قرية «قراصة» في السويداء واحدة من أقدم المواقع الأثرية في العالم

26 أيلول 2014

.

سورية مهد الحضارات والبلد الأعرق صاحب التاريخ هذه ليست عبارات يقولها السوريون لمدح أنفسهم؛ بل هي حقيقة يعترف بها العالم ويثبت العلم والعمل الجاد في التاريخ وتؤكدها بعثات التنقيب العالمية, فقد قامت البعثة السورية الفرنسية الاسبانية المشتركة برئاسة الدكتور «فرانك بريمر» ودائرة أثار السويداء بمسح شامل لمنطقة اللجاة في السويداء بشكل عام وتبين وجود مواقع أثرية تعود إلى أقدم العصور التاريخية ويقارب عددها 500 موقع، تعود إلى العصور الحجرية وعصور ما قبل التاريخ والعصور القديمة الكلاسيكية، وتشكل هذه المواقع نموذجاً لتعاقب الحضارات وتطور الإنسان وأنماط حياته عبر التاريخ.

«ياسر الشعار» ممثل الجانب السوري في البعثة يحدثنا عن تفاصيل العمل قائلاً: «تم إجراء عملية بحث لمنطقة اللجاة في السويداء ولمنطقة السويداء بشكل عام فتبين وجود ما يقارب 500 موقع أثري تعد من أقدم المواقع الأثرية في العالم ومن هذه المواقع موقع «اللبوة» الذي يقع بالقرب من قرية أم الزيتون في السويداء ويعود تاريخ هذا الموقع إلى الألف الرابع قبل الميلاد ويتميز بوجود بقايا أسوار ضخمة وبقايا معابد تعتبر الأقدم في العالم. وموقع «كوم شعارة وكوم الشرائع» اللذان يعودان إلى عصور البرونز، وموقع «كوم التينة وكوم الرمان» بالقرب من قرية «ريمة اللحف».

وبالنسبة إلى موقع قراصة الذي يعتبر الأقدم في العالم يتحدث «الشعار»:
«تم اختيار منطقة قراصة للتنقيب لأهميتها الحضارية ولاختزالها تاريخ المنطقة فقد حط الإنسان رحال سكنه في منطقة قراصة نظراً لوجود بحيرة تشكلت من ينابيع غزيرة ووديان عديدة تغذي المنطقة، حيث انتقل الإنسان من مراحل الصيد والتقاط الثمار والسكن في مغر منطقة اللجاة في العصور الحجرية إلى بناء البيوت في الضفة الشمالية من البحيرة.

تحتوي منطقة قراصة على ثلاثة مواقع أثرية تعود إلى عدة عصور الأول منها يعود إلى الألف الحادي عشر قبل الميلاد وهو التل الشمالي حيث نجد بقايا اثنا عشر بيتا دائرية الشكل تعود إلى العصر النطوفي الذي اعتمد فيه الإنسان على الصيد، حيث تم العثور عند التنقيب على أدوات الصيد التي كان يستخدمها الإنسان كذلك اعتمد على جني الثمار والقمح السوري؛ قبل زراعته، حيث وجدت البعثة أثناء التنقيب أجران الطحين جانب البيوت.

والتل الغربي يعود إلى الألف التاسع قبل الميلاد «العصر الحجري الوسيط» ويعتبر من أقدم القرى الزراعية، وصنف من قبل البعثة المشتركة «السورية الفرنسية الاسبانية بأنه أكبر تل أثري في الشرق الأدنى يعود إلى هذا العصر».

وجد في هذا التل بقايا غرف متصافه من البيوت، وتبيّن بداية عصر استعمال الفخار حيث كان الاعتماد على الأواني الفخارية والحجرية والصوانية، وخلال هذه الفترة من الزمن تم تدجين الحيوانات وتهجين النبات حيث قاموا بزراعة الأشجار المثمرة .

التل الجنوبي يعود إلى عصور البرونز أي من الألف الرابع قبل الميلاد فما دون وفيه تم الكشف عن بقايا مباني تبين استمرارية لاستيطان في عصر البرونز وتطور الحضارة والعمران.

عمل البعثة بدأ منذ عام 2007 حتى عام 2010، حيث قامت البعثة بردم بعض المعالم إلى حين إعادة التنقيب فيها لاكتشاف المواقع الأثرية الأخرى القريبة من منطقة «قراصة» والتي تشكل تسلسلاً تاريخاً وحضارياً للمنطقة كما قامت بتأمين حماية المواقع الأثرية.

وفي الختام يقول «الشعار»: «هناك الكثير من المواقع الأثرية في السويداء التي تعمل مديرية الآثار في السويداء على استكمال عملية التنقيب للكشف عن تاريخ وحضارة سورية والمنطقة.



اكثم الحسين

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

اجود :

تحية طيبة لكم جميعا
بالنسبة للتوثيق يجب ان يكون متقنا ومؤكدا وبعيدا عن التزوير بالنسبة الى الصورة هي في قلعة صلخد وليست في قراصة
بامكانكم الخول الى صفحتي الخاصة ( اجود الزغير ) بالعربي تجدون ما يروق لكم من اماكن مهمة ومواقع مهمة في السويداء

سوريا