جمعية أصدقاء أوغاريت تكرم الباحث والمؤرخ جبرائيل سعادة في الذكرى العشرين لرحيله
16 أيار 2017
.
تكريما لما قدمه في مجالات الثقافة والأدب والتاريخ والفن في سورية أقامت جمعية أصدقاء أوغاريت اليوم لقاء تكريميا للباحث والمؤرخ جبرائيل سعادة في قاعة النشاطات بدار الأسد للثقافة في مدينة اللاذقية بمناسبة مرور عشرين عاما على وفاته.
وأشار مدير ثقافة اللاذقية مجد صارم ممثل وزير الثقافة في كلمة له إلى أن مدينة اللاذقية التي قدمت للعالم أول أبجدية ونوتة موسيقية لا بد لها أن تحتفي بأبنها «جبرائيل سعادة» المؤرخ والباحث في التاريخ والأدب
والموسيقي والذي حمل تراث بلده وارثها الحضاري في وجدانه مختزنا بعضا من هويتها الحضارية في كتبه لتكون مرجعا لمن أراد إيمانا منه بتميز مدينته اللاذقية خاصة وسورية بشكل عام وإسهاماتها في الحضارة
الإنسانية منوها بأهمية هذه المبادرة بالتذكير «بإنجازات سعادة الإنسان ابن الحضارة الذي حمل معه معنى الأمة واستلهم من إرثها».
وتحدث عدد من أصدقاء وأقارب الراحل سعادة عن جوانب حياته واهتماماته فلفت ألفرد سعادة أحد أقاربه الى مدى انفتاحه على غير وترحيبه وكرمه وولعه بالبحث والمعرفة وتعدد اهتماماته وتعلقه بالموسيقى وبمدينته اللاذقية وازقتها وملامحها وسكانها وأصدقائه دون تعلقه بالأمور السطحية مقدما الشكر لجمعية اصدقاء اوغاريت ومديرية الثقافة على هذه المبادرة.
وعن اهتمامه في التاريخ تحدث الدكتور بسام جاموس أحد طلاب سعادة الذي «التقاه أول مرة على بوابة مدينة أوغاريت» عن اهتمام الراحل بطلابه ومحاولاته توفير المراجع لهم وسعيه لتوسيع مداركهم وتشجيعهم على الاهتمام بتاريخ بلدهم واصفا إياه بأنه كان «المعلم والعالم» داعيا إلى الاهتمام بمكتبته التي أهداها لجامعة تشرين.
من جهته رأى الدكتور نهاد عبد الله احد اصدقاء الراحل أن «التاريخ يعطي من حقبة لأخرى رجالات تسجل على صفحاته مآثر خالدة تبقى عبر الزمن معطاءة تنير دروب الفكر وتترك بصمتها على ضمير الانسانية.. وكانت في احدى هذه الحقب جبرائيل سعادة».
وقدم الباحث في الموسيقا زياد العجان الذي رافق الراحل منذ صغره مقطوعات موسيقية وأغان من تأليف سعادة تنوعت بين التراتيل والتانغو والألحان الشعبية معتبرا أن « سعادة مزج في موسيقاه بين الثقافة الغربية والشرقية فعزف على آلة البيانو بأسلوب خاص» لافتا في الوقت نفسه إلى أن الراحل إضافة إلى تأليفه الموسيقا وتلحينه للأغاني أبدى اهتمامه برعاية المواهب وافتتح صالونا للموسيقى كل يوم ثلاثاء يقدم فيه موسيقى عالمية وشرقية بالتناوب.
بدوره لفت نائب رئيس جمعية أصدقاء أوغاريت الفنان لؤي شانا إلى أن الجمعية ولدت لتكون حاضنة لنشاطات كثيرة فكرية وثقافية وفنية وقال.. «نجتمع اليوم لنضيء شمعة على ذكرى سعادة القامة الوطنية والفكرية والباحث في الاثار والموسيقا والتاريخ.. الرجل الذي لو عاصر هذه الحرب التي تشن على سورية لسال قلمه دما لما تتعرض له الاثار وملامح الحضارة السورية من تخريب و تدمير ممنهج وهو من امضى عمرها من أجل الآثار».
وقدم خلال الحفل فيلما وثائقيا عن الراحل سعادة من تأليف صديقه سجيع قرقماز واخراج محمد الاغا تناول اهتمامات سعادة وأبحاثه وشهادات بعض الادباء واصدقائه بسعادة الانسان والباحث وفيه بعض من كلمات سعادة.. «أصنف نفسي كمواطن يحب بلاده ويدافع عن مصلحتها بأي شكل فأنا لا أهتم بالخطابات والكلمات وما يهمني من أي شخص أو أي حزب هو الفاتورة التي يقدمها للتاريخ لأنني أنا شخصيا مؤرخ».
وحسب زياد العجان فإن المكتبة الموسيقية لسعادة تشكل متحفا موسيقيا لما تضمه من اعمال موسيقية موثقة ومؤرشفة لكبار الموسيقيين والفنانين العرب ومختلف الالوان الموسيقية وبعدد كبير من الاشرطة والتسجيلات والأقسام.
sana