الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق تحاول حل عقدة «جبل النسر»

28 نيسان 2012

.

شارك 73 شاب وشابة في المسير الكشفي الذي أقامته الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق «أنا السوري» يوم الجمعة أواخر شهر نيسان 2012. وقد تضمن مسيراً جبلياً ضمن منطقة ريف اللاذقية في الساحل السوري.

وقد شمل خط المسير الانطلاق من قمة جبل النسر مروراً بوادي النهر الوسخ وصولاً إلى نبع الشيخ حسن بطول إجمالي وصل إلى 9 كم ضمن ريف ناحية مدينة كسب الجبلية المميزة.


من أجواء مسير «أنا السوري»
ضمن منطقة ريف اللاذقية
في الساحل السوري


ويهدف النشاط كما يقول أمين سر الجمعية وقائد نشاطاتها الشاب خالد نويلاتي إلى دخول منطقة غابات كسب من قمة جبل النسر لأول مرة واستكشاف طبيعة الغابات فيها و استكشاف نهر الوسخ ونبع الشيخ حسن إضافةً إلى رفع القدرة للمشتركين والأعضاء من خلال تنفيذ عملية نزول من قمة جبلية عالية إلى سفح الوادي باستخدام الحبال والتعرف على التكتيك الخاص بمسير قفزة الثقة وكيفية تنفيذه في منطقة حراجية تعتبر هي الأهم في سورية ويضيف: «يدعى هذا النشاط باسم "قفزة الثقة" والذي يعني القيام بمسير منحدِر من قمة عالية إلى قمة منخفضة عبر مناطق ذات جرف ترابي أو صخري شديد الانحدار. ويعتبر هذا النشاط من النشاطات الصعبة التي تستلزم الكثير من المعدات الخاصة (الحبال وكراسي الإنزال والعصي والخوذ البلاستيكية الواقية للصدمات وغيرها من المعدات) ناهيك عن الخبرة الواجب توافرها لدى الكادر التنظيمي والمتجلية في تنفيذ عدة من التكتيكات على غرار إنشاء جسر بشري على شكل نقاط ارتكاز على طول الخط من أفراد الكادر التنظيمي لمساعدة المشتركين على النزول الآمن، أو إنشاء قطار بشري من عشرة أفراد "أرهاط" يكونون ملتحمين مع بعضهم البعض وهم في وضعية الجلوس على أرض الجرف ليقوموا بالانزلاق نزولاً عن ذاك الجرف بأمان. وأود هنا أن أقول بأن مسير «قفزة الثقة» الأول كان في عام 2007 من قمة «تشالمى» في كسب محافظة اللاذقية نزولاً إلى جرف السمرا من الساعة الثامنة صباحاً وانتهى في الساعة التاسعة ليلاً بطول خط مسير 5 كم وبمشاركة 65 مشارك. يعتبر هذا اللون من النشاطات هو أحد الألوان المميزة في الجمعية وهو من ابتكارات الجمعية الرائعة والتي لم تكن معروفة سابقاً».

ويتابع بالقول بأن مصطلح «قفزة الثقة» جاء من تدريبات الإنزال المظلي حيث يعبر المصطلح عن القفزة التي يقوم بها المظليون المميزون من الطائرة إلى الأرض.


من أجواء مسير «أنا السوري» ضمن منطقة ريف اللاذقية في الساحل السوري


من الجبل ... إلى الوادي...

بعد التجمع في مقر الجمعية، انطلقت الحافلة بالمشاركين إلى محافظة اللاذقية حيث تم الالتقاء بالمشتركين من محافظات حلب وطرطوس واللاذقية ومن ثم التوجه إلى ناحية كسب في ساعات الصباح الباكر. وبعد الوصول إلى بلدة النبيعين، تجمع المشاركون عند نقطة البداية وتم توزيع المعدات الضرورية عليهم من عصي وحبال وخوذ بلاستيكية لحماية الرأس، ومن ثم تم تقسيم العشيرة إلى فرقتين الأولى هي «الفرقة 11» بقيادة «هزاد شكو والثانية فرقة «قاديش» بقيادة ياسين الجبان. وبعد توجيه الإرشادات الضرورية لجميع المتطوعين وتعريفهم على أعضاء الكادر التنظيمي انطلقت الفرقتان إلى قمة جبل النسر.


من أجواء مسير «أنا السوري»
ضمن منطقة ريف اللاذقية
في الساحل السوري


يضيف الشاب خالد: «تضمن المسير عدة مراحل، المرحلة الأولى توجه فيها الجميع عبر طريق ترابي صعوداً إلى قمة جبل النسر والتي يبلغ ارتفاعها 859 م. قبل الوصول إلى القمة، أخذ الجميع فترة استراحة لأجل التعريف بالمنطقة التي نسير فيها. وخلال هذه الفترة، قام المشرفين على المسير بإجراء رياضة صباحية للجميع ومن ثم تقدمت وبيدي أفعى سوداء بطول 2 م تم جلبها من أسواق دمشق حيث تم تعريف المتطوعين على هذه الأفعى والمخاطر التي تتعرض لها نتيجة اصطيادها وأسرها وإبعادها عن بيئتها التي تعيش فيها وفي ذات الوقت تعرف الجميع على طريقة تفادي خطرها. وقبل إطلاق سراحها قام الجميع بالإمساك بها وأخذ الصور التذكارية كمحاولة لإثبات أنها حيوان غير خطر في حال تم التعامل معها بحذر ورفق. كما أنني أخرجت حيوانا آخر هو السلمندر الناري لتعريف الجميع عليه، ومن ثم تم إطلاقه في الطبيعة الأم له. وبعد ذلك باشرت جميع الفرق بالسير عبر جرف صخري باتجاه القمة في منطقة من غابات السرو والصنوبر لم نرى في حياتنا شبيها لها على الإطلاق فهي منطقة عذراء لم يزرها إنسان على الإطلاق ومن الأدلة على ذلك خلو المنطقة من القمامة التي اعتدنا على رؤيتها في النشاطات الماضية والناتجة عن تواجد بشري سابق في المكان».

ويضيف بأن الغابات المحيطة كانت مملوءة بكل أنواع النباتات البرية المزهرة مشيراً إلى أن كثرتها وتنوعها أدتا إلى دهشة المشاركين مما يرونه وعدم قدرتها على تتبعها.


من أجواء مسير «أنا السوري» ضمن منطقة ريف اللاذقية في الساحل السوري


وأضاف بأنه بعد الصعود على التلال التي تخفي من خلفها قمة «جبل النسر»، انكشفت أمام المشاركين الطبيعة بمظهر جديد رائع لا مثيل له حيث ظهرت سلسلة من الجبال والتلال المتتالية المطلة على البحر ومن على تلك القمة الرائعة بدأ المشاركون بمشاهدة سلاسل غير متناهية من الجبال الخضراء ذات الحواف القاسية والانحدارات الشديدة باتجاه الوديان. ويقول بأنه تلا ذلك وصول المشاركين إلى القمة وأخذ استراحة لتناول وجبة الإفطار والتقاط الصور الجماعية التذكارية ومراقبة الطيور التي كانت تحلق في السماء لتبدأ بعدها المرحلة الثانية التي يقول عنها: «كان من المقرر السير على حافة التلال المتجهة باتجاه البحر حتى نصل إلى أحد المجاري السيلية الهابطة على جرف نهر الشيخ حسن لأجل الوصول إليه ومتابعة المسير ضمن مجرى النهر على شكل مسير برمائي. لدى وصولنا إلى النقطة المناسبة، بدأت الفرق بالنزول في أحد المجاري السيلية القاسية مستعينين بالعصي والحبال. في بداية طريقنا ظهر لنا أحد أخطر المشاكل التي من الممكن أن تحصل معنا وهي إصابة أحد المشاركين حيث قامت مجموعة من الكادر التنظيمي بمساعدة المصاب وإعانته على النزول في الجرف بشكل آمن وبحركة بطيئة.


من أجواء مسير «أنا السوري» ضمن منطقة ريف اللاذقية في الساحل السوري


كما وصلنا أيضاً أن إحدى المشاركات بدأت تعاني من (رُهاب) المرتفعات وبأنها عالقة في أعلى الجرف ولا تستطيع الحراك حيث قمنا بتوجيه ثلاثة من أعضاء فريق الطوارئ لنجدتها. مع التعرف على حالتها وحالة الشاب السابقة، قررنا وضع خطة جديدة تتناسب مع هاتين الحالتين والتي كانت مبنية على أن تقوم مجموعة من أعضاء فريق الطوارئ المتخصص في الاستطلاع بتلك المجموعة بالبحث عن مسلك ضمن الجرف يكون أقل انحدارا من الذي كنا عليه وخالٍ من الأحراش الكثيفة لكي نستطيع متابعة سيرنا برفقة المصابين. وبعد ما يقارب الساعة عاد فريق الاستطلاع بتقريره و تبين أن الطريق في هذا الجرف قاسٍ جداً وصعب ولا يمكننا متابعة السير فيه بوضعنا الحالي.

عاد قادة الفرق والكادر التنظيمي للاجتماع وتقييم الحالة الراهنة لأجل اتخاذ القرار المناسب، وبعد مباحثات مطولة مع جميع أعضاء الكادر تبين لنا أنه يجب أن نعود إلى نقطة البداية فوراً وذلك لعدة أسباب منها خسارتنا لوقت كبير قُدّر بنحو ساعة ونصغ جراء عملية نجدة المصابين الاثنين ناهيك عن خسارتنا لفترة ساعتين خسرناها في اللاذقية جراء انتظار بعض المشاركين المتأخرين. هذه الساعات الثلاثة والنصف التي خسرناها أدت إلى أننا بدأنا نفكر بأننا لن نستطيع الوصول إلى النقطة المحددة في الوقت المناسب وبأننا سوف نضطر للمسير ليلا في الغابة الأمر الذي قد يشكل خطورة لنا مع وجود الإصابات التي كانت معنا (ما عدا تلك التي قد تحدث لاحقاً). أما العامل الثاني فهو كون باقي خط المسير يمثل جرف صخري شديد الانحدار الأمر الذي سيجعل عملية نقل المصابين عبر هذا الجرف فيها الكثير من المخاطر وسنكون مضطرين لان نسير بحركة بطيئة».


من أجواء مسير «أنا السوري» ضمن منطقة ريف اللاذقية في الساحل السوري


لأجل ما سبق، قرر الفريق الانسحاب والهودة إلى نقطة البداية. ورغم اعتراض بعض المشاركين على القرار، إلا أنهم أيقنوا صحته خصوصا بعد أن علموا أن حالة المصابين بدأت بالتدهور خلال طريق العودة وحاجتهم الكبيرة للعناية الطبية والإسعافية المناسبة. ويختتم الشب «خالد» كلامه بالقول بأن الفريق وصل إلى النبعين في نهاية المطاف وذلك بعد مسير استغرق 7 ساعات مع قطع مسافة وصلت إلى 7 كم حيث انتهى النشاط بتناول الجميع استراحة الغداء على شاطئ البحر بناحية البدروسية.


أحمد بيطار

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

من أجواء مسير «أنا السوري» ضمن منطقة ريف اللاذقية في الساحل السوري

من أجواء مسير «أنا السوري» ضمن منطقة ريف اللاذقية في الساحل السوري

من أجواء مسير «أنا السوري» ضمن منطقة ريف اللاذقية في الساحل السوري

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

إدارة الجمعية:

ألف شكر لإدارة الموقع على هذه التغطية الإعلامية وشكر كبير للسوري أحمد بيطار

سوريا