قبيل المرحلة الأخيرة من مشروع فينيقيا

21 05

أول سفينة بحرية فينيقية دارت حول القارة الإفريقية

أقامت الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 مساء البارحة حفل استقبال في فندق آرت هاوس في دمشق، حضره كل من السفراء والممثلين عن المملكة المتحدة، وأوروبا، وإفريقيا، والشرق الأوسط، إضافة إلى مجموعة من المؤرخين، والخبراء والبحارة، وعدد من المهتمين، انضموا جميعهم إلى بعثة مشروع السفينة الفينيقية، التي يجري العمل على المراحل الأخيرة منها حالياً.
من المقرر أن تفتتح السفينة التي يبلغ ارتفاعها حوالي خمسين قدماً، والتي تبنى حالياً على جزيرة أرواد السورية، خلال الأسابيع القليلة القادمة، لتبدأ رحلتها البحرية في شهر آب المقبل حيث ستدور حول السواحل الإفريقية قاطعة آلاف الأميال خلال عدة أشهر من السفر في البحر.
تحظى هذه البعثة بدعم الأمانة العام لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008، وكذلك دعم الجمعية الجغرافية الملكية، إضافة إلى دعم خبراء من المتحف البريطاني واهتمامهم، وعدد كبير من الجغرافيين والمؤرخين وعلماء الآثار في شتى أنحاء العالم.
يقول السيد فيليب بيل، قائد البعثة «إن هذا المشروع بحق إعادة إحياء للتاريخ، وسيشارك فيه أطفال من إفريقيا، وأوروبا، والشرق الأوسط، وسيستطيع الناس في معظم أنحاء العالم متابعة تقدم هذه الرحلة، في الوقت الذي نتعرف فيه إلى الكثير عن الفينيقيين وحسهم الاستكشافي المدهش.
«إن كان لدينا معلم على متنها، سنكون متأكدين من أن المواد التي نجمعها ستُوثَّق على النحو المناسب لاستخدامها في المستقبل في المدارس في كل مكان». وقد استطاعت الجهات المنظمة خلال الشهور الماضية جمع طاقم مؤلف من واحد وعشرين شخصاً من الرجال الأقوياء، الذين ينتمون إلى جنسيات مختلفة، وقد اعتُمدوا من أجل العمل ضمن هذه البعثة. ويشير السيد فيليب بيل إلى أنه على الرغم من اعتماد هؤلاء الأشخاص إلا أنه ما زال يرحب بالكثير من مقدمي الطلبات، سيما من إفريقيا والشرق الأوسط، وتحديداً من سورية التي يجري اليوم مشروع إعادة بناء السفينية الفينيقية على أراضيها، ومنها ستنطلق الرحلة لتدور حول سواحل إفريقيا بكاملها.
يضيف السيد بيل معلقاً: «ستكون تجربة رائعة، وما نريده هو تشجيع الناس على أن يكونوا جزءاً منها، خاصة أننا لا نطلب أن يكون لدى الجميع خبرة عالية في الإبحار كما أننا نريد حقاً من الناس في إفريقيا والشرق الأوسط الانضمام إلى هذه الرحلة.
إضافة إلى ذلك بُدئ تنفيذ مشروعٍ لإنجاز برنامج وثائقي يغطي رحلة السفينة الفينيقية أثناء تجوالها بين السواحل والبلدان، المرحلة الأخيرة من إنجاز مشروع السفينة الفينيقية، سيغطَّى ولكن هذه المرة من لندن، حيث ستقيم السفارة السورية في لندن حفل استقبال في التاسع عشر من أيار للاطلاع على مستجدات تقدم المشروع، وسيكون كل من سفراء إفريقيا وبلدان الشرق الأوسط، والمؤرخون، والخبراء التعليميون، والداعمون لهذا المشروع حاضرين جنباً إلى جنب مع منظمي هذه الرحلة.
حول مشروع فينيقيا
يقوم مشروع «فينيقيا» على إعادة إنشاء أول سفينة بحرية فينيقية دارت حول القارة الإفريقية، ويُعتقد أن البحارين الفينيقيين قاموا بها في عام 600 قبل الميلاد، لتقوم هذه السفينة بدورها في إعادة المضي في الرحلة ذاتها.
نستطيع القول إن الفينيقيين كونوا أول حضارة عالمية حيث أنشؤوا قبل حوالي 1200 عام قبل الميلاد حضارة امتدت على ساحل سورية، ولبنان وفلسطين، وقد انتشرت هذه الحضارة في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، واستمرت لما يقارب ألف عام.
يتضمن هذا المشروع بناء نسخة طبق الأصل عن السفينة الفينيقية باستخدام وسائل ومواد بناء فينيقية تقليدية، وقد وُضعت مواصفات لـتصميم هذه السفينة، بالاستناد إلى أدلة جُمعت من حطام السفن، وقطع أثرية فنية كالزهريات وقطع النقود، إضافة إلى جهود مجموعة من العلماء وصناع السفن وخبرائها.
يبلغ طول هذه السفينة المنسوخة 21.5 متراً ويجري بناؤها في جزيرة أرواد، وهي جزيرة فينيقية قديمة تقع قبالة الساحل السوري، وذلك بحسب باني السفن خالد حمود، وبعد الانتهاء من بنائها ستنطلق السفينة بقيادة المغامر فيليب بيل، الذي كانت آخر مغامرة له قيادة سفينة بوروبودور عام 2003-2004.
يتكون طاقم السفينة المتعدد الجنسيات من عشرين شخصاً، وسوف تغادر هذه البعثة سورية في شهر آب القادم، لتنطلق في رحلة عبر البحر إلى السواحل الإفريقية، وستبدأ رحلتها باتجاه قناة السويس نزولاً إلى الساحل الشرقي لإفريقيا لتحاول الدوران حول رأس الرجاء الصالح المعروف بخطورته، وستستمر الرحلة حتى الساحل الغربي لإفريقيا قبل أن تعود إلى البحر الأبيض المتوسط لإكمال تطوافها البحري في أيار 2009.
سيتبع هذه الرحلة رحلة أخرى لنقل السفينة إلى المملكة المتحدة في صيف عام 2009، لتكون السفينة قد قطعت في رحلاتها ما يقارب سبعة عشر ألف ميل، خلال حوالي عشرة أشهر. يذكر أن مشروع «فينقيا» يحظى بموافقة الجمعية الجغرافية الملكية، ومن المقرر عرض السفينة المنسوخة في المعرض البريطاني كرمز للثقافة الفينيقية ابتداءً من عام 2009 – 2010.


احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

مجد:

ربما تأخرت بالتعليق على هذا الموضوع ولكن لا بأس فالسفينه ذهبت وعادت ولكن لم نرى اهتمام اعلامي عالي المستوى بهذا اموضوع رغم كل الاهتمام الرسمي اعتقد ان هذه الحضاره السوريه والتي هي ماضينا يجب ان يسلط عليها الضوء طبعا هي وجميع الحضارات السوريه الاخرى كما نعلم ان كتب التارخ في المنهاج التربوي فيها شرح مفصل للحضارات العبيه بشكل عام والسوريه بشكل خاص ومن هنا اتمنى ان يكون هناك اضواء صحفيّه على حضارتنا فأذا اردنا التكلم عن الفينيق او-الكنعان-فأنهم -اي نحن- اصحاب الابجديه الاولى واصحاب النوته الموسيقيه الاقدم واسيا المتوسط وبناة اعظم المدن ونوارس البحر والقائمه تطول فيحق لنا بكل هذا الفخر ويحق لنا ان نقول ....سوريا بلادنا.... واريد التنويه انه ورد خطأ تاريخي بسيط بالمقال وهو ان الفينيقيين سكنوا ساحل سوريا ولبنان وفلسطين والصحيح انهم سكنوا الساحل السوري لانه على زمن الفينيق لم يكن هناك سايكس بيكو وكانت كلها سوريا ولم كن هنا مايسمى الان بدولة لبنان وانما كانت عباره عن منطقه اسمها جبل لبنان وكانت تابعة حتى عام 1918 للسياده السوريه لأنه عند الحديث بالتارخ نعود للأصل وينتفي التقسيم الحاضر.

سوريا