قبة النسر


قبة النسر من منجزات الوليد، وكانت قد سقطت بعد بنائها لأول مرة، وقد أحزن سقوطها الوليد، فجاءه بنّاء شامي واشترط على الوليد أن لا يعمل فيها أحد غيره، فكان له ذلك، فوضع الأساسات وغاب بعدها عاماً كاملاً، وعاد إليها فوجدها قد نزلت قليلاً، فقال للوليد من هنا كان سقوطها فابنه الآن فإنها لا تهوي إن شاء الله، وتم البناء واستقرت.

ترتفع قبة النسر عن أرض صحن الجامع 45 متراً ويبلغ قطرها 16 متراً وقد وصفها ابن جبير قائلاً:

«أعظم ما في هذا البناء قبة الرصاص المتصلة بالمحراب وسطه، سامية في الهواء عظيمة الاستدارة، ومن أي جهة استقبلت البلد ترى القبة في الهواء منيفة على كل كأنها معلقة من الجو...».

أما عن تسميتها بقبة النسر فيقول ابن جبير في كتابه الشهير أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم:
«... يشبهها الناس بنسر طائر، كأن القبة رأسه والغارب جؤجؤه، ونصف جدار البلاط عن يمين والنصف الثاني عن شمال جناحاه...».

إلاّ أن تفسير كريزويل جاء مختلفاً، فهو يرى أن الكلمة اليونانية «أيتوس» والتي تعني ترجمتها الحرفية بالنسر ما كانت إلاّ إصطلاحاً فنياً معمارياً دقيقاً بمعنى السقف المثلث وقد استعملها المعمار السوري في عهد الوليد، إلا أن الترجمة الحرفية هي التي بقيت عوضاً عن قبة الجمالون أو قبة السقف المثلث.

جددت هذه القبة في عهد نظام الملك وزير ملكشاه السلجوقي عام 1075 وقام صلاح الدين الأيوبي بتجديد ركنين منها عام 1179.

في عام 1201 تشققت القبة إثر الزلزال المدمر الذي ضرب دمشق آنذاك، وقيل أنها سقطت على الناس.

وإثر حريق عام 1479 الذي بدأ في الأسواق المحيطة للجامع والذي أتى على الحرم انهارت القبة وأعيد بناؤها.

وقد أعيد إعمارها بعد الحريق الكبير عام 1893.

مواضيع ذات صلة: