خالد عقيل يقدم معرضاً في غاليري كارما بحلب

12 أيار 2011

بين اللونين الأبيض والأسود والكتابات العربية القديمة، وبين الصور التي تنقلك إلى بُعد آخر ومجال جديد لم نعتده في مجال التصوير الضوئي، قدم التشكيلي خالد عقيل معرضه الفردي الثالث له ضمن غاليري كارما للفنون خلال الفترة من الأول وحتى الثاني عشر من شهر أيار 2011. المعرض لم يحمل أي اسم - كعادة كل معارض التشكيلي خالد - في فكرة يهدف فيها إلى قدح زناد الخيال لدى المتلقي دون تحديده بإطار معين عن طريق تحديد اسم له.

الفكرة جديدة ومختلفة، وتُعرض لأول مرة في حلب حيث يقول عنها التشكيلي عقيل: «فكرة المعرض هذا هي وليدة أفكاري ولم استقها من أي مكان آخر. ولا أدري إن سبق أن تم تقديم فكرة مشابهة لها على مستوى العالم، إلا أنها تقدم للمرة الأولى في حلب. تعُبر لوحات المعرض عن مشاعري وما أراه ورأيته في المجتمع خلال الفترة الزمنية التي استغرقها التحضير للمعرض والتي قاربت الأشهر التسعة».


من أعمال التشكيلي خالد عقيل
في غاليري كارما في حلب

بين التصور والفن التشكيلي، لوحات متنوعة لم تعد تنتمي إلى أي تصنيف تقليدي فكانت أن أخذت مجال خاص بها مختلف عن الأساليب التقليدي وعن هذا يقول: «لا أستطيع أن أقول بأن عملي هو تصوير بالمعنى الصافٍ للكلمة، حيث دائما ما يكون هناك طبقة إضافية من العمل فوق الصورة الملتقطة. وهذا الأمر نراه في كل معارضي السابقة. هذا المعرض بدورها كان نقلة نوعية لم أجد اسماً يمكن التعبير عنه كفن جديد. نرى الصور الموجودة باللونين الأبيض والأسود والتي التقطها بنفسي من ناحية، ومن ناحية أخرى هناك المعالجة والعمل على طرح العمل الفني برؤية جديدة وذلك من خلال معالجة اللوحة التي تتم والتي منها الكلمات العربية المكتوبة فيها مثلاً. العمل بكامله من البداية إلى النهاية من بنات أفكاري ونتاج مجهودي وعملي من أصغر طبقة إلى المشهد العام النهائي له».

كل اللوحات كانت باللونين الأسود والأبيض وعن هذا يقول: «أحببت أن تكون لوحاتي كلها بهذين اللونين لكي تعبر عن الفكرة بشكل أكبر، لا أدري إن كان فكرة اللوحات بهذين اللونين سيكون السمة المميزة لمعارضي لأنني سبق أن عرضت بعض اللوحات الملونة ولا أستبعد أن نرى معارض في المستقبل منوعة الألوان وليست مقتصرة على هذين اللونين».

معظم الصور الموجودة في المعرض تشي بفكرة عميقة وراء كل صورة وابتعادها عن مفهومي الصدفة أو وليدة اللحظة حيث يتحدث عن هذا الموضوع أكثر بالقول: «إن فكرة التصوير وليد اللحظة الذي يقوم به بعض المصورين ومفهوم الصورة العفوية هما أمران لا يعنيان لي الكثير. من وجهة نظري فإن الصور التي تنتمي إلى ما سبق هي أقرب إلى فكرة ضربة الحظ، أي وجود المصور بكاميرا جيدة في مكان وزمان ممتازين لالتقاط تلك الصورة. طبعاً قد تكون لرؤية المصور ونظرته الفنية دور، إنما لا تتجاوز نسبته 30% والباقي هو حظ وتوقيت جيد. هذا النوع من التصوير موجود وله مؤيديه وأتباعه وهو أقرب إلى التصوير الصحفي. بالنسبة لي فإن مثل هذا النمط من التصوير لا يعنيني حيث التصوير بالنسبة لي معتمد على تخطيط. قيل في إحدى المقالات التي كتبت عن المعرض أنني أعتمد على اللقطات وليدة اللحظة، هذا الأمر مخالف لواقع وأود أن أقول بأنني لا أعتمد على هذه الفكرة وهذا ما يفسر استغراق معارضي لفترة طويلة لكي تظهر للناس. على سبيل المثال، قد أفكر بالتقاط صورة عن فن المولوية، بالتالي أذهب إلى المكان الذي يجري فيه مثل هذا وأقوم بالتقاط الصورة المناسبة لي. أستطيع أن أصور الأمر وكأنني صياد أذهب إلى الغابة بحثاً عن الغزلان حيث لا يعلم ما سيواجه ولكن يعلم ما الذي يبحث عنه. هذه الفكرة تنطبق على كثير من صور المعرض مثل صورة المحجبة مع ظلها الموجودة هنا حيث كنت أبحث عن صورة لمحجبة مع ظلها وبقيت أبحث حتى وجدت هذه الفكرة».

من أعمال التشكيلي خالد عقيل
في غاليري كارما في حلب

ويضيف بأنه يمكنه تشبيه قصة صوره بالحلم حيث يأتيه حلم بفكرة معينة أو صورة معينة ومن ثم يعمل على تنفيذها ويتابع: «هي مجموعة من الأفكار والخواطر التي أراها في حياتي اليومية بدءً من الصباح وأنا أقود سيارتي، وانتهاءً بمعاملاتي اليومية. كما تتأثر لوحاتي بالأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية ووضع الشباب وغيرها، كل ما سبق تمثل هواجس في داخلي أعمل على مواجهتها وإبرازها من خلال أعمالي إلى العلن».

هذه الصور ولّدت عدداً من وجهات النظر المختلفة - وحتى المتعاكسة - فيما بينها. هذا الأمر كان متوقعاً لدى التشكيلي خالد و عن هذه النقطة يقول: «هناك الكثير من الصور التي احتار الناس في تفسيرها منها صورة الشاب الحامل لجمجمة والتي فكرت بها وعملت عليها من الصفر. كما كانت هناك عدة صور تمثل الشباب أو الدين كان هناك مؤيد لها ومعارض لها حيث فهمها كل شخص كما يرغب. أنا لا أحب تسمية الصور لكي كل يراها المتلقي بمنظوره، على سبيل المثال صورة المنقبة وجدها الناس أنني أشجع النقاب، في حين وجدها البعض الآخر أنني ضد النقاب. أما أنا فاحتفظ بوجهة نظري لكي لا أوجّه المشاهد وأتركه يتأمل اللوحة بالكيفية التي يريد».

وعن فكرة الكتابة الموجودة ضمن اللوحات يقول بأن منها كلمات مقصودة المعنى في حين البعض الآخر كلمات تقوم بتجميل اللوحة لا أكثر ويضيف: «موضوع الكتابة الموجود ضمن الصور اليوم كان متنوعا حيث كانت في بعض اللوحات كلمات مقصودة ولها معنى، في حين هناك كلمات لا داعي لأن تُقرأ وهي تشكل حالة كقيمة جمالية فقط وإدخالك بالحالة والجو. كما أن هناك بعض اللوحات فيها الكتابة صعبة القراءة وحتى مشوشة وذلك عن قصد لكي لا تقرأ. وقد استقيت بعض الجمل من الكتب العربية القديمة في حين بعضها الآخر كتبته بخط يدي».

من أعمال التشكيلي خالد عقيل
في غاليري كارما في حلب

ويختم بالقول بأن انطباعات الناس عن المعرض منذ بدايته وحتى لحظة إعداد المقال كانت منوعة فيقول عنها: «كان القاسم المشترك في رأي الزوار هو المفاجأة وعدم توقعهم لما يروه كونه يُعرض لأول مرة في المدينة، البعض منهم هزه المعرض في حين البعض الآخر أحس بالكآبة من المعرض حيث جعله يرى بعضاً من داخله لم يكن ليريد أن يراه. كما أن الجميع أحب المعرض من ناحية الفكرة بغض النظر عن قناعتهم تجاه بعض اللوحات. كما أنهم قالوا بأنه لم يروا مثل هذه الفكرة من قبل».

يذكر بأن المصور خالد عقيل قدم معرضين سابقين قبل هذا المعرض الأول كان في العام 2009 في حلب، في حين كان الثاني في دمشق في العام 2010. كما شارك في عدد من المعارض الجماعية المختلفة.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أعمال التشكيلي خالد عقيل في غاليري كارما في حلب

من أعمال التشكيلي خالد عقيل في غاليري كارما في حلب

من أعمال التشكيلي خالد عقيل في غاليري كارما في حلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق