الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق تقيم نشاطاً سياحياً في السويداء

05 أيار 2012

.

بعيداً على النشاطات الاستكشافية والتوثيقية التي اعتادت «الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق-أنا السوري» القيام بها في ربوع الطبيعة، أقامت الجمعية نشاطات سياحياً هذه المرة شمل زيارة إلى موقع أثري ضمن محافظة السويداء نهار الجمعة ضمن نشاط شارك فيه 27 متطوعاً من عدة محافظات هي دمشق واللاذقية والسويداء.

وقد حمل النشاط اسم «مشروع البحث عن كنز الدياثة الأثري» حيث شمل استكشاف وتوثيق آثار محافظة السويداء «بوسان والمشنف و الدياثة و قنوات و الغيضة» وتوثيق المنطقة من خلال التصوير الوثائقي إضافةً إلى التعرف على آثار الأجداد.

وعن فكرة النشاط يقول الشاب خالد نويلاتي أمين سر الجمعية وقائد نشاطاتها بأن النشاط يمثل نوعاً جديداً من أنشطة الجمعية ويهدف إلى السياحة الداخلية حيث يضيف: «مع بداية هذا العام، قمنا في الجمعية باعتماد مشروع جديد باسم (مشروع البحث عن الكنز) كنشاط متاح لكل الأعمار دون تكبد عناء ومشقة السير داخل الطبيعة القاسية. وبعد نجاح هذا النشاط، سنقوم بعدة نشاطات قادمة مستقبلا ستتناول فيها مواضيع متعددة منها على سبيل المثال لا الحصر الآثار والمحميات الطبيعية وكل ما تحتويه الخريطة السورية والذي هو بحاجة لإعادة الاستكشاف والتوثيق والتعريف عنه من جديد».


الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق تقيم نشاطاً سياحياً في السويداء


ويضيف بأن المشروع الأول الذي قامت به الجمعية كان زيارة آثار محافظة السويداء والتي تعد متحفا طبيعيا بامتياز لما تحتويه من معالم أثرية هامة ومميزة وكثيفة منتشرة في مناطقها كافة حيث يضيف: «هناك الكثير من الأثار الموجودة في السويداء والمهملة للأسف. ونحن بدورنا نطالب الجهات المعنية بإعطاء هذا المتحف المزيد من الرعاية والاهتمام ليظهر بالصورة الأفضل والأمثل. كان هدف الرحلة هو البحث عن المعلومة المفيدة من قلب الطبيعة وتوثيقها لأهداف علميّة واجتماعية وتربوية وصحية لبناء جيل قادر على إسكان وطنه بقلبه والتعريف عنه بعقله بصدق وأمانة جيل يمتلك البرهان العلمي القوي والمثبت بأدلة موثقة. وبيّن قائد النشاط أنه ومن خلال رحلة البحث عن الكنوز الأثرية الموجودة في منطقة (الدياثة) وكافة المواقع الأثرية التي زرناها وجدنا آثاراً هامة تشتكي قلّة العناية والاهتمام. كما أننا نرى أنه علينا إشراك المجتمع المحلي في عملية الحراسة والنظافة والقيام بحملات تطوع مستمرة تهدف إلى تحسين وتجميل تلك المواقع بهدف صونها لنا وللأجيال القادمة».


الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق تقيم نشاطاً سياحياً في السويداء


أما الشاب مازن سليمان من فريق الطوارئ الخاص بالجمعية فقد قال بأن المواقع الأثرية في سورية تشكل متحفاً طبيعياً متكاملاً، إلا أنه في الوقت نفسه تتواجد عدة سلبيات تشوه هذه المنظر الطبيعي منها كما يقول: «رأينا بعد المشاهد التي أثرت على تمتعنا بالآثار الجميلة، منها على السبيل المثال تواجد بركة مليئة بالمياه الآسنة جانب معبد المشنف وغيرها. خلال الفترة الماضية تأملت طويلاً أغلب ما قامت به الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق من أنشطة بتنوعها وعددها وغناها شكلاً ومضموناً فأيقنت بأنها لم تختر لنفسها إلا أن تكون مشروعاً وطنياً خالصاً. كما أن ذلك يتجلى من خلال فهمنا وإدراكنا لماهية الشعور الوطني فهو في حقيقته يتألف من فكرتين أساسيتين هما الانتماء والولاء أما الانتماء فهو شعورنا العميق الذي يربطنا بالمكان حيث ولدنا وحيث عشنا وترعرعنا إنه خليط هائل ومزدحم بالتفاصيل الدقيقة للمكان هناك بيتنا وتلك حارتنا وذاك طريق مدرستي وشوارع الحي العتيقة إنه القلب الحامل لذاكرة الجبال والأودية والسهول بكل ما فيها إنها الأرض التي تحتضن قبور الآباء والأجداد، في حين يمثل الولاء ترجمة الشعور بالانتماء على أرض الواقع. بالتالي فإن ما تقوم به الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق من أنشطة على امتداد أرجاء الوطن من شأنه أن يعزز لدى المشاركين والمهتمين الشعور بالانتماء ليضرب في جذوره عميقاً كشجرة موغلة في القدم بحيث تنقلنا من فكرة الانتماء الضيقة للحي والمدينة إلى انتماء أوسع وأعمق يمتد على كامل جغرافيا الوطن و كيف لا يكون ذلك وهذا الحنين يشدنا إلى أشجار الأرز التي تعانق الغروب في جبال كسب وإلى حقول القمح الممتدة من شروق الشمس حتى قلعة شميميس في السلمية بل ويمتد بعيداً من أحجار البازلت في السويداء إلى الحصى المصقول في جعبر».


الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق تقيم نشاطاً سياحياً في السويداء


أما الشابة لينا عبد العال من لجنة الإشراف والتنسيق فتقول بأن دخول المشاركين إلى عمق الطبيعة، جعلنا نكتشف الكثير من الكنوز الأثرية الموجودة في بلدنا والتي تحتاج إلى المزيد من الإضاءة عليها وإبرازها، مشيرة إلى أن طبيعة السكان في محافظة السويداء وتميّزهم بالطيبة والأصالة والكرم يعطي قيمة مضافة لتلك الكنوز.

في حين قالت الشابة نورما الخوري من لجنة الإشراف والتنسيق أن ما لفت انتباهها هو وجود مناظر طبيعية خلابة مترابطة من سكان كرماء طيبين مما يعطي الزيارة إلى آثار السويداء نكهة خاصة وجمالية فريدة. وطالبت الخوري الجهات المعنية في المحافظة بضرورة تحسين تلك المواقع وتهيئتها سياحياً وتأمين البنى الأساسية لذلك وتضيف: «مما يلفت الانتباه، هو أنه في كل مكان زرناه، كنا نجد لوحات أثرية مميزة ولكل واحدة منها قصة خاصة إلا أنه في الوقت ذاته تشترك جميعها في قصص مع الجهات المعنية في المحافظة بقلّة العناية والاهتمام. من ناحية ثانية، في المواقع التي لم تُستملك بعد، نجد أنها قد حافظت على معالمها وخصائصها والأهم هو النظافة والاهتمام من قبل المجتمع المحلي وهذا يجعلنا نتساءل لماذا ندفع الملايين من الليرات بدلات استملاك إذا كنا قادرين على إشراك السكان المحليين في عملية المراقبة والنظافة والحفاظ على الموجودات بدلاً من أن تتحوّل إلى مكبات للنفايات وغيرها من الأعمال المعروفة عند دائرة الآثار مثل بعض الأماكن المهجورة في آثار قنوات».


أحمد بيطار

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق تقيم نشاطاً سياحياً في السويداء

الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق تقيم نشاطاً سياحياً في السويداء

الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق تقيم نشاطاً سياحياً في السويداء

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

زياد دالاتي:

نشاطكم جميل وذو خطوات جريئة

سوريا