الرواق الشمالي


الرواق الشمالي للجامع الأموي
تحت مئذنة العروس

يقع الرواق الشمالي تحت مئذنة العروس مقابل واجهة الحرم، وهو الرواق الأطول في الجامع.

في عام 1248 أصبحت أروقة الجامع الأموي في دمشق أشبه بفندق مجاني توضع فيه أكثر من ثلاثمئة مقصورة ينام فيها الناس ويجعلون منها مستودعات لهم وكان في صحن الجامع بقايا أدوات حربية وأحجار لدرجة أنه تحول منظر صحن الجامع المهيب إلى خان قذر.

بقي الحال هكذا حتى عام 1269 حين أمر الظاهر بيبرس بإزالة كل هذه المقصورات وترميم الجامع وتنظيفه وفرش الأروقة بالحصر، وكان له تجربة بترميم فسيفساء الجامع، إلا أنها أتت مختلفة عن الشكل الأموي وأقل جودة منه، ويوجد شريط من هذه الفسيفساء في ضريح الظاهر بيبرس بـالمدرسة الظاهرية وواضح فيها تأثر المنفذون لهذا الشريط بالصناعة الأموية وبالأشكال الساسانية كما تقول العالمة مارغريت فان برشيم.

في عام 1400 دخل تيمورلنك دمشق بعد أن فتح الدمشقيون أبوابها له، إلاّ أن القلعة قررت المواجهة، فنصب تيمورلنك آلاته الحربية حول القلعة ووضع منجنيقاته الضخمة في صحن الجامع ليقصف القلعة التي استمرت بالمقاومة تسعة وعشرين يوماً انتهت باستسلام حاكمها.

غادر تيمورلنك مدينة دمشق بعد أن دكَّ معالم حضارتها وقام جنوده بأعمال النهب والقتل والفحش العلني بالنساء والأطفال، ثم أضرموا النار فيها في يوم عاصف، وظلت النار مشتعلة مدة ثلاثة أيام أتت على كل معالمها وحولتها إلى أظلالٍ بالية.

بعد هذه الكارثة التي أتت على دمشق برمتها أعاد المماليك ترميم الجامع وإصلاح ما خربته الأيدي المغولية.

في عام 1759 حدث زلزال مروع في دمشق انهار على أثره الرواق الشمالي بأكمله، وانهارت رؤوس المآذن وكانت كارثة لا يمكن وصفها.

وبعد خروج دمشق من تحت أنقاضها، بدأت عملية إعادة بناء هذا الرواق ولكن بأسلوب مشابه للأصل الأموي من حيث العضائد ومختلف عن الأصل بغياب الأعمدة، فتحول هذا الرواق إلى صف من العضائد المربعة الشكل تحمل فوقها أقواس حدوية فتحت فوقها نوافذ لتخفف الحمل عن الأقواس والأعمدة ولتحافظ على الطابقين ليتناسب الشكل العام مع بقية الأروقة.

كسيت هذه العضائد بزخارف جصية بسيطة، أعطته شكلاً مختلفاً وجديداً عن بقية الأروقة.

يؤطر الرواقين الشمالي والغربي شريط كتابي طويل فيه آيات قرآنية بخط الثلث أضيفت على الرواق في العهد الأيوبي وقد تم ترميمه في عهود لاحقة.

في الستينات من القرن السابق تمت العودة بسوية الأروقة وبلاط الصحن إلى السوية الأموية الأصلية وفي الستعينات تمت صيانة هذا الرواق وترميم الزخارف الجصية حسب الشكل الأصلي لها.

مواضيع ذات صلة: