الملك الظاهر بيبرس


دينار ذهبي باسم السلطان الظاهر بيبرس
وفيه شعار مملكته «الأسد»

ركن الدين بيبرس العلائي البندقداري الصالحي الملك الظاهر: أصله تركي الجنس. أخذ من بلاده صغيرا، فبيع لشخص يسمى العماد الضائع، ثم اشتراه منه الأمير علاء الدين ايدكين البند قداري، ثم آل ملكه على الملك الصالح نجم الدين الأيوبي فنسب اليهما. ثم أعتقه الصالح وجعله من جملة المماليك البحرية، ثم دفعت به الأقدار فصار أتابك العسكر في دولة المظفر قطز، فلما قتل قطز صار بيبرس سلطانا.

اشترك قبل سلطنته في عدة مؤامرات، منها مؤامرة مع المماليك البحرية بزعامة (فارس الدين اقطاي) ضد الملك المعز. فلما قتل فارس الدين وشتت شمل زملائه فر بيبرس الى الشام واتصل بملكها الناصر، ثم عاد إلى مصر وصار (أتابك) قطز، وقاتل معه التتار، ثم تآمر على قطز وتولى العرش بعد قتله. وقد ثارت عليه عدة مشاكل منها عودة التتار إلى مهاجمة الشام، وتضخم نفوذ الفرنج في إماراتهم الشامية، وعصيان الأمير سنجر الحلبي وإعلانه نفسه سلطانا، وقيام مماليك المعز بمؤامرة عليه، ولكنه تغلب على ذلك كله.
أهم ما كان يتصف به بيبرس: الشجاعة والإقدام والدهاء، والكرم وحب الخير والإحسان إلى الفقراء. وإكرام العلماء وسماع نصائحهم والسكوت على مخاشنتهم له في النصح – كما كان يفعل معه عز الدين بن عبد السلام، والنووي.

ومن أعماله أنه نظم البريد وخصص له الخيل، وبنى كثيرا من العمائر، وجدد المسجد النبوي وحفر الترع والخلجان، وشاد القناطر والأسوار، وكافح الخمر والمفاسد، وأقام الخلافة العباسية في مصر بعد أن زالت من بغداد على يد التتار، وأعاد خطبة الجمعة والدراسة إلى الجامع الأزهر بعد أن هجر طويلا، ونصب أربعة قضاة شرعيين، واحدا من كل مذهب من مذاهب السنة الأربعة بعد أن كان القضاء مقتصرا على قاضي قضاة شافعي.

ومما يؤخذ عليه أنه ظلم الرعية بفرض ضرائب مرهقة بدعوى الحاجة إلى المال للجهاد وإعداد الجند. ويعتبر بيبرس المؤسس الحقيقي لعظمة دولة المماليك البحرية لما تم في عهده من الأعمال الجليلة، ولتوطيده دعائم السلطة، وانتصاراته الباهرة على التتار والفرنج وقضائه على المؤامرات والفتن الداخلية.
فقد أخضع أمراء الشام الذين ثاروا عليه، وأوقع بالتتار وردهم عن بلاد الشام، وأذل الفرنجة، وهزم الأتراك السلاجقة، وفتح بلادا كثيرة، وامتد ملكه وهابه الناس ودان له الملوك والأمراء.
ولد الملك بيبرس في حدود سنة 625هـ - 1228م (وقيل 622هـ - 1225م)، وولي السلطنة سنة 658هـ، وتوفي في دمشق في 28 المحرم 676هـ - 1277م بقصره الأبلق، ودفن في المدرسة الظاهرية بباب البريد، وقيل انه مات مسموما.

وخلف من الأولاد: السعيد محمد، وشلامش، والخضر، وسبع بنات.

وصف بأنه كان يتنقل في ممالكه فلا يكاد يشعر به عسكره إلا وهو بينهم.

وقيل عنه أنه ما كان يتوقف عن شيء لبلوغ غايته.. كان يعد الوعود الكاذبة، ويكتب كتبا مزورة، ليحمل فيها قوى الحصون على الاستسلام له. وكان نجاحه يعتمد على تنظيمه، وسرعته، وشجاعته المتناهية.

كان شعار دولته (الأسد) وقد نقش صورته على الدراهم.

كلمة (بيبرس) أصلها من كلمة (برس) وهي تعني في التركية الأسد.

مواضيع ذات صلة: