مسير «وحش الجبل».. نشاط صعب نفذته الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق باللاذقية
02 تموز 2014
.
تعود الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق بعد غياب تسعة أشهر عن محافظة اللاذقية لتنظيم مسير جبلي تكتيكي حمل اسم «وحش الجبل» نظرا لوقوعه في أكثر المناطق الجبلية وعورة واحتضانا للحيوانات البرية.
وتضمن المسير عدة نشاطات كالتدرب على التسلق الحر من دون معدات وتنفيذ مسير ليلي باتباع مجرى النهر بالإضافة الى إتمام مسير جبلي على جرف صخري.
مسيروتم تنفيذ النشاط يومي 20/21 من الشهر الجاري بمشاركة سبعين مشتركا من دمشق وطرطوس واللاذقية وذلك ضمن القاطع الغربي من سورية في منطقة الجبال الساحلية في محافظة اللاذقية في منطقة جبلة ناحية /حمام القراحلة/ داخل غابات حراجية تضم جرف وادي /التعسيلة/ الذي يعد جرفا صخريا متوسط العلو ذا أطراف شديدة الانحدار إلى الداخل وهو متجه نحو الغرب إلى البحر حيث يهدف النشاط الى إتقان كيفية تجاوز الجرف الصخري الشاهق الارتفاع بتقنية الفرق و استكشاف وتوثيق النسر السوري والتعرف على خفايا الوحوش الضارية الموجودة في المنطقة والتدرب على تسلق الجرف دون معدات.
وصنف قائد نشاطات الجمعية خالد نويلاتي في لقاء مع نشرة سانا سياحة ومجتمع المسير بانه من الدرجة الخامسة وهو عالي الصعوبة على سلم درجات النشاطات الخاصة بالجمعية لافتا الى تشدد ادارة الجمعية على ضرورة التزام المشاركين بالتعليمات الواردة لخوض النشاط.
وأوضح «أن النشاط بدأ بتجمع المشاركين في منطقة /بسنديانا/ والتوجه لنقطة المبيت التي اختيرت في موقع يطلق عليه اسم /الكسارة/ نظرا لاحتوائه على مكسر صخور يتميز بوعورة الوصول اليه كونه يقع ضمن غابة حراجية كثيفة».
وأضاف «بعد الوصول و تهيئة الموقع للمبيت تم تدريب المشاركين لمدة ساعتين على إجراء تسلق جبلي في الجروف الصخرية وطرق مواجهة الصعوبات ليتم بعدها تنفيذ مسير ليلي استكشافي للمنطقة على خط سير وصل طولة الى 5ر2 كم لتعريف المشاركين بطبيعتها ليتم الانطلاق فجر اليوم التالي من منطقة المبيت بمسير نهاري وصل طوله الى 5 كم الى بلدة / بسطوير/ بعكس مجرى النهر الذي شكل شلالات على طول مسيره تم صعود أغلبها بأمان وسلامة».
ولفت نويلاتي إلى «أن المنطقة التي نفذ ضمنها النشاط عذراء تماما فيها الكثير من النباتات والحيوانات البرية وخصوصا الطيور الجارحة ويتميز الوادي بوجود العديد من الحيوانات الضارية خاصة في الليل حيث تم تسجيل وجود الضباع البرية التي كانت قريبة جدا من موقع المبيت بمسافة لا تتجاوز خمسين مترا لكنها لم تقترب من المشاركين لوجودهم في مجموعة كبيرة»، مشيراً إلى أن هذا الامر زاد حماس المشاركين الذين شعروا بروح المغامرة الحقيقية التي يهدف اليها النشاط .
وتابع قائلاً: «انتشار الطيور الجارحة كان لافتا بشكل كبير خاصة النسر السوري الذي يعرف بأنه يعتاد العيش في الأماكن الصخرية الشاهقة ويبني أعشاشه ضمنها وهو من الطيور المشهورة عالميا وقد سجلنا مشاهدات عديدة له وأخذنا معلومات وافية عنه بالاستعانة بسكان المنطقة كما أننا لاحظنا وجود العديد من
أنواع طائر البوم الذي يوجد بكثرة في الموقع».
أما بخصوص الغطاء النباتي فأشارنويلاتي إلى أن المنطقة تتميز بضخامة أشجارها ولا سيما الصنوبريات منها لافتا إلى أن قسما كبيرا من الأراضي تم استصلاحه زراعيا ومكسو بأشجار الزيتون المعمرة ما عدا الجروف الصخرية التي حافظت على غطائها النباتي الأصلي.
واكد قائد النشاطات أن اختيار المنطقة كان موفقا جدا لان طبيعتها الوعرة غير المضاء عليها بيئيا ستكون فرصة للجمعية لاكتشاف مكنوناتها وإضافة شيء جديد لأنواع المسير المشابهة التي تنفذها ولا سيما من ناحية المغامرة والتحدي والعيش في أكثر الظروف قساوة ووعورة.
من جهته أوضح سامر عقاد قائد فريق الإنزال الجبلي في الجمعية أنها ليست المرة الأولى التي يتم تنفيذ نشاط تسلق جبلي ضمن المشاريع التي تقيمها الجمعية حيث تم تنفيذ انزالين جبليين الأول صخري والثاني ترابي لكن هذه المرة تميزت بأنه إنزال حر ويعتبر الأخطر من بين أنواع الانزالات الجبلية المتعارف عليها عالميا .
واشار إلى أن التسلق الحر من اخطر الأنواع نظرا لأن المتسلق لا يكون مزودا بحبال الأمان وهنا تكمن خطورة العملية التي تحتاج لاماكن وعرة للتنفيذ وهذا ما وفرته المنطقة الجبلية التي وجدت المجموعة ضمنها ولا سيما ان جروفها الصخرية مائلة بانحدار مناسب موضحا انه تم البدء بجرف صخري صغير لتدريب الموجودين على الموضوع وإعطائهم لمحة عنه وكانت حماسة المشاركين عالية وثقتهم بأنفسهم قوية جدا وهذا ما تعتمد عليه هذه الرياضة بشكل كبير.
وعبر عن اعتزازه بان الجمعية هي من أوائل المجموعات التي تنفذ رياضة التسلق ضمن نشاطاتها واكد انه يتم التفكير حاليا بإنشاء ناد متخصص للتسلق الجبلي سيكون الأول من نوعه في الجمهورية العربية السورية.
والجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق تأسست عام 2008 وهي جمعية ذات طابع كشفي مقرها دمشق وتهدف إلى استكشاف وتوثيق الطبيعة السورية وإتاحة الفرصة للشباب لاختبارها عن قرب وتعلم كيفية التأقلم معها وتقوم الجمعية سنويا بنشاطات متنوعة منها المسير والمبيت والمعسكر والجولات السياحية بمعدل نشاط كل شهر.
ياسمين كروم
سانا