الرواق الغربي


قبة الخزنة
وجانب من الرواق الغربي

يتميز الرواق الغربي في الجامع الأموي في دمشق بدهليز غاية في الفخامة، يبدأ بـباب بريد ويشرف على صحن الجامع وأرضه مفروشة بالرخام المقطع وسقفه مكسو بالفسيفساء البديع وهو متصل مع الرواق الغربي لصحن الجامع، وقد حافظ هذا الرواق على شكله الأموي الأصيل.

يبلغ ارتفاع واجهة الرواق إلى ما يزيد عن الـ 10 أمتار وقد بنيت بتناوب العضائد مع زوج من الأعمدة، وفوق هذه الأعمدة يوجد قناطر مزدوجة لتحمل السقف وتخفف الحمل عن الأعمدة والعضائد.

لقد كساها الوليد بـالفسيفساء من داخلها وخارجها وبطن الأقواس، وذهَّب تيجان الأعمدة وفرش أرض الأروقة بالفسيفساء الأبيض بقطع كبيرة يصل قياس القطعة إلى 2سم.

وبعد النكبات والمصائب التي ألمت بـدمشق عموماً وبالجامع خصوصاً تساقطت قطع الفسيفساء لتتحول من لوحات رائعة إلى أكياس في المستودعات وقاموا بطلاء ما تبقى من هذه اللوحات على جدران الجامع بطبقة من الكلس الأبيض.

بقيت أروقة الجامع محرومة من فسيفسائها حتى عام 1928 حيث قام العالم الآثاري الفرنسي دو لوريه De Lorey بأول عملية كشف للطبقة الكلسية المفروشة على جدار الرواق الغربي واكتشف تحتها أقدم شريط فسيفسائي أموي أصيل في العالم، ويبلغ طول هذه اللوحة المكتشفة أربع وثلاثون متراً ونصف المتر وارتفاعها يزيد عن السبعة أمتار.

في هذا الجدار وتحت اللوحة الفسيفسائية مجموعة من أندر النوافذ الأموية الأصلية بزخارف هندسية مختلفة.
يقول كريزويل: «الزخرفة الهندسية كانت معروفة قبل الإسلام إلاّ أن تطورها الكامل يعود إلى الإسلام».
يوجد في هذا الجدار أربعة نوافذ مهمتها إنارة الغرفة الداخلية، وتحمل أشكالاً هندسية مختلفة، بنيت على شبكة متوازية بمثلثات متساوية بزاوية 60 ْ ودوائر متقطعة مركزها نقطة تلاقي هذه المثلثات. وتعتبر هذه النوافذ الحجرية أقدم كولليسترا إسلامية في العالم.

هذه النوافذ واللوحة الرائعة التي تعلوهم جعلوا من جدار الرواق الغربي كنزاً أثرياً لا يقدر بثمن.

يمتد تحت النوافذ نهاية الشريط الكتابي المؤطِّر للرواقين الشمالي والغربي وفيه آيات قرآنية تعود أقدم قطعة منه إلى العهد الأيوبي وقد رمم في عهود لاحقة.

في الستينات من القرن السابق تمت العودة ببلاط الأروقة والصحن إلى السوية الأموية، وبدأت الأعمال الجدية في ورشة صناعة وترميم الفسيفساء.

وفي التسعينات من القرن الماضي تمت صيانة هذا الرواق وإصلاح بلاط دهليز باب بريد وتدعيم أعمدته، وإعادة إحياء ورشة صناعة وترميم الفسيفساء من خلال أعمال الإصلاح الشاملة التي جرت للجامع.

مواضيع ذات صلة: