فعاليات الأيام السورية السويسرية في حلب

03 08

جبال الألب السويسرية تعانق قلعة حلب

استضافت حلب على مدار الفترة من 23 تموز وحتى 1 آب 2009 فعاليات «الأيام السورية-السويسرية»، التي تضمنت عدداً من الأنشطة الثقافية والفنية والغنائية المتنوعة، في ظاهرة تحدث لأول مرة في مدينة حلب؛ حيث يقول عنها السيد مارتين أشباخر -السفير السويسري في سورية-: «تُعتبر حلب مدينة مهمة. والسبب الذي دفعنا إلى إقامة هذه الأيام هنا يكمن في حبي لهذه المدينة، فما أن اقترح السيد بولص مكربنة -القنصل السويسري الفخري- إقامة الفعالية فيها حتى وافقتُ». وكان السيد أشباخر قد أقام في حلب ودرس في جامعتها قبل تولي هذا المنصب.



السفير السويسري في سورية
السيد مارتن أشباخر

بدأت الاحتفالية يوم الخميس 23 تموز مع محاولة إطلاق مناطيد لم يكتب لها النجاح. وعن سبب عدم النجاح، يخبرنا السيد طارق سعدة –مدير نادي الطيران الشراعي السوري- الذي حضر خصيصاً من دمشق: «لم تتوفر السرعة المطلوبة للهواء حينئذ، حيث بلغت السرعة عند المحاولة 24 عقدة بينما يتطلب الإطلاق سرعة لا تزيد عن 8 عقدة». كان من المخطط له أن يحمل أحد المنطادين العلم السوري ويحمل الآخرُ العلمَ السويسري ليعبّرا عن انطلاق الفعاليات.


ومع وعد القائمين بمحاولة إطلاق المناطيد خلال بقية أيام الفعالية، اُفتتحت الفعالية بشكل فعلي مع معرض الصور تحت عنوان «بهجة الحياة»، حيث شارك فيه عدد من المصورين السوريين والسويسريين، الهواة منهم والمحترفين، في مبادرة يقول عنها السيد آندريه يعقوبيان -أحد أفراد لجنة التحكيم-: «كان هدف المعرض هو التعبير عن الطبيعة الجميلة لكل من سورية وسويسرا عن طريق تقديم أفضل اللقطات بشروط محددة، هي عدم استخدام الفلاش وأن يكون محور الصورة هو بهجة الحياة». وقد ضم المعرض العديد من الصور المميزة التي كانت تعبر عن كل من الأماكن الطبيعية السورية والسويسرية بكل أبعادهما وجمالهما.

جانب من الحفل الذي أقيم
في الخزان الأيوبي في قلعة حلب



وقد تابعت الفعاليات نشاطاتها، يوم السبت 25 تموز، بحفلة خاصة جداً في مكان خاص جداً يقع داخل قلعة حلب وهو «الخزان الأيوبي»، والذي جرى ترميمه وتأهيله مؤخراً ليستضيف العديد من النشاطات الفنية المتنوعة. وقد اقتصرت الدعوة في هذا النشاط على الرسميين من أعضاء الجالية السويسرية في سورية والسلك الدبلوماسي في مدينة حلب.

ثم تتابعت الفعاليات باتجاه الجانب الثقافي، بداية بمحاضرة ألقاها البروفيسور جان-ماري لوتانسورير بعنوان «27 سنة في البادية السورية: أكثر من مليون سنة من المغامرة الإنسانية». وعنها يقول البروفيسور لوتانسورير: «إن موضوع المحاضرة هو عن المكتشفات التي تمت في منطقة الكوم في البادية السورية، ما بين مدينتي الرقة وتدمر، والتي تقع على مفترق طرق الحضارات القديمة. وقد اُكتشف فيها العديد من المكتشفات الأثرية التي تعود إلى حقب تاريخية مهمة».



موسيقى الجاز
في خان الوزير

أما موسيقى الجاز، فقد كان لها حضورها من خلال الحفلتين اللتين أُقيمتا يومي الثلاثاء 28 والجمعة 31 تموز. كانت الأولى سويسرية بشكل كامل حيث عزفت الشابة إيليانا بوركي وفرقتها أمام قلعة حلب، وقدمت فيها مقطوعات موسيقية على «بوق جبال الألب»، وهو بوق طويل فريد من نوعه تقول بوركي عنه: «ربما نكون نحن الفرقة السويسرية الوحيدة التي تعزف على هذا البوق التراثي. العزف عليه عملية ليست سهلة، وتتطلب الكثير من التدريب والمهارة». أما الحفلة الثانية فكانت سورية-سويسرية مشتركة، قُدِّمت فيها مقطوعات تعبر عن كلتا الثقافتين، بالإضافة إلى أغاني جاز كلاسيكية قديمة.

وقد جرت هذه الأمسية داخل منطقة خان الوزير، وهو المكان نفسه الذي شهد يوم الخميس 30 تموز عرض الفيلم السويسري «أيام الخريف المنسية» الذي حاز على العديد من الجوائز داخل سويسرا. وعن سبب اختيار هذا الفيلم بالذات، يقول السيد بولص مكربنة -القنصل الفخري السويسري-: «يتطرق هذا الفيلم إلى فئة كبار السن ونظرة المجتمع لهم على أنهم فئة أصبحت غير منتجة وتنتظر مصيرها بصمت. ويركز على أن تحقيق الأحلام لا يحده عمر معين ولا سن، من خلال بطلة الفيلم السيدة العجوز التي صممت على افتتاح متجر وتحقيق حلمها رغم عمرها الكبير». حري بالذكر أن هذه الأمسية كانت سابقة هي الأولى من نوعها، في عرض فيلم في الهواء الطلق في مدينة حلب.

منظمة «الهلال الأحمر السوري» كانت لها مشاركة في هذه الفعاليات، من خلال عملية تكريم لمؤسسه هنري دونان –المواطن السويسري- في احتفالية جرت يوم الأربعاء 29 تموز، حيث جرى تقديم درع تذكاري للسفير السويسري كممثل لدولة سويسرا التي ينتمي إليها مؤسس المنظمة الدولية لجمعيات الهلال الأحمر/الصليب الأحمر، مع حضور وفد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

عروض ترفيهية للأطفال

أما في اليوم الأخير، 1 آب، فقد تضمن حدثاً مميزاً تمثَّل في إقامة حفلتين لأطفال الجمعيات الخيرية، جرى فيهما تقديم عرض ترفيهي لهم من قبل مواطنين سويسريين مقيمين في سورية، وبمشاركة جمعية «الرجاء» لذوي الاحتياجات الخاصة التي تُعنى بالإعاقات العقلية، حيث شاركت بثلاث لوحات راقصة أداها الأطفال ضمن ذاك اليوم.

أما اختتام الفعاليات فقد جاء في حفل رسمي أقيم مساء يوم السبت 1 آب الذي كان تصادف أيضاً مع العيد الوطني السويسري، والذي تم الاحتفال به هذه المرة في مدينة حلب عوضاً عن دمشق، وبحضور السفير السويسري في سورية، ليتم تقديم درع يمثل هذه الفعاليات الأيام له ولكل من ساهم في إنجاحها.

لقد مثلت الأيام السورية-السويسرية حقاً ظاهرة فريدة متميزة سوف يتذكرها أهل حلب طويلاً، ربما حتى العام القادم موعد التظاهرة الجديد كما وعد القائمون عليها بمحاولة جعلها تظاهرة سنوية تجري دائماً في ربوع حلب، لتكون الجسر الذي يربط ما بين جبال الألب السويسرية وما بين قلعة حلب السورية.

.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

العلم السويسري أمام قلعة حلب

السفير السويسري السيد مارتن أشباخر

الموسيقى التقليدية السويسرية تعزف أمام قلعة حلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق