مديرية الآثار ترمّم لوحة الفسيفساء المتضررة من «قذيفة هاون» في الجامع الأموي بدمشق

07 شباط 2014

.

تعمل مديرية المخابر العلمية والترميمية الأثرية السورية في المديرية العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع وزارة الأوقاف وإدارة الجامع الأموي في دمشق على ترميم الجزء المتضرر من لوحة الفسيفساء التي تزين الواجهة الخارجية الرئيسية لـحرم الجامع، في محاولة لإعادتها الى شكلها السابق دون المساس بمضمونها الأثري والتاريخي والفني الأصيل.

وكان قد تسبب الاعتداء على الجامع الناجم عن سقوط قذيفة هاون، بفقدان جزء من اللوحة بقطر 1 متر مربع وانفصال في محيطها ناتج عن ضغط الضربة، كما تسببت القذيفة بفقدان الحامل الرئيسي للوحة «الخابور».

وأكد الدكتور كميت العبد الله مدير المخابر والخبير في دراسة فن الفسيفساء القديم أن لوحة الفسيفساء قيد الترميم هي أكبر لوحات الفسيفساء الجدارية التي تزين جدران الأروقة المحيطة بباحة المسجد الأموي بدمشق الذي يعد أهم وأقدم الجوامع الأثرية في العالم بعد الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى.

ويبلغ عرض اللوحة 37 متراً وارتفاعها 5 أمتار وتصور منظراً طبيعياً عناصره الرئيسية أشجار باسقة الارتفاع ومبانٍ سكنية وقصور.

ولفت الدكتور عبد الله أن موضوع اللوحة ربما تمثل الجنة أو الأراضي الخاضعة لسلطة الخليفة و تتجسد أهمية اللوحة بكونها أحد المكونات الزخرفية الرئيسية التي رافقت بناء المسجد في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك 705-717 م فضلا عن كونها باكورة فن الزخرفة في العصر الإسلامي بدليل عدم تصويرها لمشاهد آدمية أو حيوانية. بالإضافة إلى وجود تشابه فني تقني بين لوحة الفسيفساء قيد الترميم في الجامع الأموي ولوحات الفسيفساء المكتشفة في رافينا في إيطاليا وفي اسطنبول المؤرخة بالعصر البيزنطي.

وأوضح الدكتور محمود السيد نائب مدير المخابر وقارئ النقوش الكتابية القديمة في المديرية العامة للآثار والمتاحف أنه استخدم في عمل اللوحة مكعبات مصنوعة من الزجاج الملون والرخام على خلفية من مكعبات زجاجية مذهبة. وأكد السيد أن عمليات ترميم اللوحة تتم بواسطة كوادر ترميم وطنية ذات خبرة دولية. علماً أن اللوحة قد تعرضت لعدة أضرار وأعمال ترميم في الفترات السابقة. كما سيتم لاحقا عمليات صيانة وحفظ كامل لوحات الفسيفساء الموجودة في المسجد الأموي وسيتم نشر كامل تفاصيل عمليات الترميم والصيانة والحفظ والدراسة بما يسهم بالتعريف بالتراث الثقافي الأثري السوري العالمي وحفظه وتوثيقه.

ومر ترميم اللوحة بمراحل عديدة لخصها خبيرا الترميم في مديرية المخابر العلمية والترميمية الأثرية السورية برهان الزراع ومحمد الكايد بإزالة الشبكة المعدنية الموجودة ضمن الإسمنت القديم وتنظيف حواف الجزء المتضرر بهدف الحصول على حواف جيدة يمكن الارتكاز عليها في عملية التعويض.

كما شملت عمليات الترميم تدعيم الأجزاء المفصولة عن الجدار ووضع خوابير معدنية لربط اللوحة بالجدار الحامل

وأوضح الخبيران أن الشكل المفقود من اللوحة يتمثل ببقايا أعمدة قصر مع المدخل الرئيسي له وبقايا لمسقط سقف جملوني وبعض المواضيع والعناصر النباتية حيث تم البدء بأعمال الرصف وتشكيل الرسوم المفقودة في مكان الضرر بعد رسم الشكل المفقود على ورق «الكالك» وتحديد الألوان المطلوبة.


اكتشف سورية

المديرية العامة للآثار والمتاحف

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

مشاهد من ترمّيم لوحة الفسيفساء المتضررة في الجامع الأموي في دمشق

مشاهد من ترمّيم لوحة الفسيفساء المتضررة في الجامع الأموي في دمشق

مشاهد من ترمّيم لوحة الفسيفساء المتضررة في الجامع الأموي في دمشق

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق