بعد محاولتين فاشلتين «أنا السوري» يتجاوز عقدة جبل النسر

27 أيار 2012

الجمعية: «مسير العاصفة» يحقق ما عجزت عنها النشاطات السابقة

ضمن نشاطات الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق (أنا السوري)، أقامت الجمعية على مدار يوم الجمعة الماضي مسيراً رياضياً ضمن أحضان الطبيعة وذلك في محافظة اللاذقية بريف ناحية كسب. وقد حمل النشاط عنوان «مسير العاصفة» وكان ينتمى إلى مسير من نوع «قفزة الثقة».

بداية المسير كانت انطلاقاً من بلدة النبعين مروراً بقمة جبل النسخ وجرف نهر الوسخ حتى الوصول إلى بلدة المشرفة بطول سير 9 كم وذلك ضمن منطقة جبلية حراجية مميزة. وبحسب كلام أمين سر الجمعية وقائد نشاطاتها - خالد نويلاتي - فإن هدف النشاط كان دعم السياحة الداخلية عن طريق تعريف المشاركين بأماكن جديدة لم يزوروها من قبل، إضافةً إلى محاولة تجاوز جرف جبل النسر بكل الصعوبة التي يمثلها مع رفع قدرة المتطوعين وتدريبهم على تجاوز الجروف الصخرية القاسية مع مساعدة الكادر التنظيمي للجمعية، ويضيف نويلاتي: «تعتبر المنطقة التي زرناها منطقة غابات حراجية جبلية مظللة لا تخلو من المنحدرات القاسية والصعبة؛ تكثر فيها أشجار السرو والصنوبر والغار على السفوح وقمم الجبال والنباتات الحراجية الشائكة في الوديان وحول المجاري السيلية. وبالنسبة لارتفاع جبل النسر فهو يقارب 859 متراً، في حين يصل ارتفاع قرية المشرفة عن سطح البحر إلى 181 متراً. تشتهر منطقة كسب وما حولها بغاباتها الكثيفة والإطلالة الرائعة على البحر فجبال هذه المنطقة تكاد تكون ملتصقة بشاطئ البحر وهو أمر استثنائي في الساحل السوري أما عن الغابة المخروطية فهي من أهم الغابات في منطقة الشرق الأوسط وهي امتداد لغابات لواء إسكندرون السوري. بعد تلك المقدمة القصيرة على الطبيعة المحيطة بالمسير الذي قمنا به، سنتحدث عن المسير الذي جرى بنجاح كبير وكما كان مخططاً له، وتميز بتنوعه الغريب وغير المتوقع. السبب يعود إلى أن الفريق المشارك تسلق قمة جبل عالية هي قمة جبل النسر، ومن ثم سار على سفح ذلك الجبل حتى مسافة 5 كم ليصل إلى جرف صخري متكسر فيه الكثير من الانهيارات الترابية والصخرية ما أجبره على الجلوس والتزحلق عليها بطريقة القطارات البشرية بمجموعات صغيرة ولمسافة 1 كم حتى الوصول إلى عمق وادي النهر عند نقطة الشلال. وبعد ذلك قطع الفريق مسافة 3 كم وهو يخوض في مجرى النهر حتى وصل إلى بساتين قرية المشرفة».


من أجواء «مسير العاصفة»

أدى تنوع المسارات التي خاضها الفريق ضمن المسير إلى عيش تجربة فريدة لا تنسى إضافة إلى تحقيق الجمعية لنتائج مهمة. وعن هذه النتائج يتحدث الشاب بهزاد شكو من فريق الطوارئ حيث يقول: «بعد محاولتين سابقتين غير موفقتين لاجتياز ذلك الجبل، استطعنا هذه المرة القيام بذلك، وهو أمر كان يمثل أحد أبرز التحديات الخاصة بنا في الماضي ولكن بهمة الشبان والشابات المشاركين معنا في المسير علاوة على خبرتهم وتجهيزهم الصحيح، استطعنا تجاوزه هذه المرة وبنجاح. كما أنه من الأمور الإيجابية الأخرى هو عدم تعرض المشاركين إلى أي إصابة خطيرة، حيث اقتصرت الإصابات على الالتواءات (التواء الكاحل أو القدم) وجرى تقديم الإسعافات الأولية المناسبة. كما عانى بعض المتطوعين مما يدعى "رهاب المرتفعات" إلا أننا استطعنا تقديم الدعم النفسي المبدئي لهم لتجاوز تلك المشكلة. بالنسبة لدرجة صعوبة المسيرة، فقد كانت صعبة بالنسبة للمتطوعين الجدد، أما متطوعو الجمعية القدامى والكادر التنظيمي فقد كانت أقرب إلى ما تكون إلى الطبيعية إضافة إلى أنها شكلت بدورها فرصة لاختبار قدراتهم في التعامل مع مثل هذه الطبيعة القاسية، حيث استطاعوا البرهنة على هذه القدرة بنجاح، ما عدا قدرتهم على التعامل مع المتطوعين - الجدد على وجه الخصوص - وتشجيعهم ومساعدتهم. كما أن جمال المنطقة وروعة المشاهد التي كانت فيها سحر أبصار المشاركين وجعلهم مشدوهين بتلك المناظر المميزة التي يرونها».


من أجواء «مسير العاصفة»

ويضيف شكو بأنه مع النجاحات التي حققتها الجمعية في نشاطاتها الأخيرة، باتت تفكر جدياً في تغيير مصطلح المسير بمصطلح آخر يتناسب مع خطط الجمعية المستقبلية، مشيراً إلى أن الجمعية سوف تتجاوز المسير التقليدي المعروف الذي اعتاد عليه الجميع ليتحول إلى مشروع إبداعي يمثل مدرسة بحد ذاتها تجعل الجمعية رائدة فيه وصاحبة مدرسة جديدة لم يعرفها أحد من قبل في هذا المجال. وأشار إلى أن ذلك تجلى في المنطقة التي زارها الفريق المشارك حالياً والتي تمثل منطقة صعبة لم يسبق لأي فريق استكشافي من الهواة أو المغامرين الدخول إليها من قبل، ما يجعل الجمعية تملك شرف أنها كانت السباقة في ذلك، وقد تم ذلك دون إصابات ما يجعلها سابقة في تاريخ الفرق الاستكشافية وتاريخ الجمعية في آن.


من أجواء «مسير العاصفة»

ويؤكد قائد نشاطات الجمعية الشاب خالد نويلاتي بأن النشاط مثل نجاحاً كبيراً على عدة أصعدة ويضيف: «اجتاح مسير العاصفة قمة جبل النسر بهمة مغاوير الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق الذين تجاوزوا حدود الشجاعة ليقوموا بقفزة ثقة برمائية هي الأولى من نوعها مثبتين أنهم سوريون لا يتوقفون عند حاجز الخوف؛ فالطبيعة اليوم هي اختصاصهم وبجدارة وبدون منازع. وبعد هذا اليوم، لن يكون هناك من يقارن بجبروت المتطوعين في الجمعية لا في تخطيطهم ولا في تنفيذهم ولا في تنظيمهم ولا في شجاعتهم وقدرتهم ولا حتى في محبتهم لأرضهم أرض الملائكة والأنبياء أرض الشجعان سورية الغالية الحبيبة. ألف شكر لكل الذين شاركوا من دمشق وحلب واللاذقية وطرطوس وشكر كبير للكادر التنظيمي صاحب الخبرة العالية في التعامل مع الطبيعة».


أحمد بيطار

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

من أجواء «مسير العاصفة»

من أجواء «مسير العاصفة»

من أجواء «مسير العاصفة»

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق