سليمان بن عبد الملك
هو سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي أبو أيوب. وأمه ولاَّدة بنت العباس بن جزء العبسية. ولد عام (54هـ/674م) في المدينة ونشأ في الشام، وأحب البادية والإقامة فيها، فبنى فيها قصراً كان ينزل فيه،
أراد سليمان أن يحقق لنفسه شرف الاستيلاء على عاصمة الروم «القسطنطينية»، مستفيداً من فترة الاستقرار والقوة، التي تعيشها دولته، فضلاً عما كانت تعانيه دولة الروم من اضطراب وصراع على العرش، كان آخر أحداثه قيام «ليون» حاكم عمورية بانقلاب استولى فيه على العرش باسم ليون الثالث، وفي عهده قام العرب بحصار القسطنطينية.
قام الخليفة سليمان بما يشبه التعبئة العامة في إعداد حملة كبيرة، عهد بقيادتها إلى أخيه مسلمة، ولم يقتصر الأمر على الجيوش البرية، بل شاركت في حصار القسطنطينية، القوات البحرية لمصر والشام وعسكر مسلمة أمام أسوار المدينة، بعد أن عبر بقواته مضيق الدردنيل، وعسكر الخليفة قرب حلب في مرج دابق، يتابع أخبار الحملة ويمدها بما تحتاج إليه.
استمر مسلمة في حصاره للمدينة رغم الظروف المناخية السيئة من برد الشتاء القارس والعواصف العاتية، وأثر النار الإغريقية بسفن العرب، ومناعة المدينة واستماتة الروم بالدفاع عنها ونقص المؤن وانقطاع طرق الإمداد، إلى أن أتاه خبر وفاة أخيه سليمان عام 99هـ/717م وتلقى من الخليفة الجديد عمر بن عبد العزيز، الأمر بالانسحاب وانتهت بذلك آخر محاولة عربية للاستيلاء على القسطنطينية.
كان سليمان من أكبر أعوان أخيه الوليد، فكان له كالوزير والمشير واستحثه على بناء مسجد دمشق الذي انتهت أعمال عمارته في عهده.
كان سليمان بن عبد الملك قد عهد لابنه أيوب من بعده فمات هذا الأخير وهو ولياً للعهد. فلما مرض سليمان استشار رجاء بن حيوة في تولية عمر بن عبد العزيز فوافقه على ذلك وكتب كتاباً فيه عهده إليه.
توفي سليمان في شهر صفر عام 99هـ/شهر أيلول عام 717م وهو مرابط في سبيل الله في دابق من أرض قنّسرين وخلفه عمر بن عبد العزيز