التراث اللامادي الحلبي: خطوة إلى الأمام محاضرة لجمعية العاديات في حلب

28 أيار 2011

التراث اللامادي في حلب كان الموضوع الرئيسي للندوة التي أقيمت على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء 24 و25 أيار 2011. الندوة التي حملت عنوان «التراث اللامادي الحلبي: خطوة إلى الأمام» أقيمت بتنظيم كل من جمعية العاديات ومديرية الثقافة إضافةً إلى مشاركة عدد كبير من الباحثين والمهتمين في موضوع التراث.

عند الحديث عن التراث اللامادي الخاص بحلب، يأتي ذكر العلّامة الكبير «خير الدين الأسدي» الذي قدم موسوعته الشهيرة «موسوعة حلب المقارنة» والتي استغرق الأسدي قرابة الثلاثين عاماً في تأليفها والعمل عليها.

هذا الأمر يتحدث عنه الأستاذ محمد قجة رئيس جمعية العاديات بالقول: «نجتمع في هذه الندوة التي امتدت على مدار يومين للاحتفاء بشخصية كبيرة قدمت لحلب الكثير وهي شخصية خير الدين الأسدي، وحول قضية محورية هامة أخذت تشغل الشعوب جميعاً وهي قضية التراث اللامادي، هذه القضية بدأت تشهد اهتماماً متزايداً من قبل الشعوب خصوصاً مع موجة العولمة التي تجتاح كوكب الأرض وتفرض لوناً معيناً من الثقافة يلغي كل الخصوصيات الثقافية الأخرى لباقي الشعوب».

وعن أهمية هذه الندوة بالنسبة لمدينة حلب، يقول بأن مدينة حلب كانت من المدن ذات التراث الغني والعريق سواء التراث المادي أم ذاك غير المادي ويتابع: «تملك مدينة حلب تراثاً يضم مئات المواقع المسجلة في تراث اليونسكو ضمن الأوابد العالمية، كما نعمل ضمن حلب حالياً على مشروع تسجيل تراث المدينة غير المادي مثل القدود والموشحات والإنشاد الديني الخاص بهذه المدينة. هذا الأمر سيجعل حلب أول مدينة عربية تُسجل على المستويين المادي وغير المادي، وسيتم هذا قريباً. يمكنني أن أقول بأن عملية توثيق التراث غير المادي في حلب كانت تجري قبل انتباه منظمة اليونسكو عالمياً لهذا التراث منذ زمن طويل حيث كان هناك رجال كبار -وعلى رأسهم خير الدين الأسدي - قد بدأوا بتوثيق هذا التراث. وحينما بدأ الأسدي بكتابة موسوعته، لم يكن موضوع التراث اللامادي مطروحاً بعد في منظمة اليونسكو».

ويضيف بأن هذه الندوة ستشكل نقطة بداية لمتابعة مسيرة الأسدي في توثيق التراث اللامادي في مدينة حلب خصوصاً وأن هناك عدد من الجوانب التي بدأ يتسرب إليها النسيان، ويضيف: «في هذا الجهد، سنتعاون جميعاً على المستويات الرسمية والأكاديمية والجمعيات الأهلية والأفراد لكي نصل إلى توثيق هذه المدينة من كل النواحي. وتأتي أهمية ندوتنا في توسعة النظرة التي سبق للأسدي أن بدأ بها. هناك عدد من البحوث المفيدة التي سمعناها في هذه الندوة، ولن ننظر لسنوات حتى نترجمها إلى عمل حيث سنعمل على تشكيل لجنة تقوم بمتابعة عمل الأسدي وتطويره. لا يعني هذا الأمر أن نعبث بالموسوعة، بل سنبقي الأصل كما هو حفاظاً على الأمانة العلمية، وسنذكر الإضافات ضمن هامش مستقل. كما سنعمل كل عدة سنوات على تنقيح النسخة التي لدينا وإصدار نسخ جديدة. يمكننا أن نقول بأن هذه الموسوعة وما سُيضم إليها لاحقا سيمثل مرجعا لتوثيق ذاكرة هذه المدينة».

أما مدير ثقافة حلب السيد غالب البرهودي فيقول بأن تعاون مديرية الثقافة مع جمعية العاديات على إقامة هذه الندوة يأتي ضمن جهود المديرية في التعاون مع المؤسسات الرسمية والشعبية: «نعمل في مديرية الثقافة على رفع سوية المشهد الثقافي في حلب ليكون مشهداً غنياً مهما تتكامل فيه جهود الأدباء والمثقفين من جهة، وجهود المؤسسات الحكومية من ناحية ثانية لكي نقدم مشهداً مميزاً يليق بهذه المدينة التي سبق أن اختيرت كعاصمة للثقافة الإسلامية».

وقد تضمنت الندوة المحاضرات التالية التي ألقاها عدد من الباحثين والمتمين في موضوع التراث وقد كانت المحاضرات هي:
- محاضرة للدكتور «صلاح كزارة» بعنوان «مدخل إلى تأصيل المفردات الأعجمية لدى الأسدي».
- محاضرة للدكتورة «سوسن بطمان» بعنوان «البيئة في الهنهونات الحلبية، قراءة دلالية لدى الأسدي».
- محاضرة للأستاذ «فيصل خرتش» بعنوان «التعايش في حلب: اليهود من منظور الأسدي».
- محاضرة للدكتور «نور الدين التنبي» بعنوان «التراث اللامادي والحمامات في حلب لدى الأسدي».
- محاضرة للمهندس «تميم قاسمو» بعنوان «منهجية التمييز بين الحكمة والمثل عن الأسدي».
- محاضرة للدكتور «أحمد أديب الشعار» بعنوان «تكرار معاني بعض التعبيرات لدى الأسدي».
- محاضرة للأستاذ «حكمت هلال» بعنوان «حكايتي مع مكتبة الأسدي».
- محاضرة للأستاذ «محمد كمال» بعنوان «تعبيرات شفهية ذات جذور قيمة».
- محاضرة للدكتور «محمد حسن عبد المحسن» بعنوان «وحدة التراث اللامادي: الأدب الحلبي نموذجاً».
- محاضرة للأستاذة «ندى الرفاعي» بعنوان «جدة حلبية بين ممرات الذاكرة».
- محاضرة للدكتور «سامي قباوة» بعنوان «من تراث ممارسة الطب في حلب».
يذكر بأن «موسوعة حلب المقارنة» للمؤلف «خير الدين الأسدي» هو عمل كبير اهتم بتوثيق تراث المدينة اللامادي من مفردات وأمثال وعادات وتقاليد والذي عمل عليه الأسدي قرابة الثلاثين عاماً. وقد جرى طباعتها للمرة الأولى في سبعينات القرن الماضي بعد وفات العلّامة الأسدي حيث أصبحت مرجعاً كبيراً للباحثين فيما يتعلق بتاريخ وتراث وأهل حلب، وعادات وتقاليد سكانها، والأهم من هذا كله، اللهجة التي يتحدث بها أهل المدينة ومفردات هذه اللهجة وحتى طريقة نطق هذه المفردات ضمن سبعة أجزاء بعدد صفحات وصل إلى 3500 صفحة. وقد جرى مؤخراً إطلاق نسخة رقمية من هذه الموسوعة لتسهيل عمل الباحثين والمهتمين بالتراث اللامادي في حلب.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق