عاصمة الثقافة العربية تحتفل في الآرت هاوس بمشروع السفن الفينيقية
09 06
استعادة مغامرة البحارة الشجعان
أَقامت الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008، حفل استقبال في فندق Art House بدمشق، حضره سفراء وممثلون عن المملكة المتحدة، وأوروبا، وأفريقيا، والشرق الأوسط، إضافة إلى مجموعة من المؤرخين، والخبراء والبحارة، وعدد من المهتمين، انضموا جميعهم إلى بعثة مشروع السفينة الفينيقية، التي يجري العمل على المراحل الأخيرة منها حالياً.
ومن المقرَّر أن يتم الانتهاء من بناء السفينة التي يبلغ ارتفاعها حوالي خمسين قدماً، في جزيرة أرواد السورية، خلال الأسابيع القليلة القادمة. لتبدأ رحلتها البحرية في شهر آب المقبل حيث ستدور حول السواحل الأفريقية قاطعة آلاف الأميال خلال عدة أشهر من السفر في البحر.
وتحظى هذه البعثة بدعم الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008، وكذلك بدعم الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية، إضافة إلى دعم واهتمام خبراء من المتحف البريطاني، وعدد كبير من الجغرافيين والمؤرخين وعلماء الآثار في شتى أنحاء العالم.
إضافة إلى ذلك تم البدء بتنفيذ مشروع لإنجاز برنامج وثائقي يغطي رحلة السفينة الفينيقية أثناء تجوالها بين السواحل والبلدان.
المرحلة الأخيرة من إنجاز مشروع السفينة الفينيقية، ستتم تغطيته من لندن، حيث ستقيم السفارة السورية في لندن حفل استقبال في التاسع عشر من أيار للاطلاع على مستجدات تقدم المشروع. وسيكون كل من سفراء أفريقيا وبلدان الشرق الأوسط، والمؤرخون، والخبراء التعليميون، والداعمون لهذا المشروع؛ حاضرين جنباً إلى جنب مع منظمي هذه الرحلة.
يقوم مشروع «فينيقيا» بإعادة إنشاء أول سفينة بحرية فينيقية دارت حول القارة الأفريقية، ويعتقد أن البحارة الفينيقيين قاموا بهذه الرحلة في عام 600 قبل الميلاد، لتقوم هذه السفينة بدورها بالمضي في نفس الرحلة.
ونستطيع القول إنَّ الفينيقيين كونوا أول حضارة عالمية حيث أنشؤوا حوالي عام 1200 قبل الميلاد حضارة امتدت على ساحل سورية، لبنان وفلسطين، وقد انتشرت هذه الحضارة في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، واستمرت ما يقارب ألف عام.
ويتضمن المشروع بناء نسخة طبق الأصل عن السفينة الفينيقية باستخدام وسائل ومواد بناء فينيقية تقليدية، وقد تم وضع مواصفات لـتصميم هذه السفينة، بالاستناد إلى أدلة تم جمعها من حطام السفن، وقطع أثرية فنية كالزهريات وقطع النقود، إضافة إلى جهود مجموعة من العلماء وصناع السفن وخبرائها.
ويبلغ طول هذه السفينة المنسوخة 21.5 م ويجري بناؤها في جزيرة أرواد، وهي جزيرة فينيقية قديمة تقع قبالة الساحل السوري، وذلك بحسب باني السفن خالد حمود.
وبعد الانتهاء من بنائها ستنطلق السفينة بقيادة المغامر فيليب بيل، والذي كانت آخر مغامرة له قيادة سفينة بوروبودور عام 2003-2004.
ويتكون طاقم السفينة المتعدد الجنسيات من 20 شخصاً، وسوف تغادر هذه البعثة سورية في شهر آب القادم، لتنطلق في رحلة عبر البحر إلى السواحل الأفريقية، وستبدأ رحلتها باتجاه قناة السويس نزولاً إلى الساحل الشرقي لأفريقيا لتحاول الدوران حول رأس الرجاء الصالح المعروف بخطورته، وستستمر الرحلة حتى الساحل الغربي لأفريقيا قبل أن تعود إلى البحر الأبيض المتوسط لإكمال تطوافها البحري في أيار 2009.
و ستتبع هذه الرحلة رحلة أخرى لنقل السفينة إلى المملكة المتحدة في صيف عام 2009، لتكون السفينة قد قطعت في رحلاتها ما يقارب 17000 ميل، خلال حوالي عشرة أشهر. يذكر أنَّ مشروع فينيقيا يحظى بموافقة الجمعية الجغرافية الملكية، ومن المقرر عرض السفينة المنسوخة في المعرض البريطاني كرمز للثقافة الفينيقية ابتداءً من عام 2009-2010.
الفينيقيون مجموعة سامية اللغة، وهم جزء من الكنعانيين الذين سكنوا سورية قبل الميلاد. و اشتق اسمهم من كلمة تعني اللون الأحمر باليونانية، لاشتهار مدن فينيقيا بصناعة الأرجوان، وهو الصباغ الأحمر الضارب إلى البنفسجي المستخرج من أصداف الموركس. وتميز الفينيقيون بنشاطهم التجاري وخاصة الملاحة حيث استولوا على كل تجارة البحر المتوسط. كما أسسوا مستعمرة تجارية لهم في ساحل تونس .
بلدنا