مئذنة العروس


مئذنة العروس

تقع مئذنة العروس في منتصف الرواق الشمالي للجامع الأموي، فوق باب العمارة.

لها عدة تسميات فاسمها المعروف والأكثر شهرة هو العروس، وتسمى أيضاً بمئذنة الكلاسة لإطلالتها على حي الكلاسة المجاور وسميت بالمئذنة البيضاء والمئذنة الشمالية.

يذكر المؤرخون العرب أن هذه المئذنة شيدها الوليد وقد كساها بالذهب من أعلاها إلى أسفلها، ولم يبق من أصلها الأموي إلاّ بعض مداميك في قاعدة جذع هذه المئذنة، أصابتها أضرار كبيرة إثر حريق مدرسة الكلاسة فأعيد تجديدها في عهد صلاح الدين الأيوبي، والقسم الأعلى من البرج المربع الشكل والذي يضم نوافذ مزدوجة يعود إلى عصر المماليك، أما الشرفة وما يعلوها فتعود إلى العصر العثماني.

تشرف هذه المئذنة على الرواق الشمالي لـصحن الجامع الأموي ويتصل بها مئذنة صغيرة ثانية من خلال ممر مسقوف ينتهي بشرفة خشبية مضلعة يعلوها قبة صنوبرية بتفاحات وهلال دائري. تعود إلى العصر المملوكي.

كانت تزين بالفوانيس أيام الأعياد والمناسبات مما كان يزيد جمالها جمالاً ولذلك دعيت بالعروس.

استفاد المماليك من علوها حيث كانوا يرسلون منها اشارات ضوئية تحمل رسائل عسكرية لتصل عبر أبراج أخرى إلى القاهرة لتنذر بوجود خطر ما...

كانت هذه المئذنة مركزاً لتوقيت الصلاة، ومنها كان يرتفع علماً أحمر اللون ليعلن وقت الصلاة، وفي الليل كانت تضاء إيذاناً ببدء الآذان.

التكوينات المعمارية لهذه المئذنة المميزة عديدة فأساساتها وقاعدتها أموية أصيلة، والإضافات المملوكية على هذا الجذع المربع غيَّرت من شكله الأصمم وذلك باضافة نوافذ مزدوجة مقوسنة تحت قوس واحد، وجاءت شرفة المؤذن غاية في التناسق مع الجذع الضخم وأعطى سقفها المبرر للمصمم العثماني بالانتقال من هذا الجذع الضخم إلى جذع نحيل مربع الشكل في كل زاوية من زواياه عمود ناعم يعلوه مجموعة من الأفاريز لتشكل في أعلاها شرفة المؤذن الثانية ويعلو هذه الشرفة جذع آخر أكثر نعومة يشكل في أعلاه الشرفة الثالثة ويعلوها جوسق جميل بزخارف متناسبة والشكل العام وفوق هذا الجوسق ذروة صنوبرية يعلوها تفاحتان وهلال كامل الاستدارة من النحاس الأصفر.

بقيت هذه المئذنة على حالها منذ العهد العثماني حيث تحول مظهرها من عروس شابة إلى مئذنة هرمة قسى عليها الزمن، حتى نهايات القرن السابق فمن خلال أعمال الترميم والصيانة العامة التي تناولت الجامع عام 1991 تمت صيانة هذه المئذنة وتزويدها بالإضاءة، وتجديد غرفة المؤذن وصيانة المئذنة الصغيرة لتعود عروساً واسم على مسمى.

مواضيع ذات صلة: