معرض تجليات طائر الفينيق لكاسر أسعد في اللاذقية

17 آذار 2014

صخب الخطوط وضربات اللون العريضة

تقفُ أمام لوحاته، تسجّل التفاصيل البصرية من صخور وقوارب وجذوع الأشجار الملوّنة، متمثلة ببحر اللاذقية وجبالها وغاباتها التي تتمتع بتنوّع كبير من خلال الأزرق الكوبالت، وهي تبدو جلية بصخب الخطوط وضربات اللون العريضة، وأحياناً أخرى بهدوء المشهد الخلوي ورومانسيته، لكن إصرار الفنان على خلق شيء يخصه هو فحسب، أي إصراره على خصوصيته الذاتية، من خلال امتلاكه للمشهد وتأليف صورة المكان المتوالد من الحالة الجغرافية البصرية عبر ذهنية وأسلوبية متميزة ينتقيها الفنان، يُنبئ بمزيد من العطاء.

مئة لوحة ضمّها معرضه «تجليات طائر الفينيق» الذي استضافته قاعةُ المعارض في دار الأسد للثقافة باللاذقية، تجمع بين الواقع والانطباع والتعبير والتجريد، إضافة للبورتريه.

الفنان التشكيلي كاسر أسعد بدأ تجربته الفنية الأولى بواقعية تقترب من أسلوب فان كوخ في بعض حالاتها، وجنحَ أحياناً في بعض لوحاته إلى البساطة والعفوية كأسلوب هنري روسو، وفي هذا الحضور للواقعية أصبحتْ لوحات كاسر أسعد وكأنها تبوح بمفرداتها اللونية والتعبيرية، ومن الواقعية تحوّلَ نحو الانطباع، فرسم البحر بكلّ مفرداته، رسمه هادئاً، مائجاً، عاصفاً، ورسم الضوء المتغيّر في البحر والجبل، من جبل الأقرع وحتى شاطئ جبلة، كما رسم الجبال الساحلية، بعدَها انتقل من الانطباعية إلى الحالة التعبيرية، فرسم الأسطورة الفينيقية وحالات إنسانية تعبّر عن همّ الإنسان وإشكالية الإنسان المعاصر. كما نجد في معرضه بعضَ الحالات التجريدية.

كتبوا عن أعماله:
الدكتور غازي الخالدي: «في لوحاته علاقة لونية وقيم فنية وشكلية منسجمة بعضَ الشيء».

الدكتور خالد المزّ: «في لوحاته غرابة بناء الألوان، وتلقائية الرسم وتحليل للكتل من دون تعيين مصدر الإضاءة».

الدكتور محمد الراشد: «إنه فنان يتقن أبجدية اختاق المجهول بأسلوب انطباعي يذكرنا برواد الفن الانطباعي أمثال فان كوخ وسيزان».

الفنان الراحل هيشون: «أعماله جولة مفتوحة على ساحل البحر، وعين نحو الجبال الساحلية. اللون الأزرق بدرجاته الكحلي والفيروزي والأخضر نحو اللون المباشر، ونحو المزج باللون الزهري لا تخلو هذه النظرة من طفولة ودادائية وتجديد نظرة شمولية المكان».

هيام مهنا - شاعرة: «في لوحاته اندغام العابر بالأبدي، هناك عناق فريد بين الطبيعة.. البحر والكائن الإنساني.. هذا العابر الظامئ إلى المجهول».

الدكتور عبد الحكيم الحسيني: «أعماله تقول أشياء خارج أسوار الواقعية والانطباعية المباشرة، تنمو الإسقاطات التعبيرية في مجموعة أعماله التي تربط عمق التاريخ والأمل والعمل الإنساني المعاصر».

الأديبة زوات حمدو: «ذكّرني الفنان برسام ياباني معاصر، قضى سنوات لا يرسم سوى العشب، وعندما سُئلَ مرة لماذا الأعشاب دائماً؟ قال: عندما رسمتُ الأعشابَ فهمتُ الحقل، وعندما فهمتُ الحقل أدركتُ العالم، و"همنغواي" فهمَ العالمَ يومَ فهمَ البحر».


جورج شويط

الوطن السورية

Share/Bookmark

صور الخبر

لقطات من معرض «تجليات طائر الفينيق» لكاسر أسعد

لقطات من معرض «تجليات طائر الفينيق» لكاسر أسعد

لقطات من معرض «تجليات طائر الفينيق» لكاسر أسعد

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق