجيش العري السوري والتدريبات التي يتلقاها في الميدان، يوسف العظمة هو أول وزير حربية ليس في سورية فحسب بل في العالم العربي وهو ما جعله شخصية تاريخية جديرة بالدراسة، للبحث في العقلية الفذة الذي أسست جيش كهذا ولد من رحم أرض طيبة، فأزهر أبطالاً بحق. شخصية يوسف العظمة تروي نشأته في منطقة الشاغور، تلك البيئة الشامية المحافظة والبسيطة، بحاراتها المتعانقة مع أبنائها، ومصورة البطل العظمة يدرس في الكتُّاب ومنه إلى المدرسة الحربية في اسطنبول، ومنها إلى الأستانة ليعود لاحقاً إلى دمشق ويصبح أول وزير حربية في عهد الملك فيصل، فانشأ جيشاً يناهز عدده عشرة آلاف جندي، كما يصور الفيلم الإيمان العظيم والتضحية الكبيرة التي تمتع بها البطل الذي كان مدركاً أنه لا يمكن الانتصار على العدو الفرنسي بكامل عدته وعتاده في معركة ميسلون التي خاضها معه إذ قال «إنني أعلم أنني سأهزم، لكنني سأقاوم لكي لا يقولوا إنني لم أخرج للقتال»، وتظهر الأعمال الأدبية العديدة التي تناولت سيرة البطل الشخصية الفذة التي تمتع بها وحبه للوطن الذي دفعه للتغلب على عاطفة الأبوة ومفارقة ابنته الوحيدة ليلى وزوجته لكي يلبي نداء الواجب، في مشهد مؤثر جداً أديته بكل صدق وعفوية، ويظهر في الفيلم أيضاً البطل العظمة وهو يستعد لخوض معركة ميسلون مع مجموعة من الثوار الحقيقيين وشتان ما بين ثوار اليوم والأمس الذين عاهدوا فصدقوا، وكانوا مشاريع شهادة لأجل عزة الوطن ورفعته، دوري في الفيلم كان مزدوجاً أي أنني أديت شخصية البطل يوسف العظمة في حقبته الحقيقية وأهم إنجازات حياته لتنتقل الكاميرا مباشرة لتصور بطريقة الإسقاط شخصية بطل من الجيش العربي السوري حالياً ( أديت الدور أنا أيضا) وكأن روح البطل العظمة تتمثل في هذا الجندي السوري الذي يصاب في أحد الاشتباكات مع العصابات المسلحة، وعند إسعافه يتبين وجود غرفة واحدة فقط تنتظر هذا الجندي وامرأة على وشك الولادة، وفي تلك اللحظة الأليمة على حين كان الجندي ينازع الحياة يقرر إعطاء الحياة للمولود القادم من رحم تلك المرأة التي هي الوطن، وبينما يسمع البطل الجريح أول صرخة للحياة تنطلق من الطفل يلفظ أنفاسه الأخيرة مطمئناً أن الوطن باق للأبد بأبنائه المخلصين.

وأنا هنا أود أن أتوجه ببطاقة شكر للمؤسسة العامة للسينما التي كنت وما زلت أعتبرها سباقة دوماً في مجال الإنتاج ودعم الشباب والمهرجانات السينمائية، كما أؤكد أن الفيلم كان بأيد أمينة في حضرة كاميرا المخرج نضال دوجي الذي أبدى تعاوناً كبيراً مع طاقم الممثلين، كما أن العمل هو بطاقة شكر من جميع السوريين إلى الجيش العربي السوري الذي يدافع عن هويتنا وشرفنا بكل ما امتلك، وأنا شخصياً تمنيت أن أكون أحد هؤلاء الأبطال إذ أتاح العمل في الفيلم لي فرصة ملامسة حياتهم عن قرب، الفيلم الآن يخضع لعمليات المونتاج الأخيرة ليتم عرضه قريباً في كل دور السينما السورية.

• ما جديد الفنان يوسف عساف؟

• • حالياً أقوم بتصوير مسلسل بعنوان «الضياع» في لبنان مع الأستاذ فهد برق، من بطولة يوسف عساف وفاتن شاهين ومرام علي وصباح جزائري واللبنانية جويل فزن ومن إنتاج جوزيف الحاج، المسلسل يروي قصة نزوح عائلة سورية تقطن في إحدى القرى الحدودية إلى لبنان وأؤدي أنا دور شاب فقير يعيش حالة حب مع إحدى الفتيات التي تتعرض للاغتصاب وهنا يقرر الانتقام بالانضمام للمافيا للوصول إلى المغتصبين، المسلسل هو دراما سورية لبنانية، تجمع بين الإثارة والتشويق، كما أصور في سورية المسلسل الشعبي « خان الدراويش»، إضافة إلى مشاركتي في مسلسل « الغربال» من إخراج ناجي طعمة، بدور رشدي، العمل تدور أحداثه في «الشام» أواخر عشرينيات القرن الماضي ضمن إطار اجتماعي مستوحى من وقائع تاريخية. المسلسل من إنتاج شركة «غولدن لاين» لموسم دراما 2014، عن نص للكاتب سيف رضا حامد، ويضمّ «الغربال» على قائمة أبطاله: عباس النوري وبسام كوسا ومنى واصف وأمل عرفة وعبد المنعم عمايري وكاريس بشار وليليا الأطرش ومحمد خير الجرّاح. كما أستعد أيضاً للمشاركة في مسلسل « كون كان» من إنتاج شركة أفاميا الدولية، إضافة إلى أعمال أخرى قيد الدراسة.


اكتشف سورية

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق