فرقة شوشي تحيي أمسية راقصة على مدرج قلعة حلب

14 تموز 2010

شهد مدرج قلعة حلب مساء يوم السبت 10 تموز 2010 أمسية راقصة مميزة قدمتها فرقة شوشي للرقص المؤلفة من سوريين من أصل أرمني مقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية، والذين عادوا إلى سورية رغبة منهم في تقديم موهبتهم هذه أمام أقربائهم وعائلاتهم.

31 لوحة راقصة عربية وأرمنية تم تقديمها على مدار 3 ساعات تقريباً من قبل 50 راقصاً وراقصة من الشباب، قدموا إبداعهم أمام جمهور كبير تجاوز عدده 2200 شخصاً داخل القلعة.

وكانت هذه الرقصات من تصميم السيدة سيتا باسكاليان - قنطارجيان مديرة الفرقة ومصممة رقصاتها والتي تقول: «حاولت أن أصمم رقصات تكون مختلفة عن كل ما عرفه الناس سواء بالنسبة للثقافة الأرمنية أو العربية. قررنا القدوم إلى هنا وتحديداً إلى منطقة الشرق الأوسط على اعتبار أن آباء وأهالي راقصي الفرقة هم سوريون أو لبنانيون أو أردنيون من أصول أرمنية. وأراد هؤلاء الشباب العودة إلى هنا وجعل أهلهم يرون ما أنجزوه في الولايات المتحدة الأمريكية وبالنسبة لعديدين فإن تقديم عروضهم هنا هو حلم تحول إلى حقيقة».

والسيدة سيتا هي لبنانية المولد حيث سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ 39 عاماً وعملت على تأسيس هذه الفرقة من باب الهواية في العام 1992، حيث وصل تعداد أفراد الفرقة حالياً إلى 135 شاب وفتاة حضر منهم 50 راقصاً وراقصة فقط. وتقول بأن عملها مع الفرقة هو من باب الهواية حيث أن عملها الأصلي هو في شركة للإلكترونيات كما تقول مضيفة بأن الفرقة كلها مؤلفة من راقصين هواة أعمارهم تتراوح بين المرحلة الثانوية والجامعية وتتابع بالقول: «لا يوجد في الفرقة سوى راقصيْن محترفَين والباقي هم هواة. منهم من يرتاد جامعات بعيدة ويضطر في نهاية كل أسبوع إلى السفر لثلاث أو أربع ساعات لكي يكون مع الفرقة في تدريباتها، وعددهم حوالي 30 شاباً وفتاة، في حين أن الباقي هم من طلاب الثانوية وينتمون لمدراس من نفس المدينة».

ويقع مقر الفرقة في ولاية نيويورك الأمريكية حيث تتدرب في عطلة نهاية الأسبوع لمدة ثلاث أو أربع ساعات تقريباً، إضافة إلى قيامها بالتدريبات المكثفة في فترات الصيف. وقد قدمت الفرقة العديد من الحفلات ضمن الولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلى عدة حفلات في أرمينيا حيث تضيف مديرتها: «قررنا اصطحاب 50 راقصاً وراقصة إلى منطقة الشرق الأوسط حيث بدأنا سلسلة حفلاتنا في الأردن، ومن ثم أقمنا حفلة في دمشق بحضور وزير الثقافة وثمانية سفراء. كما أنا لدينا حفلتين في لبنان بعد هذه الحفلة. وأتمنى أن تكون المغنية صباح إحدى المتواجدات في حفلات الفرقة لمحبتي الشديدة لها حيث سبق وأن أديت شخصيتها عندما كان عمري 12 عاماً في إحدى المسرحيات».

وتقول بأن تواجدها على مسرح قلعة حلب هو تجربة مميزة جديدة وفريدة من نوعها حيث شعرت بالسعادة الكبيرة مع نجاح الحفلة: «كانت الرقصات عربية وأرمنية كونها تعبر عن الثقافة والأصول التي نعود إليها كلنا نحن أفراد هذه الفرقة».

وتضيف بأن الحفاوة والاستقبال السوري لها فاق توقعاتها حيث شعرت بالسعادة وقضت وقتاً ممتعاً هنا مضيفة بأن الجولة بشكل عام كانت ناجحة حتى هذه اللحظة مختتمة قولها بتعليق أحد الصحفيين الأردنيين الذي قال لها بأنه ليس من الضروري أن تكون من أصول أرمنية لكي تستمتع بالحفل.

من أفراد الفرقة كانت الشابة لوريك ستراكيان البالغة من العمر 20 عاماً والتي بدأت الرقص ضمن الفرقة منذ عشر سنوات تقريباً حيث تقول: «أنا من مدينة نيوجرسي في ولاية نيويورك. انتسبت إلى الفرقة منذ كان عمري 10 سنوات ورأيت الفرقة تنمو عاماً بعد عام. أشعر حالياً بالسعادة لقدومي إلى الشرق الأوسط حيث تعود أصولي. والدتي هي سورية من سكان مدينة حلب، ووالدي لبناني من سكان مدينة بيروت، وبالتالي من المميز لنا التواجد هنا حيث كان متحمسين جداً».


فرقة شوشي على مدرج قلعة حلب

وتتابع بالقول بأن بعض أفراد الفرقة في المدرسة الثانوية والبعض الآخر في الجامعة، والبعض لديه عمل خاص، ولكن برغم ذلك فالكل يأتي للتدريب الذي يتم أسبوعياً فهي مثلاً تقطع مسافة 4 ساعات عائدة إلى مدينتها من الجامعة لكي تشارك في التدريبات، وتقول: «أنا أدرس في كلية إدارة الأعمال في مدينة بوسطن، ويتطلب مني الأمر السفر لمدة 4 ساعات نهاية كل أسبوع للعودة من أجل التدريبات وذلك على مدار العام. ولكن التدريب المكثف يبدأ مع نهاية شهر أيار مع انتهاء الجامعات والمدارس حيث تزيد عدد الساعات المخصصة للتدريب التي نقوم بها نهاية كل أسبوع. بالنسبة لموضوع التوفيق بين الرقص والدراسة فقد اعتدت عليه لأنني أقوم به منذ عشر سنوات، ولكن من ناحية أحرى ليس سهلاً القيام بهذا الأمر إلا أن حبك لهذا الموضوع يجعله سهلاً عليك مع مرور الزمن».

وتتابع بأنها تشعر في السعادة لتواجدها في هذه الجولة التي تستمر لمدة 20 يوماً حيث وجدت الجمهور على تفاعل كبير مع ما قدموه إضافة إلى تقديمها هذه الرقصات أمام عائلاتهم حيث تقول: «كانت التجربة مختلفة حيث كنا نقدم هذه المرة أمام أقاربنا وأهلنا وكان الشعور مختلفاً ومميزاً للغاية». وتختم بالقول بأنها تحلم بأن تكون راقصة محترفة إلا أنها في الوقت نفسه تشعر بالسعادة لتواجدها في هذه الفرقة وترغب بالبقاء على ما هي عليه حالياً حيث تحب ما تقدمه للغاية كونه يعبر عن أصولها وثقافتها وتقدم رقصات تحسها وكأنها صادرة عن قلبها.

الأمسية كانت من تنظيم كل من جمعية الشبيبة الأرمنية والجمعية الخيرية العمومية الأرمنية إضافة إلى جمعية أصدقاء قلعة حلب حيث يقول السيد رافي جاغلاصيان رئيس اللجنة الداخلية في جمعية الشبيبة الأرمنية: «التنسيق بدأ قبل عام تقريباً من قبل الفرقة مع الجمعية حيث جاءنا اتصال منهم يعبر عن رغبتهم في التواجد هنا في سورية. كان دورنا هو الحصول على الموافقات اللازمة وتأمين المستلزمات والأمور الضرورية لهذه الأمسية. وقد شارك في موضوع التنظيم حوالي خمسين فرداً ما عدا أفراد الكشاف الذين شاركوا في اللوحة الأخيرة».

فرقة شوشي ترفع العلم السوري في عرضها الراقص

ويقول بأن هذا العدد الكبير من الحضور لم يكن متوقعاً خصوصاً وأنه قبل خمسة أيام فحسب كان عدد البطاقات المباع هو 1000 بطاقة فقط مضيفاً بأن العدد اليوم تجاوز الألفي شخص على الأقل، ويتابع: «يعتبر هذا النشاط جزءاً من النشاطات التي تقيمها الجمعية حيث أقامت الجمعية مؤخراً حفلات رقص لفرقة الإنترانيك التابعة للجمعية خلال شهر أيار الماضي حيث قدمت ست حفلات على مسرح دار التربية حضرها ما يزيد عن 3000 شخص. كما قدمنا فرقة كوميداس لموسيقى الحجرة التي قدمت عدة حفلات موسيقية في سورية وأرمينيا بناء على دعوة وجهت لها، كما أن من أنشطتنا المستقبلية القيام بأوبريت موسيقي راقص مستقبلاً».

يذكر بأن الجمعية الخيرية العمومية وجمعية الشبيبة الأرمنية هما جمعيتان تعنيان بالجاليات الأرمنية المنتشرة في دول العالم المختلفة حيث تأسستا في سورية في بدايات القرن الماضي بهدف رعاية الجالية الأرمنية الموجودة في مدينة حلب من الناحية الصحية، ومن ثم اتسعت نشاطاتهما لتتحولا إلى الجوانب الاجتماعية والخدمية ولتقدما عدداً كبيراً من النشاطات الثقافية والاجتماعية المميزة في مدينة حلب.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من عروض فرقة شوشي على مسرح مدرج قلعة حلب

من عروض فرقة شوشي على مسرح مدرج قلعة حلب

من عروض فرقة شوشي على مسرح مدرج قلعة حلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق