القافلة السويسرية تحط رحالها في حلب

05 تشرين الأول 2010

نشاطات ثقافية وعلمية منوعة على مدار خمسة أيام

على مدار الأيام الأخيرة من شهر أيلول الماضي، شهدت مدينة حلب فعاليات سويسرية متنوعة بعنوان «قافلة سويسرية في مدينة حلب» والتي تضمنت عدداً كبيراً من النشاطات متنوعة ما بين محاضرات وحفلات ومعارض وأسواق وأفلام وثائقية وغيرها، وذلك على مدار الأيام الخمسة التي شهدها المهرجان.

وفي تصريح لـ «اكتشف سورية» يقول السفير السويسري في سورية السيد مارتن أشباخر، بأن هذا المهرجان يأتي ضمن الاهتمام السويسري بمدينة حلب والذي يتجلى في النشاطات العديدة التي تقام في المدينة، مضيفاً بأن هذا المهرجان مثلاً يتم فقط في مدينة حلب دون باقي المدن السورية، في حين كان العام الماضي عام «الأيام السورية - السويسرية» التي أقيمت أيضاً في مدينة حلب فقط، ويضيف: «حلب مدينة متميزة لها في قلبي مكانة خاصة كوني درست فيها أيام شبابي، والاهتمام السويسري بها بدأ منذ عدة سنوات منذ مهرجان الجاز السويسري الذي كان يقام في قلعة حلب والذي أقيمت الدورة الأخيرة منه في العام 2008 ليقام في التالي مهرجان الأيام السورية – السويسرية، وحالياً "القافلة السويسرية في خان الوزير"، حيث إن الهدف من هذه الأنشطة تعزيز العلاقة السورية السويسرية».

وفي سؤال من «اكتشف سورية» حول سبب تسمية المهرجان هذا العام باسم «القافلة السويسرية في خان الوزير»، في حين كان العام الماضي بعنوان «الأيام الثقافية السورية - السويسرية» أجاب: «النشاطان مختلفان بالاسم وحتى بالمضمون، فالأيام الثقافية التي أقيمت العام الماضي كانت تتضمن العديد من النشاطات الثقافية، في حين يتضمن النشاط هذا العام محاضرات تقنية في مواضيع مثل الطب والعمارة والزراعة مع بعض النشاطات الثقافية. كلا النشاطين يقدمان نشاطات تابعة للسفارة السويسرية، إنما من حيث ما يتضمنانه فالأمر مختلف. قررنا أن يكون اسم الفعالية "القافلة السويسرية" لأن مدينة حلب ـ وخان الوزير تحديداً ـ كانت تستقبل العديد من القوافل في الماضي الأمر الذي أرادت السفارة إعادة إحيائه بهذه القافلة التي ستمتد فعالياتها من 26- 30 أيلول الحالي. ولكن الفرق بين قوافل الماضي وقوافل الحاضر هو أن القافلة الحالية ستتضمن برنامجاً علمياً ذا عدد من المحاور، حيث تحمل كل ما هو جديد من سويسرا لتقدمه إلى سورية عبر مدينة حلب. ولا ندري ما سيكون عليه اسم النشاط خلال العام القادم، حيث سنعمل على تقديم نشاط جديد ومفهوم جديد مختلف عما قدمناه خلال هذا المهرجان وذاك الذي قبله».


القنصل الفخري لسويسرا في حلب
السيد بولص مكربنة مع فرقة درج

أما القنصل الفخري لدولة سويسرا في مدينة حلب السيد بولص مكربنة فيقول بأن مدينة حلب تشهد اهتماماً سويسرياً متزايداً حيث يضيف: «من خلال الشركات والمحاضرين الذين جاؤوا للمشاركة في هذا النشاط، نجد أن مدينة حلب بدأت تلقى اهتماماً سويسرياً متزايداً خصوصاً وأن هذه النشاط يقام فقط في مدينة حلب دوناً عن باقي المدن السورية. العديد من الأنشطة سوف تجري في خان الوزير كونه يحوي مقر القنصلية السويسرية من ناحية، ومن ناحية أخرى لكونه مكاناً أثرياً جميلاً ومميزاً. كما ستجري بعض الأنشطة في جامعة حلب لتعريف الطلبة بما قدمه السويسريون للعالم الحديث، إضافة إلى بعض النشاطات في كل من مديرية الثقافة والمكتبة الوقفية وحتى في غرفة الصناعة، منها ما هو مفتوح للعموم ومنها ما هو مقتصر على المختصين وأصحاب الشأن».

البداية: معرض وبازار... وشجرة!
البداية كان صباح يوم الأحد 26 أيلول في جامعة حلب في نشاط تم قبيل الافتتاح الرسمي، حيث تم افتتاح معرض «علوم سويسرا» في المكتبة المركزية للجامعة، واحتوى المعرض إنجازات 25 باحثاً سويسرياً قدموا للعالم إنجازات كبيرة في كل من الفيزياء الفلكية والجيولوجيا والطب والفلسفة وغيرها، كما تضمن المعرض معلومات عن الجامعات السويسرية إضافة إلى المعهدين الفيدراليين السويسريين للتكنولوجيا علاوة على معلومات خاصة بجامعة بازل التي تحتفل هذا العام بعيد ميلادها رقم 550.

وفي مساء نفس اليوم، تم الافتتاح الرسمي بحضور السفير السويسري إضافة إلى محافظ حلب حيث قام السفير السويسري بزرع شجرة «الصداقة السورية - السويسرية» والتي كانت من نوع الكرز البري أمام مدخل القنصلية السويسرية، تلا ذلك افتتاح فعاليات سوق المنتجات السويسرية في خان الوزير، ثم أمسية موسيقية لعازفة البيانو السويسرية أغالينا فراتشيفا بمشاركة عازف العود السوري كنان عدناوي.

أما يوم الاثنين، فقد شهد محاضرة ضمن غرفة صناعة حلب حول واقع النسيج العالمي وتنافسية قطاع النسيج السوري بمشاركة عدد من الباحثين المحليين إضافة إلى الباحث السويسري السيد جيوزيبي غيرزي والذي تحدث لـ «اكتشف سورية» عن محاضرته فقال: «قدمت محاضرة تتحدث عن واقع النسيج السوري كما نراه نحن من خارج سورية مع عرض لنقاط الضعف والقوة فيه، إضافة إلى أنني تحدثت عن واقع صناعة النسيج عالمياً، وأين يقع النسيج السوري ضمن هذه المنظومة. نرى من خلال تحليلنا لهذا الواقع انزياحاً لمعامل النسيج إلى آسيا بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وبالتالي نجد أن لسورية مستقبلاً مميزاً في مجال صناعة النسيج في حال اعتمدت على المقومات التي لديها من ناحية إنتاجها لقطن يعتبر الأجود عالمياً والتخصص في الألبسة ذات الجودة العالية والتصاميم المميزة لكي تبتعد عن منافسة دول مثل الصين في مجال الأسعار المنخفضة. وبرأينا الشخصي كشركة متخصصة في مجال النسيج فإننا نتوقع بأنه خلال 200 عاماً القادمة سنشهد انحساراً للاعتماد العالمي على صناعة النسيج القطني ليصبح حالها كحال صناعة الحرير التي باتت من مدخلات صناعة النسيج المرفه».

وبعد المحاضرة شهد خان الوزير عرضاً للأزياء قدمه مصممون شباب من سورية مستخدمين فيه أقمشة سويسرية، ومصممين شباب سويسريين استخدموا أقمشة نسيجية سورية، حيث حمل عرض الأزياء عنوان «الشرق يلاقي الغرب»، وكان حصيلة تعاون بين مدرسة «إسمود» لتصميم الأزياء في سورية ومعهد تصميم الأزياء في جامعة العلوم التطبيقية في سويسرا.


محاضرة سويسرية حول العمارة السورية

مشاريع سويسرية في مدن سورية:
أما يوم الثلاثاء فقد شهر محاضرة بعنوان «العمارة الحضرية: دمشق نموذجاً» تم فيها تقديم خلاصة دراسات بحثية أجراها مختبر العمارة والنقل في قسم الهندسة المعمارية في المعهد الاتحادي للتكنولوجيا في لوزان، حيث قدم البروفيسور جان بول جاكو مشاريع هندسية تم تنفيذها من قبل طلاب يعملون على نيل درجة الماجستير في مدينة دمشق، وذلك ضمن مفهوم التحري عن الإمكانيات المعاصرة للأبنية المستدامة ذات الأحجام الكبيرة الموجودة في ظروف عمرانية معقدة، حيث جرى تقديم تصور حول منطقة محطة الحجاز الدمشقية وكيفية تحويلها إلى محطة للقطارات أو الباصات أو سيارات الأجرة ضمن تصور الطلاب. كما جرى تقديم عرض تقديمي من قبل البروفيسورين بينغ جو ومانويل هيرز حول تطور واقع البناء في مدينة دمشق منذ أيام العثمانيين حتى مرحلة الانتداب الفرنسي وفترة السبعينيات والثمانينات وحتى يومنا هذا، مبينين آثار كل مرحلة زمنية على واقع المدينة وذلك في مديرية الثقافة في مدينة حلب، وتزامنت هذه المحاضرة مع محاضرة عن «إدارة الفنادق السويسرية» في خان الوزير قدمها المدير الإقليمي للمجموعة السويسرية للتعليم، وكانت حول الدراسة في سويسرا والإمكانات المتاحة للطالب الراغب بالدارسة الفندقية فيها.

وفي نفس اليوم، جرى عرض فيلم سينمائي وثائقي بعنوان «عايشين» يعرض المعاناة التي يعيشها أهل غزة بعد العدوان الإسرائيلي عليها بداية العام الماضي. ثم أقيمت حفلة لفرقة درج الشبابية الفلسطينية المختصة بموسيقى الراب والتي قامت بغناء الأغاني الموجودة ضمن الفيلم، حيث قدمت الفرقة أمسية حية بأغاني الراب إنما بكلمات عربية في محاولة منها لنشر ثقافة «الهيب هوب» ضمن تشكيلة الثقافة الموسيقية العربية والفلسطينية المعاصرة.

طب العيون، حماية المحاصيل، والطاقة الشمسية:
أما اليومان الأخيران فقد شهدا عدداً من المحاضرات القيمة العلمية الطابع، الأولى تحدثت عن «الجديد في طب العيون»، جرى خلالها عرض مساهمات أطباء عرب وسويسريين في تطوير طب العيون إضافة إلى التحدث عن آخر المستجدات بالنسبة لمرضي «الزرق» و«استحالة اللطخة الصفراء الشيخية» قدمها عدد من الأطباء العرب والسويسريين منهم الدكتور يورغ ميسرلي والذي حدثنا عن مشاركته فقال: «قدمت اليوم عرضين تقديميين، الأول كان عن الإسهامات السويسرية في مجال طب العيون مع ذكر أشهر الأطباء السويسريين الذين قدموا مساهمات جليلة في مجال طب العيون. أما المحاضرة الأخرى فكانت طبية تخصصية عن "العوامل الوعائية في الزرق" والتي كانت تخصصية وتحدثت فيها عن مرض "الزرق" (Glaucoma) بشكل تخصصي».


من المعرض السويسري في جامعة حلب

أما المحاضرة التخصصية الثانية فكانت عن زراعة المحاصيل واهتمت بعرض أبرز المبيدات الزراعية المتخصصة إضافة إلى الاستعمال الآمن للمبيدات وطرائق النقل والتخزين. وكانت المحاضرة التخصصية الثالثة والأخيرة عرضاً حول تقنيات الطاقة الشمسية، وأقيمت في المكتبة الوقفية حيث شارك فيها عدد من الباحثين السوريين إضافة إلى الباحث السويسري السيد ماكس شنايدر الذي قدم مفهوماً جديداً لاقى استحسان الحضور بشكل كبير يقول عنه: «بدلاً من التفكير ببناء محطات جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية، يجب علينا ترشيد الاستهلاك لدينا أولاً! على سبيل المثال في سويسرا، لا يدرك الناس أن عليهم فصل شواحن الجوالات وأجهزة الحاسب المحمولة عن مقبس الكهرباء كونها تستهلك الطاقة، حتى لو لم يكن هناك جهاز خليوي أو حاسب موصول بها! كمية هذه الشواحن الموجودة في سويسرا تعادل محطة توليد طاقة كهربائية كاملة! بدلاً من بناء واحدة يجب علينا إعلام الناس بهذا الأمر. كما تحدثت أيضاً عن توليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية مع عرض التقنيات التي تقوم بها شركتنا للقيام بهذا الأمر، وحث السوريين على الاستفادة من الطاقة الشمسية المتوفرة بكثرة في سورية على عكس سويسرا. وتطرقت أيضاً إلى سعي الحكومة السويسرية لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري واستخدام الطاقات المتجددة مثل طاقة الشمس».

آخر النشاطات السويسرية كانت مع أمسية موسيقية قدمتها فرقة كاروسل والتي قدمت موسيقى شبابية معاصرة في خان الوزير لاقت استحسان الجمهور بشكل كبير.

يذكر بأن القنصلية السويسرية قد تم افتتاحها في مدينة حلب في بداية عام 2009 حيث تم تعيين السيد بولص مكربنة قنصلاً فخرياً فيها، وقد قامت القنصلية بالعديد من النشاطات المتنوعة أبرزها «الأيام الثقافية السورية - السويسرية» إضافة إلى عدد من النشاطات الثقافية والفنية المنوعة.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

فرقة درج مع السيد بولص مكربنة القنصل الفخري لسويسرا في حلب

من معرض المنجزات السويسرية في رحاب جامعة حلب

من حفلة فرقة درج

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق