حرم الجامع


يتوضع حرم الجامع في النصف الجنوبي من الجامع الكبير، وهو مستطيل الشكل يبلغ عرضه 37 متراً وطوله 136 متراً، يتألف من ثلاثة أروقة عرضانية يفصل كل رواق عن الآخر صفاً من الأعمدة الحجرية المؤلفة من طابقين بقناطر نصف دائرية، يحمل الطابق الثاني عدداً مضاعفاً عن قناطر الطابق الأول، وقد بني بنفس أسلوب أروقة صحن الجامع الأموي من حيث تناوب الأعمدة والعضائد.

يقطع الأروقة جناحاً متوسطاً عرضاني يسمى بالمجاز القاطع، وهو بالغ الارتفاع، يحمل في وسطه قبة النسر المرتكزة على أربعة أعمدة كبيرة يصل ارتفاع الواحد منها إلى عشرة أمتار وقطره خمسة أمتار.
يشير المؤرخ المسعودي أن الوليد قد أخذ أعمدة رائعة من الرخام الأبيض من أنطاكية وأمر بنقلها إلى دمشق من أجل الجامع الكبير، وقد لاحظ كريزويل تنوع الأعمدة والتيجان في الحرم قبل الحريق الكبير الأخير.


واجهة الحرم المطلة على صحن الجامع

على الجدار الجنوبي تقوم أربعة محاريب أقدمهم هو المحراب الشرقي الذي كان يدعى بمحراب الصحابة.
في هذا الموقع صلّى خالد بن الوليد وصحبه بعد إتمامه لفتح دمشق وانتصاره الساحق على هرقل بعد معركة اليرموك الشهيرة ويعتبر بعض المؤرخين أن هذا المحراب هو أول محراب في الإسلام من حيث الشكل بينما يرى آخرون أن محراب الصحابة هو المحراب الرابع في الإسلام.
ومحراب الصحابة هو محراب المسجد العتيق، الذي صلى فيه الصحابة ومعاوية والخلفاء حتى عهد الوليد الذي قام بهدم المسجد القديم وشيد مكانه المسجد الكبير وأصبح هذا المحراب يسمى بمحراب المالكية.

في عام 1220 أقيم محراب الحنابلة قرب البئر، وفي عام 1329 أعيد بناء هذا المحراب قرب باب الزيادة، وبأمر من الأمير قنكز عام 1327 تم إقامة محراب للحنفية، وقد سمي فيما بعد بمحراب الشافعية.
والمحراب المقام بجانب منبر الخطابة اليوم هو محراب الحنفية وقد تم هذا التوزيع الجديد بعد الحريق الكبير عام 1893.

لقد نفذ الوليد في جدران الحرم 106 نوافذ رائعة من الحجر المحفور ويعتقد أنها كانت شبيهة بالنوافذ المتبقية في جدار الرواق الغربي، إلاّ أنها ذهبت جميعها بعد الحريق الأخير وحل محلها نوافذ جديدة معتمدة على الزجاج المعشق. إلاّ أنها لا تمت إلى الأصل الأموي بصلة.
إن الحرم الحالي بالكامل قد تجدد بعد الحريق الكبير ولكن من المؤكد أن هذا التجديد قد حدث دون أي تغيير في مخطط الحرم الأصلي، فوضع الأروقة وعدد الأعمدة هو مطابق اليوم لوصف ابن جبير، حتى تيجان الأعمدة حافظت على شكلها الكورنثي.

مواضيع ذات صلة: