الوليد بن عبد الملك


الجامع الأموي في دمشق
بناه الوليد بن عبد الملك

هو الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو العباس الأموي. وأمه ولاَّدة بنت العباس بن حزن بن الحارث بن زهير العبسي ولد عام (50هـ/670م) وهو أكبر أولاد عبد الملك.

ولاَّه والده ولاية العهد بعد وفاة عمه عبد العزيز، وبويع له بالخلافة بدمشق في اليوم الذي توفي فيه والده، فلم يدخل منزله حتى صعد المنبر وألقى خطبة تبيَّن فيها سياسته الداخلية القائمة على اللين لأهل الحق والفضل والشدة على المريب وإقامة شعائر الله، كما أوضح سياسته الخارجية القائمة على استمرار عمليات الفتح والتوسع. ثم نصح الناس بإتباع الطاعة ولزوم الجماعة. ولما انتهى من خطبته قام الناس إليه وبايعوه.

في عام 80هـ/699م، تولى المهلب بن أبي صفرة ولاية خراسان. وبدأ نشاطه العسكري وعبر نهر بلخ (نهر جيحون وهو آمو داريا في الاتحاد السوفييتي الآن). وفي عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك (86هـ/705م)، كان قد تسلم ولاية خراسان «قتيبة بن مسلم الباهلي»؛ فقام هذا القائد الشهير بالفتوح في منطقة ما وراء النهر (جيحون) وفتح مدينة بخارى ووصل بفتوحاته إلى واحة خوارزم ونهر سيحون (سرداريا) ومن ثم إلى كاشغر على تخوم الصين عام 96هـ/714م وهو العام الذي توفي فيه الخليفة الوليد بن عبد الملك. وتوقف قتيبة عن المضي في فتوحاته.

في الوقت نفسه كانت الفتوحات في غاية نشاطها في بلاد سجستان (أفغانستان) والسند بقيادة «محمد بن القاسم الثقفي»، الذي احتل مدينة الديبل (كراتشي حالياً). وكان قد وصل بزحفه إل كشمير، عندما وصله خبر وفاة الوليد؛ فتوقف عن الزحف.

وهناك جبهة أخرى، حيث نشطت الجيوش العربية داخل أراضي بيزنطة داخل أوروبا الشرقية؛ فتوغلت في أراضي الخزر حتى وصلت إلى أعالي نهر الفولغا. وأعظم الفتوحات في عهد الوليد، شهرةً وتأثيراً، هي التي جرت في غربي أوروبا وتجلت بفتح الأندلس وجعلها ولاية عربية، ومتابعة التوسع في جنوب فرنسا. وكانت هذه الفتوح بقيادة موسى بن نصير ومولاه طارق بن زياد، وبذلك يكون العرب قد تحكموا تحكماً تاماً، بمضيق جبل طارق؛ فازدادت هيمنتهم وسيادتهم على البحر المتوسط.

كان الوليد يحب العمارة وفي عهده بدء العمل في عمارة الجامع الأموي في دمشق عام 705 واستغرقت عملية بنائه وزخرفته عشر سنوات، وذكر ابن كثير أن الوليد قد أنفق على بناء الجامع خراج الشام سنتين، وفي رواية أخرى أن ما أنفق كان أربعمائة صندوق في كل صندوق أربعة عشر ألف دينار.
أراد الوليد أن يؤدي نفس الدور الذي أداه والده عبد الملك بن مروان من قبل، وذلك بعزل أخيه سليمان، وتوليه ابنه عبد العزيز العهد. فدعا الناس إلى ذلك فلم يجبه أحد إلا الحجاج بن يوسف وقتيبة بن مسلم وبعض خواصه، وأشار عليه أعوانه بأن يستدعي سليمان ويجبره على خلع نفسه وبيعة عبد العزيز، وفعلا عزم الوليد على تنفيذ ذلك لكن المنية وافته قبل تحقيق هدفه.

توفي الوليد بن عبد الملك في شهر جمادى الآخرة عام 96هـ شهر شباط عام 715م بدير مروان بعد أن مكث في الحكم تسع سنين وثمانية أشهر، وكان عمره حين توفي ستاً وأربعين سنة، وكان عنده تسعة عشر ولداً، خلفه أخاه سليمان.

مواضيع ذات صلة: